بوليفيا تستعد للانتخابات.. اليسار ممزق واليمين مرجّح

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مدار: 16 آب/ أغسطس 2025

يتوجه قرابة ثمانية ملايين بوليفي إلى صناديق الاقتراع غدا الأحد،  في لحظة تاريخية لاختيار رئيس جديد، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ. وتجد “حركة نحو الاشتراكية” (MAS)، التي حكمت بوليفيا بشكل شبه متواصل منذ عام 2006، نفسها قوة ضعيفة وممزقة، تاركة الساحة مفتوحة أمام يمين متصاعد، لا يخفي طموحه في تفكيك إرث الدولة الاجتماعي، وفتح الباب على مصراعيه أمام نهب ثروات البلاد، خصوصا الليثيوم.

ودعي حوالي 7.9 ملايين بوليفي إلى الإدلاء بأصواتهم، لانتخاب رئيس ونائب رئيس للبلاد، و 130 عضوا في مجلس النواب و 36 عضوا في مجلس الشيوخ. 

ويخيم على هذه الانتخابات تراجع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، إذ تعرف بوليفيا تضخماً بلغ أعلى مستوياته منذ 40 عاماً، ونقصاً حاداً في الوقود، وانهياراً في صادرات الغاز الطبيعي التي كانت حتى وقت قريب عصب الاقتصاد.

وفي ظل هذا الواقع، تراجع الدعم الشعبي لليسار الحاكم، وبقي عدد مهم من الناخبين مترددين.

ووسط مناخ سياسي غير عادي، ارتفعت أسهم اليمين المحافظ، مقدماً وعوداً بـ”تغيير الاتجاه وتحقيق الاستقرار”. ويتصدر المشهد صامويل دوريا ميدينا، من قطب العقارات، البالغ من العمر 66 عاماً، وخورخي “توتو” كيروغا، الرئيس الأسبق. ولم تخرج برامجهما عن التوجهات اليمينية الجاهزة: وصفات نيوليبرالية كلاسيكية تتضمن خفض الدعم الحكومي، وخصخصة شركات الدولة، واستعادة حقوق الملكية الخاصة، وتوسيع التجارة الحرة. إنها دعوة صريحة للعودة إلى نموذج اقتصادي سيزحف على المكتسبات الاجتماعية التي حققتها سياسات حركة نحو الاشتراكية.

وقد استغل اليمين الأزمة الاقتصاد ليرفع حظوظه، لكنه استثمر لصالحه أيضا ترهل اليسار الذي يدخل الاستحقاقات الانتخابية مقسّما أكثر من أي وقت مضى. فالشخصية السياسية المهيمنة على المشهد في العقود الأخيرة، الرئيس السابق إيفو موراليس، الذي كان أطاح به انقلاب عسكري مدعوم من طرف اليمين، مُنع من الترشح مما دفعه إلى دعوة أنصاره إلى الإدلاء بأصوات ملغاة.

نتيجة لذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأصوات الملغاة ستشكل أكثر من 20 في المائة، وهو ما سيرجّح لا محالة كفة اليمين.

وقد امتنع الرئيس الحالي، لويس آرسي، عن الترشح للرئاسة بعد أن أدرك بأن شعبيته في أدنى مستوياتها، ولا تسمح له بالتنافس.

وقد ترك الانقسام مرشح اليسار الأبرز، أندرونيكو رودريغيز (36 عاماً)، الذي كان يُنظر إليه يوماً ما على أنه الوريث السياسي لموراليس، في موقف حرج، حيث لم تتجاوز نسبة تأييده في استطلاعات الرأي 6%، وهو الذي يحاول تسويق برنامج غامض يجمع بين دعم الناخبين الريفيين ومقترحات “التقشف الذكي”.

ويرى مراقبون أن ثروة البلاد الطبيعية الأهم، بأكبر احتياطي في العالم من الليثيوم، توجد في قلب التنافس السياسي بين القوى المرشحة،  وقد عرقل الانقسام داخل الحزب الحاكم حتى الآن إبرام صفقات تطوير مع شركات روسية وصينية، بينما يأمل الرأسمال الأجنبي أن يؤدي التحول السياسي القادم نحو اليمين إلى تغيير في سياسة بوليفيا نحو خوصصة هذا المورد والسماح للشركات المتعددة الاستيطان باستغلاله.

يذكر أن الفوز برئاسة بوليفيا، حسب نظامها الدستوري، تستلزم الحصول على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات الصحيحة أو بنسبة 40 في المائة كحد أدنى من نفس الأصوات، وبفارق 10 نقاط مع الترشيح الثاني، وهي نتائج غير مرجحّة في الدور الأول، وبالتالي يمكن يدعى البوليفيون إلى التصويت في دورة ثانية لحسم التنافس بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مقالات ذات صلة

فلسطين

فلسطين لا تحتمل الانتظار

غلوب تروتر + مدار: 20 آب/ أغسطس 2025 غييرمو ر. باريتو* لم تنتهِ الحرب العالمية الثانية بتسليم جزء من ألمانيا للنازيين. لن ينتهي الصراع بتسليم