بن غفير يهدد البرغوثي في زنزانته.. إعلان نوايا “التصفية” في سياق الإبادة الجماعية

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مدار: 15 آب/ أغسطس 2025

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير زنزانة القائد الأسير مروان البرغوثي، وهدده بشكل مباشر وموثق في فيديو بثته وسائل إعلام عبرية، أمس الخميس، حيث ظهر بهيئة هزيلة و وضع صحي متدهور.

وفجّر هذا الحدث موجة إدانات فلسطينية واسعة، بينما أثار مخاوف جدية من أن يكون هذا الإستعراض المستفز مقدمة لتصفية رمز من رموز الحركة الأسيرة والحركة الوطنية الفلسطينية، في وقت تتصاعد فيه حرب الإبادة الجماعية على غزة، وتتضح معالم خطة إعادة احتلال القطاع بالكامل.

ويعد البرغوثي أحد أبرز قيادات حركة “فتح”، وعضو لجنتها المركزية، اعتقل عام 2002، وحُكم عليه بخمس مؤبدات بالإضافة إلى 40 عامًا سجنا، ويعتبر من الشخصيات الفلسطينية البارزة، وقائدا من قادة الحركة الأسيرة، وقد ساهم سنة 2006 في صياغة “وثيقة الاسرى”، من أجل التفاهم الوطني بين الفصائل السياسية الفلسطينية، وقاد العديد من المعارك من داخل السجون، وتعرض في الكثير من المرات للإعتداء وسوء المعاملة.

“سنمحوكم”… إرهاب دولة موثق بالكاميرات

وجهاً لوجه، قال بن غفير للبرغوثي في زنزانته: “من يمس إسرائيل ويقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا”. المشهد الذي صدم عائلة البرغوثي والرأي العام الفلسطيني والعربي بتغير ملامح وجهه و”الإنهاك والجوع الذي يعيشه”، كشف عن الظروف اللاإنسانية التي يعانيها في عزله الانفرادي، بسجن ريمون، حيث أكد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أنه “فقد أكثر من نصف وزنه نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وسوء المعاملة”.

ووصفت حركة فتح هذا التهديد بأنه “انتهاك سافر لكافة المواثيق الدولية”، فيما اعتبرته وزارة الخارجية “استفزازاً غير مسبوق وإرهاب دولة منظم”. أما حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، فلخص المشهد بأنه “قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي”.

ويأتي هذا “الاستعراض الجبان”، بحسب حركة حماس، كجزء من سياسة ممنهجة يقودها بن غفير منذ توليه منصبه، والتي تفاخر بها علناً حين أعلن في تموز/ يوليو الماضي أنه يضمن حصول الأسرى على “الحد الأدنى من الحد الأدنى” من الطعام،  مما يعكس طبيعة منظومة السجون الإسرائيلية القائمة على التعذيب والتجويع ومحاولة كسر إرادة الأسرى.

من جانبه، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، أن تهديد بن غفير “يشكل إعلاناً واضحاً عن نوايا الاحتلال في تصفيته واغتيال القادة” في السجون. 

وقالت عائلة مروان البرغوثي إنها تخشى من “إعدامه داخل الزنزانة بقرار من بن غفير”.

واعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، أن الانتهاكات بحق البرغوثي تأتي “ضمن الحرب الشاملة الدموية التي تستهدف شعبنا الفلسطيني وقيادته، وعدوان التطهير العرقي”. 

يشار إلى أن هذا التهديد الخطير جاء غداة مصادقة رئيس أركان جيش الاحتلال على خطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، في إشارة واضحة إلى أن الحرب على القيادات في السجون لا تنفصل عن الحرب على الوجود الفلسطيني على الأرض.

و يوجود 10,800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، منهم 450 طفلاً، بينما تستمر حرب الإبادة الجماعية التي خلفت أكثر من 61 ألف شهيد في قطاع غزة.

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مقالات ذات صلة

فلسطين

فلسطين لا تحتمل الانتظار

غلوب تروتر + مدار: 20 آب/ أغسطس 2025 غييرمو ر. باريتو* لم تنتهِ الحرب العالمية الثانية بتسليم جزء من ألمانيا للنازيين. لن ينتهي الصراع بتسليم