مدار+ مواقع: 09 أغسطس/ غشت 2020
توافد آلاف المتظاهرين الناقمين على السلطة السياسية إلى وسط العاصمة اللبنانية السبت 08 أغسطس/غشت 2020، تحت شعار “يوم الحساب”.
وطالب المتظاهرون بمعاقبة المسؤولين عن الانفجار المهول الذي هز مرفأ بيروت وحول العاصمة إلى ساحة دمار هائل، وتسبب في وفاة 158 قتيلاً وأكثر من 5000 جريح، وتشريد 300 ألف ثلثهم من الأطفال.
وانطلقت مسيرة حاشدة من شارع مار مخايل المتضرر بشدة إلى وسط بيروت، رافقتها إجراءات أمنية مشددة. ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة ضمت أسماء قتلى الانفجار، ولافتات تتضمن مطالب الحراك.
كما رفع المحتجون شعارات من قبيل “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”انتقام انتقام حتى يسقط النظام”، و”كلن يعني كلن”، و”بالروح بالدم نفديك يا بيروت”. ورفعت في مواقع عدة وسط تظاهرة بيروت مشانق رمزية، دلالة على الرغبة في الاقتصاص من المسؤولين عن التفجير ومنذ 17 أكتوبر.
وسجل تدخل أمني في حق المتظاهرين في الطريق المؤدي إلى مدخل البرلمان، في حين أطلقت عناصر الأمن القنابل المسلية للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق المتظاهرين. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر عنصر أمن يطلق النار من مسدسه تجاه المتظاهرين. وترتب عن تدخل عناصر الأمن اندلاع مواجهات مع الشباب المتظاهرين، الذين اقتحموا بدورهم مباني رسمية من ضمنها مقر جمعية المصارف.
ورصدت “لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين” توقيف 20 شخصا على الأقل خلال تظاهرة السبت. وقالت اللجنة في تقرير صدر عنها إن النائب العام قرر إخضاع المتظاهرين لفحوصات مخدرات، وهو ما اعتبرته اللجنة مسا بالحياة الخاصة للمتظاهرين ومحاولة بائسة من السلطة للتشكيك في مشروعية غضب الناس عليها.
وحسب التقرير نفسه فإن اللجنة ووسائل إعلام رصدت تعرض عشرات المتظاهرين للعنف المفرط وغير المتناسب والمخالف لقواعد مكافحة الشغب من قبل الجيش والقوى الأمنية، إذ سجلت العديد من الإصابات بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل تحتوي على الخردق في رؤوس وعيون وصدور وأرجل المتظاهرين؛ وهو ما استوجب نقل العديد منهم (أكثر من 50 متظاهرا ومتظاهرة) إلى المستشفيات، من ضمنهم صحافيون ومحام من اللجنة تعرض لإصابة خطيرة بقنبلة تحتوي على الخردق، وخضع العديد منهم لعمليات جراحية لإنقاذهم واستخراج الرصاص والخردق من أجسادهم.
وبينما قالت قوى الأمن الداخلي اللبناني إن أحد عناصرها قتل أثناء المواجهات مع المحتجين. أفاد الصليب الأحمر اللبناني على حسابه في “تويتر” بارتفاع حصيلة المصابين على خلفية الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين وسط العاصمة إلى 250 شخصا، موضحا أن 65 جريحا نقلوا إلى مستشفيات محلية وتم إسعاف 185 آخرين في المكان.