باحثة متخصصة: “الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل جوهر الصحافة”

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

برازيل دي فاتو/ مدار: 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

أبرزت الأستاذة ورئيسة قسم الاتصال الرقمي بجامعة سانت بطرسبرغ، كاميلا نيغماتولينا، أن تقدم الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار يمثل تحديًا وفرصة لبلدان الجنوب العالمي، بما فيها دول البريكس، وذلك خلال حلقة نقاش بعنوان “السيادة الرقمية والتطور السلمي للذكاء الاصطناعي في الجنوب العالمي”، التي عُقدت ضمن المنتدى الأكاديمي الثالث للجنوب العالمي، والذي جمع أكثر من 30 دولة في شنغهاي، يومي 13 و14 تشرين الثاني/ نوفمبر.

تؤكد نيغماتولينا، وهي خبيرة في الذكاء الاصطناعي، أن هذه التقنية ستعيد تشكيل طريقة ممارسة الصحافة وقياس تأثيرها، لكنها تشير إلى أن الأداة الجديدة يمكن أن تعزز الاستقلالية التكنولوجية، وتقلل من الاعتماد على المنصات الأجنبية، وتضع معايير أخلاقية لإنتاج المعلومات تثمّن المجتمعات المحلية. 

وكان شارك في المنتدى باحثون وقادة من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وناقشوا الخبرات والاستراتيجيات لضمان خدمة التكنولوجيا لمصالح الجنوب العالمي.

وخلال عرضها، أكدت كاميلا أيضًا أن تبني الذكاء الاصطناعي يجب أن يلبي احتياجات المجتمعات المحلية. وشددت على أن تطبيق التكنولوجيا يجب أن يكون استراتيجيًا، مع وجود قواعد وخوارزميات توجه الابتكار في وسائل الإعلام، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا التأثيرات على ثقة الجمهور وولائه وتفاعله.

وتتناول المقابلة التالية تحليلا أعمق لهذه المواضيع:

برازيل دي فاتو: ما هي أهمية النقاش في هذه الحلقة لدول الجنوب العالمي، وخاصة دول البريكس؟ وكيف يمكن أن يساعد في التعاون بين البلدان؟

كاميلا نيغماتولينا: هذه هي المرة الأولى لي في الصين، وبالنسبة لي، يسعدني جدًا مناقشة القضايا المتعلقة بالجنوب العالمي هنا في شنغهاي. هذا المنتدى أكثر من مجرد حدث، إنه أشبه بمركز فكر لجميع دول البريكس ولأولئك الذين يرغبون في الانضمام إلى هذه المناقشات.

الحلقة التي شاركت فيها كانت بمثابة مركز فكر مصغر حول الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام. عندما نتحدث عن البريكس، لا تزال هناك فجوات في التواصل بين الدول، ليس فقط من حيث اللغة، ولكن في طريقة التواصل نفسها. كيف يمكننا مناقشة مشاكلنا واحتياجاتنا وقضايانا بكفاءة؟

النقطة التي وحدتنا اليوم هي تبني الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وهو تحدٍ مشترك ومنظور تتقاسمه جميع وسائل الإعلام في الجنوب العالمي. لقد شاركت جزءًا من البحث الذي أجريناه في جامعة سانت بطرسبرغ، في محاولة لتحديد أنماط في هذا التبني. هل من الممكن إيجاد طرق مشتركة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار؟ هل يمكننا صياغة قواعد وخوارزميات لإدخال الابتكارات في وسائل إعلامنا بأمان وفعالية؟

أرى أن هذه القضية ذات أهمية قصوى لجميع دول البريكس ولتلك التي لديها علاقات ودية مع المجموعة. في سانت بطرسبرغ، لدينا فرع لقناة “بريكس تي في” ونتعاون معهم. أعتقد أن هذا المنتدى العالمي هو نقطة انطلاق جيدة. لقد شارك زملائي بالفعل في نسخ سابقة، وآمل أن نتمكن من توسيع وجودنا هنا في شنغهاي.

برازيل دي فاتو: كيف يساعد الذكاء الاصطناعي الصحافة اليوم، وكيف ترين تحوله في القطاع في دول مثل روسيا ودول البريكس الأخرى؟ وما هو التأثير الذي يمكن أن يكون لذلك على ثقة الجمهور وولائه وتفاعله مع وسائل الإعلام؟

كاميلا نيغماتولينا: الذكاء الاصطناعي يساعدني بالفعل هنا في المنتدى، لأنه عندما لا يتحدث بعض الأشخاص باللغة الإنجليزية، نستخدم ترجمة الذكاء الاصطناعي، التي تعمل بسرعة وفعالية وراحة للجميع. ولكن، لنتحدث بجدية، الذكاء الاصطناعي اليوم ليس مجرد أداة إعلامية جديدة، بل هو تحدٍ سيعيد تشكيل جوهر الصحافة.

ما يتغير في الواقع هو كيفية تقييمنا للمعلومات ومعالجتها وتقديمها، وكيف نقيس آثار الإعلام. على سبيل المثال، في روسيا، لا يميز الجمهور، سواء كان واعيًا أم لا باستخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، بين المحتوى الذي ينتجه البشر أو الذكاء الاصطناعي. أدخلت الحكومة الروسية مؤخرًا فكرة وسم المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع مؤشرات فنية خاصة. سنراقب كيف يؤثر ذلك على ثقة الجمهور وولائه وتفاعله.

إنها تجربة كبيرة في مجال الإعلام، وأعتقد أنها ذات صلة بجميع دول البريكس. يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر على ثقة الناس، وولائهم لوسائل الإعلام، والوقت الذي يكرسونه لاستهلاك المحتوى.

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مقالات ذات صلة