مدار: 01 تشرين الأول/ أكتوبر 2024
أنهى الرد الإيراني نشوة الإسرائيليين بالضربات التكتيكية التي وجهوها إلى اللبنانيين والفلسطينيين والإيرانيين.
مساء اليوم، أطلقت إيران ما قدّر بـ 250 صاروخا بالستيا صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورد أن 80 منها أصابت أهدافها.
المشاهد التي عاينها “مدار”، أظهرت كرات من اللهب المتقد فوق سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي تتهاطل على الأهداف وتنفجر فيها.
جل الإسرائيليين، حسب مصادر إعلامية، هرعوا إلى الملاجئ ودوت صافرات الإنذار في كل الأراضي المحتلة تقريبا.
تزامنا مع ذلك، كان الحرس الثوري الإيراني يصرّح إن أي رد إسرائيلي “سيواجه برد أقوى”.
ومازال تقييم حجم الخراب الذي أصاب البنى الإسرائيلية العسكرية المستهدفة سابقا لأوانه، غير أن أعداد الصواريخ التي أصابت الأهداف تؤشر على حصيلة ثقيلة.
وقال الإيرانيون إن الصواريخ التي أطلقوها على الإسرائيليين جاء ردا على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله واللواء عباس نيلفوروشان.
وحسب الحرس الثوري، فقد جرى استهداف القواعد العسكرية الثلاث في نافاتيم التي تضم طائرات إف 35 ونتساريم التي تضم طائرات إف 15 التي استخدمت لاغتيال حسن نصرالله وقاعدة تل نوف بالقرب من تل أبيب.
أتى هذا التطور النوعي في مجريات الأحداث بعد أيام من الانتشاء في صفوف الإسرائيليين، خصوصا بعد اغتيال قادة في حزب الله اللبناني، لا سيما نصر الله، وقبلها تفجير أجهزة الـ “بيجر” والاتصالات اللاسلكي، وكذلك اغتيال إسماعيل هنية فوق الأراضي الإيرانية.
جيش الإحتلال الذي كان مغمورا ومتحمسا لاجتياح وشيك للأراضي اللبنانية وجد نفسه مشلولا أمام حجم الرد الإيراني، وبدت القبة الحديدية عاجزة عن صد الضربات.
ويأتي هذا الرد في لحظة دقيقة، كان عنوانها حتى صباح اليوم، الشك الذي تسلل إلى أنفس البعض في قدرات القوات الداعمة للمقاومة الفلسطينية، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله اللبناني.
لكن تحرّك الإيرانيين، على ما يبدو، أعاد رفع معنويات مساندي المقاومة، في لبنان وفلسطين وباقي المناطق، والأكثر من ذلك، أعاد التذكير بقدرات طهران على إسناد باقي القوى في المنطقة، في اللحظة التي يستعد فيها الإسرائيليون لغزو لبنان بريا.
سارعت واشنطن التي توقعت الرد الإيراني إلى إخطار إسرائيل بشكل مبكر، وقالت بعد وصول الصواريخ الإيرانية إنها ساهمت في إسقاط بعضها.
وبالرغم من المزاعم الأمريكية بأنها لا تريد للحرب أن تتوسع، مفضلة الخيار الدبلوماسي، إلا أن أفعالها تقول العكس. إذ تدعم إسرائيل سياسيا وماليا وعسكريا، وتزود الجيش الصهيوني باستمرار بالأسلحة، كثير منها يستعمل في الهجوم على غزة ولبنان وسوريا واليمن وحتى إيران.
وتقف المنطقة الآن، نتيجة إصرار الإسرائيليين على مواصلة الحرب وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، على خط رفيع يفصلها عن حرب إقليمية مدمرة، ويمكن لتبادل الردود أن يدحرج الأوضاع صوب ذلك.
الرد الإيراني القوي قد يدفع الإسرائيليين إلى التفكير مرّتين وأكثر قبل الإقدام على خطوات تصعيدية، لكنه بالتأكيد أنهى النشوة التي أعمتهم في الأيام الأخيرة وأعاد تذكيرهم بالمعادلات الصعبة الماثلة أمامهم.
تعليقا على هذه الأحداث، قالت لجان المقاومة في فلسطين إن “الرد الإيراني يؤكد أن المرحلة الجديدة في المواجهة ستكون اليد العليا للمقاومة وأن الإجرام الصهيوني لم يغير في روح المقاومة ومحورها بل سيزيدها عزما وصلابة وقوة وإرادة وجاهزية عالية”.
واعتبر المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن الرد الإيراني “طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة ووجه ضربةً قويةً للاحتلال المجرم الذي ظن أن عربدته في المنطقة وعدوانه على شعوبها يمكن أن يمر دون عقاب”.