مدار: 31 تموز/ يوليو 2024
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح اليوم الأربعاء، استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، على إثر غارة صهيونية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وقال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، إن “الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي باغتياله إسماعيل هنية مهد الأرضية لمعاقبته بقسوة” مضيفا أن “الانتقام لدم هنية من واجبات إيران لأن الاغتيال وقع على أراضيها”، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وصرّحت الخارجية الإيرانية إن طهران “تحتفظ بحق الرد على نحو متناسب”.
وتأتي عملية الاغتيال هاته بعد يوم واحد من ضربة صهيونية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث استهدف القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر.
هو إسماعيل هنية (أبو العبد)، من مواليد سنة 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة، من والدين لاجئين من عسقلان بعد النكبة في 1948.
انخرط أبو العبد في العمل السياسي منذ شبابه، خصوصا في مرحلته الجامعية لما كان يدرس الأدب العربي في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث التحق بـ “الكتلة الإسلامية”.
تزامنا مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987 التي انخرط فيها بحماس، نال هنية شهادة البكالوريوس؛ وسرعان ما سيتم اعتقاله بعد ذلك بسنتين، ليقضي في السجون الإسرائيلية ثلاثة أعوام، ثم نفي إلى مرج الزهور في الحدود الفلسطينية اللبنانية، ليعود بعد سنة إلى غزة في 1992 غداة اتفاقية أوسلو، ويتم تعيينه عميدا للجامعة الإسلامية سنة 1993.
عيّن إسماعيل هنية مساعدا للشهيد ومؤسس حماس أحمد ياسين في 1997، ثم أصبح بعد ذلك ممثلا لحركة حماس لدى السلطة الفلسطينية.
وبعد سنوات من التدرج في أجهزة حركة المقاومة الإسلامية، تم انتخابه سنة 2004 رئيسا لها في قطاع غزة خلفا لعبد العزيز الرنتيسي الذي اغتاله الصهاينة.
بعد فوز حركته في انتخابات 2006، جرى تعيينه رئيسا لوزراء فلسطين، غير أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أقاله من منصبه بعد فترة وجيزة، لكنه استمر في تسيير شؤون قطاع غزة إلى غاية 2017.
سنة 2017، انتخبته حركة المقاومة الإسلامية رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لخالد مشعل.
خلال مساره النضالي الحافل، واجه إسماعيل هنية عدة استهدافات، من بينها محاولة اغتياله سنة 2003 إلى جانب قيادات في الحركة.
وخلال اشتعال الأزمة بين حماس وفتح تعرض موكبه في 2006 لإطلاق نار، تلاه بعد أشهر من العام ذاته تعرضه لمحاولة اغتيال عند معبر رفح.
اغتالت إسرائيل العشرات من أفراد عائلته، من بينهم 3 من أبنائه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
من أقواله: “بكرا تشوفوا أبو العبد شهيد (..) امضوا ولا تترددوا”.