السودان.. تقرير يكشف الانتهاكات المروعة التي تتعرض لها النساء والأطفال

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مدار: 05 آيلول/ سبتمبر 2025

في حرب وصفها بـ”صراع بالوكالة” للسيطرة على موارد السودان، كشف تقرير للاتحاد النسائي السوداني عن “حالة طوارئ جنسانية” يموت فيها طفل كل ساعتين بسبب سوء التغذية، وتتعرض فيها النساء والفتيات لانتهاكات مروعة وسط انهيار كامل للخدمات.

التقرير الذي قُدّم إلى سكرتارية القمة العالمية للشعوب، وحصل “مدار” على نسخة منه، يؤكد أن الصراع الذي اندلع في نيسان/ أبريل 2023 كصراع على السلطة، سرعان ما تحول إلى حرب إقليمية بالوكالة تتصارع فيها مصالح دولية للسيطرة على موقع السودان وثرواته، على حساب دماء شعبه.

وعدّدت الوثيقة الصادر في 4 أيلول/ سبتمبر 2025، أبعاد الكارثة التي تتحمل النساء والفتيات عبئها الأكبر، ففي مخيم زمزم وحده، الذي يأوي نصف مليون نازح أغلبهم نساء وأطفال، يُسجَّل وفاة طفل كل ساعتين نتيجة سوء التغذية.

وكانت أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 75% من الأسر التي تعولها نساء لا تستطيع تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، بينما 1.9% فقط من هذه الأسر تتمتع بالأمن الغذائي.

كما كشف الاتحاد عن تصاعد مروع للعنف الجنسي، حيث سُجِّلت 221 حالة اغتصاب لأطفال خلال عام واحد فقط، بينهم 16 طفلاً دون سن الخامسة. 

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 2.5 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب أصبحن نازحات دون أي خدمات ولادة آمنة، بينما تمثل النساء والفتيات أكثر من 54% من إجمالي المشردين قسرياً البالغ عددهم 14.3 مليون شخص.

ولم تقتصر الكارثة على العنف والجوع، بل امتدت لتشمل انهياراً صحياً شاملا، ففي دارفور، التي وصف أطباء بلا حدود تفشي الكوليرا فيها بأنه “الأخطر في السودان”، أدى المرض حتى 2 أيلول/ سبتمبر الجاري إلى وفاة 615 شخصاً وإصابة 12 ألف آخرين، بينهم أكثر من 300 طفل. 

وتعتبر مخيمات النازحين بؤراً للمرض، حيث سجل معسكر كلمة وحده 450 إصابة و64 حالة وفاة، بينما سجل مخيم عطاش 200 إصابة و50 وفاة.

وأبرز التقرير، الذي حيا نضال النساء في فلسطين وبقية الدول العربية، أن الأزمة أدت إلى خروج 74% من الفتيات في سن الدراسة من التعليم، مما يفاقم مخاطر زواج القاصرات.

وفي ختام تقريره، ناشد الاتحاد النسائي السوداني القمة العالمية للشعوب وكافة حركات التضامن للعمل على تسليط الضوء دولياً على هذه الجرائم، والضغط لمحاسبة الجناة، وتوفير الخدمات الأساسية والغذاء والماء للنساء، وحشد التمويل لسد الفجوة في الاستجابة الإنسانية. وأكد الاتحاد أن “تضامن الشعوب هو خط الدفاع الأول في وجه الحروب والاستغلال والتهميش”.

وللتذكير، اندلعت الحرب في السودان في 15 نيسان/ أبريل 2023 بين القوتين العسكريتين الرئيسيتين: القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي. وجاء الصراع بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين الجنرالين، اللذين كانا شريكين في انقلاب 2021 الذي أطاح بالحكومة الانتقالية المدنية، مما أدى إلى انهيار الآمال في تحقيق انتقال ديمقراطي بعد ثورة كانون الأول/ ديسمبر 2018.

نقترح عليكم: 

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مقالات ذات صلة