أ ف ب: 21 شباط/ فبراير 2022
خرج آلاف السودانيين المناهضين للانقلاب الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي إلى شوارع العاصمة ومدنها المجاورة للتظاهر الإثنين، بحسب ما أفاد شهود عيان، في حين أفرجت السلطات عن معتقلين.
وقالت المحامية إنعام عتيق التي تتابع مع محامين آخرين قضايا المعتقلين إنّه “منذ مساء أمس (الأحد) وحتى الآن تم إطلاق سراح 41 معتقلاً”.
وأضافت لوكالة فرانس برس “مازلنا ننتظر مجموعة أخرى قالوا (السلطات) إنه سيتم ترحيلهم من سجن سوبا إلى أقسام الشرطة تمهيداً لإطلاق سراحهم”.
وبحسب بيان صادر عن مجموعة من المحامين المناهضين للانقلاب، فإن “عدد المعتقلين (في حملة القمع الأمنية) تجاوز 200 شخص”.
ونقل البيان عن المحامين قولهم إنّ ما قامت به السلطات هو “حركة تمويهية القصد منها اخفاء الحقائق وتضليل المبعوث الأممي لفهم أنه لايوجد أي معتقل في زنازين النظام”.
ويشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ أن أطاح البرهان بشركائه المدنيين من الحكم ونفّذ انقلاباً عسكرياً في تشرين الأول/أكتوبر في خطوة أثارت إدانة دولية واسعة.
وأعاق الانقلاب العسكري العملية الانتقالية التي تم التفاوض عليها بين العسكريين والمدنيين والتي انتهت إلى تقاسم السلطة في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019.
ومذ ذلك الحين تشّن السلطات الأمنية في البلاد حملة قمع واسعة ضد الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، ما أسفر عن مقتل 82 شخصاً على الأقل وإصابة المئات، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.
كما تم اعتقال العديد من السياسيين والناشطين الداعمين للديموقراطية.
وفي الخرطوم، أطلقت القوات الأمنية الإثنين قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا التجمع خارج القصر الرئاسي وسط العاصمة، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وفي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي 186 كلم جنوب الخرطوم تجمع المتظاهرون وهتفوا”العسكر إلى الثكنات والشارع إلى المكنات”.
وبحسب أمل حسين أحد شهود العيان من ولاية القضارف شرق البلاد، فقد هتف المحتجون “مدنية خيار الشعب”.
وفي مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، تظاهر المحتجون أمام أحد المباني الحكومية قبل أن تعترض الشرطة مسيرتهم، بحسب شهود.
وفي ولاية كسلا في شرق البلاد، قال شاهد عيان يدعى حسين إدريس لفرانس برس عبر الهاتف إنّ المتظاهرين هتفوا “لا لحكم العسكر” أثناء توجههم نحو قاعدة عسكرية في المدينة.
وتأتي تظاهرات الاثنين غداة وصول خبير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان أداما ديانغ في أول زيارة رسمية له إلى البلاد.
ومن المقرر أن يلتقي ديانغ خلال الزيارة بمسؤولين من الحكومة السودانية، وممثلين عن منظمات من المجتمع المدني وبمدافعين عن حقوق الإنسان.