الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين يتزايد

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مدار: 04 أغسطس/ آب 2025

شهدت القضية الفلسطينية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي المروّع على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تطورات دبلوماسية ملفتة، تمثلت في موجة متصاعدة من الاعترافات الدولية الرسمية بدولة فلسطين، والتي جاءت من دول كانت في السابق مترددة أو حتى مناهضة للفكرة.

وحتى منتصف 2025، أعلنت عدة دول أوروبية وعالمية اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، من بينها إسبانيا، أيرلندا، النرويج، سلوفينيا، وأرمينيا، بالإضافة إلى دول من منطقة الكاريبي مثل جامايكا والبهاماس وبربادوس. 

وفي سياق متصل، أبدت دول أخرى عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في المستقبل القريب، بما فيها فرنسا، المملكة المتحدة، كندا ومالطا.

ويأتي هذا الزخم الدبلوماسي الدولي في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني أكتوبر 2023، وحركة التضامن الشعبي الواسعة على المستوى العالمي،مما شكّل ضغطًا على حكومات العديد من الدول، وخصوصًا الغربية، وهو ما دفعها إلى إعادة مراجعة موقفها من القضية الفلسطينية. 

وقوبلت هذه الاعترافات بترحيب واسع، حيث اعتبرتها السلطة الفلسطينية خطوة حاسمة نحو تثبيت حقوق الفلسطينيين، وتعزيز موقفهم في المفاوضات الدولية. كما رحبت بها الفصائل المقاومة، مثل حركة حماس، التي دعت إلى توظيف هذا الدعم الدولي في تعزيز المقاومة والضغط على الاحتلال لتحقيق المزيد من الإنجازات على الأرض. وفي أوساط الشعب الفلسطيني، شكلت هذه الاعترافات مصدر أمل كبير في ظل المعاناة المستمرة التي يعيشها، رغم ما يرافقها من تحفّظات حول الحاجة إلى خطوات أكثر واقعية وفعالية على الأرض.

وتبقى الولايات المتحدة المعرقل الأساسي للاعتراف الكامل بدولة فلسطين في الأمم المتحدة. وعبر ترامب عن رفضه القاطع لأي اعتراف “أحادي”، معتبرا أن ذلك سيمنح حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية شرعية سياسية. كما مارست إدارة ترامب ضغوطًا على الدول الأوروبية لمنعها من المضي قدمًا في هذا الاتجاه.

ومن الناحية الإجرائية، هناك نوعان من الاعتراف بالدول: الاعتراف الثنائي الذي يتم بين دولتين بإعلان رسمي، والاعتراف الأممي الذي يتطلب موافقة مجلس الأمن وتأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة. فالاعتراف الثنائي يعزز العلاقات السياسية والاقتصادية ويمنح فلسطين شرعية على المستوى الدولي، في حين أن الاعتراف الأممي الكامل يفتح الباب أمام عضوية فلسطين في الأمم المتحدة كدولة ذات سيادة.

ورغم أن فلسطين تحظى منذ عام 2012 بصفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، إلا أن عضويتها الكاملة لم تتحقق بعد بسبب الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، رغم تزايد عدد الدول التي تعترف بها رسميًا.

ولعبت حركات التضامن الشعبية، التي تصاعدت بشكل لافت منذ الـ 7 أكتوبر 2023، دورا مهما في دفع عدد من الدول إلى مراجعة مواقفها والتوجه نحو الاعتراف بدولة فلسطين.

وحتى الآن، بلغ عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعترف بدولة فلسطين 147 دولة.

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مقالات ذات صلة

فلسطين

فلسطين لا تحتمل الانتظار

غلوب تروتر + مدار: 20 آب/ أغسطس 2025 غييرمو ر. باريتو* لم تنتهِ الحرب العالمية الثانية بتسليم جزء من ألمانيا للنازيين. لن ينتهي الصراع بتسليم