الاحتلال يصعّد في لبنان

مشاركة المقال

مدار: 24 أيلول/ سبتمبر 2024

شنّ الكيان الصهيوني سلسلة ضربات جديدة في لبنان، بعد عدوان أمس الإثنين الذي خلّف نحو 500 شهيد، في سياق تصعيد إسرائيلي يفتح المنطقة على حرب إقليمية مدمّرة.

ويراهن الكيان المحتل على كسر المقاومة اللبنانية ودفعها عن دعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب الإبادة الجماعية لما يقرب السنة في قطاع غزة.

وفتح حزب الله اللبناني جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية منذ الثامن من أكتوبر الماضي، أي بعد يوم واحد من إطلاق طوفان الأقصى.

وردّا على التصعيد الإسرائيلي أطلق حزب الله مئات الصواريخ صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتعليقا على الهجمات الصهيونية على لبنان، قال جمال بدران الطبيب في مستشفى النجدة الشعبية في مدينة النبطية (جنوب) لفرانس برس “إنها كارثة، مجزرة”، مضيفا أن “الضربات لا تتوقف. لقد قصفونا فيما كنا ننتشل جرحى”.

ودفع القصف بالآلاف من اللبنانيين إلى النزوح نحو العاصمة بيروت وصيدا ومناطق أخرى من البلد، بينما توقفت الدراسة وفتحت المدارس للنازحين.

الهجمات الصهيونية لا تخرج عن إطار الرغبة الجامحة لدى حكومة بنيامين نتانياهو في عدم إيقاف الحرب، بل وتوسيعها إقليميا، للتغطية على جرائمها في قطاع غزة وفشلها في تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب على الفلسطينيين.

وفي السياق ذاته، مكنت جبهة الإسناد اللبنانية للفلسطينيين من دفع المستوطنين في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الفرار من تلك المناطق منذ بداية الحرب، وهو ما أثار حنق الإسرائيليين، بالرغم من أن عودتهم ممكنة في حالة توقف العدوان على غزة حسب ما أكده حزب الله في عدة مناسبات.

ونفذ الإحتلال الصهيوني يوم 17 و18 أيلول/ سبتمبر عملية أمنية خطيرة في لبنان، حيث فجّر آلاف أجهزة “البيجر” وأجهزة الاتصال اللاسلكي (تولكي وولكي)، مخلفا آلاف الإصابات وعشرات الشهداء، أغلبهم من المدنيين.

ويفتح التصعيد الإسرائيلي المنطقة على حرب إقليمية واسعة النطاق، بالرغم من أن حزب الله اللبناني مازال يتجنب الانسياق وراء رغبة الإسرائيليين في إشعال حرب شاملة.

وترتبط التطورات الحالية بمجريات الأحداث في قطاع غزة بشكل وثيق.

وخلّف العدوان الصهيوني على غزة حتى الآن أزيد من 41467 شهيد، وما يقرب من 96 ألف مصاب، ونحو مليوني نازح، ودمار شامل في البنى التحتية.

وتقول الأمم المتحدة إن أغلب الشهداء في القطاع المحاصر من الأطفال والنساء.

وفشل المحتل الصهيوني في تحقيق أهدافه المعلنة من العدوان، وهي إرجاع الأسرى والقضاء على المقاومة الفلسطينية، بالرغم مرور 11 شهر ونصف منذ بداية الحرب.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة