مدار: 13 آب/ أغسطس 2025
وصل وفد من قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، في محاولة جديدة لاستئناف المفاوضات الهادفة إلى إنهاء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. وبينما تنشط الوساطة المصرية والقطرية لبلورة ما قيل إنه “مقترح مطوَّر”، تخيم على المباحثات تقديرات مصرية “سلبية للغاية” بشأن نوايا الاحتلال، التي ترجح المضي في خطط احتلال مدينة غزة وتهجير سكانها، حسب ما نقلته مصادر إعلامية عربية.
واستهل الوفد اجتماعاته الأربعاء باللقاء مع رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، حيث يسعى بحسب القيادي في حماس طاهر النونو إلى “وقف الحرب على القطاع وإدخال المساعدات وإنهاء معاناة شعبنا في غزة”، وفق ما أورده “العربي الجديد“.
ونقلت مصر إلى الحركة “النوايا الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة”، والتي تتضمن، وفقاً لمصدر مصري مطلع، “خطة احتلال مدينة غزة، وتنفيذ خطة تهجير الغزيين”، وهي خطط أكد المصدر أن “القاهرة ترفضهما بشكل مطلق”، نقلا عن المصدر نفسه.
وكشفت المصادر ذاتها عن محاولات مصرية “لإقناع حركة حماس بتقديم تنازلات بشأن العقبات التي تتذرع بها ‘إسرائيل’ من أجل العودة للمسار التفاوضي”.
وتتزامن هذه التحركات مع اتصالات مصرية-سعودية لحث الرياض على الطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ممارسة ضغط على إسرائيل للتجاوب مع مقترح شامل، يقوم على إطلاق سراح جميع الأسرى من الكيان الصهوني وإنهاء الحرب، مقابل تمكين ما سمّي بـ “لجنة الإسناد المجتمعي” ورجل الأعمال سمير حليلة من إدارة القطاع، وذلك بدعم من قوات عربية بمهام محددة ومؤقتة، تمهيداً لبدء خطة إعادة الإعمار، يتابع المصدر الإعلامي المذكور.
وعلى الرغم من توجيه مصر دعوة إلى الكيان المحتل لإرسال وفد إلى القاهرة، إلا أنه لم يقدم رده بعد، مما يعزز الشكوك حول جديته في الانخراط بالمسار التفاوضي.
وفي سياق متصل، جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تأكيده على أن القاهرة تعمل مع الدوحة وواشنطن على “إحياء هدنة الستين يوماً”، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية “من دون عوائق ومن دون شروط”.
من جانبها، نقلت مصادر إعلامية عبرية عن مصادر لم تسمها أن الاحتلال “يدرس” إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة هذا الأسبوع، لبحث صفقة شاملة، وليس مجرد اتفاق جزئي. وتأتي هذه الأنباء بعد لقاء جمع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف برئيس الوزراء القطري في إسبانيا نهاية الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن الاحتلال يستعد لاجتياح مدينة غزة و”السيطرة” عليها، وفق ما تم إعلانه هذه الأيام، في خطوة تهدف إلى مسح ما بقي من المدينة وتهجير 1.2 مليون فلسطيني مهجّر (700 ألف قطنوها قبل اندلاع الحرب. ونحو نصف مليون مُهجّر غالبيتهم من شمال القطاع، خانيونس، ورفح)، واستنساخ “الدمار في بيت حانون”.