مدار: 04 أغسطس/ آب 2025
حذّر الحزب الشيوعي السوداني من أن إعلان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الملقّب بـ “حميدتي”، عن تشكيل “حكومة موازية” يمثل تهديداً وجودياً لوحدة السودان ويدفع البلاد نحو “انهيار الدولة الكامل”.
ووصف الحزب في بيانه الصادر عن مكتبه السياسي بتاريخ 29 يوليو/ تموز 2025، هذه الخطوة بأنها تضع السودان أمام حكومتين “غير شرعيتين”، إحداهما في بورتسودان بقيادة الجيش، والأخرى المعلنة من قبل الدعم السريع.
وأكد المصدر نفسه أن كلتا السلطتين هما نتاج مباشر لانقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، الذي قوض المسار الديمقراطي وأشعل “الحرب اللعينة” التي دمرت البلاد.
وربط البيان المذكور هذا التطور بـ”الصراع المتفاقم بين أقطاب الرأسمالية لنهب ثروات السودان وإفريقيا”، معتبراً أن القوى الإقليمية والدولية التي “تسلح طرفي الحرب” تسعى لإضعاف البلاد وتسهيل نهب مواردها والسيطرة على مواقع استراتيجية مثل البحر الأحمر.
اندلعت الحرب في السودان في 15 نيسان/ أبريل 2023 بين القوتين العسكريتين الرئيسيتين: القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي. وجاء الصراع بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين الجنرالين، اللذين كانا شريكين في انقلاب 2021 الذي أطاح بالحكومة الانتقالية المدنية، مما أدى إلى انهيار الآمال في تحقيق انتقال ديمقراطي بعد ثورة كانون الأول/ ديسمبر 2018.
وتشير مختلف المصادر إلى أن هذه الحرب المستمرة خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة. وفي هذا الصدد، ذكر الشيوعي السوداني في بيانه أن الصراع أدى إلى “تشريد الملايين ومقتل وفقدان الآلاف”، محمّلاً الطرفين مسؤولية “جرائم حرب من إبادة جماعية وتطهير عرقي وعنف جنسي”، ومشدداً على ضرورة “عدم الإفلات من العقاب”.
وتقول الأمم المتحدة والسلطات المحلية إن هذه الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
ويرزح الملايين من السودانيين النازحين تحت وطأة الجوع والعطش والحرارة الشديدة وانتشار الأمراض.
وتنذر التطورات السياسية الحالية بسيناريو تقسيم البلاد، وقد شبّه الحزب الشيوعي السوداني الوضع باتفاقية نيفاشا التي أدت في النهاية إلى انفصال جنوب السودان عام 2011.
وفي هذا السياق، يرفض الحزب أي تسوية سياسية “تعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى”. كما يدعو إلى تشكيل “أوسع تحالف جماهيري” من أجل وقف الحرب وحماية وحدة البلاد، وإسقاط الحكومتين غير الشرعيتين، وإخراج الجيش والدعم السريع وجميع المليشيات من السياسة والاقتصاد، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي وتحقيق أهداف الثورة وتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.