واشنطن تدعم الانقلاب على الإرادة الشعبية في فنزويلا

مشاركة المقال

مدار: 03 أغسطس/ آب 2024

تشهد فنزويلا اضطرابا سياسيا شديدا نتيجة رفض المعارضة المدعومة من طرف الولايات المتحدة الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية لـ 28 من تموز/ يوليو.

وكان المجلس الوطني الانتخابي أعلن فوز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة (2025-2021) بعد أن حاز على 51.2 في المائة من أصوات الناخبين الذين شاركوا بغزارة في الاقتراع (بعد فرز 80 في المائة من الأصوات)؛ غير أن المعارضة المدعومة من طرف الولايات المتحدة رفضت الاعتراف بهذه النتائج مدعية أن مرشحها اليميني المتطرف إدموندو غونزاليس فاز بـ 70 في المائة الأصوات دون أن تقدم أساس مزاعمها.

نتيجة لذلك، خرجت مظاهرات عنيفة لأنصار المعارضة إلى الشوارع حيث أشعلوا النيران في مباني حكومية، واعتدوا على المؤيدين لنيكولاس مادورو، كما عمت الفوضى في العديد من المناطق في البلاد مما دفع بالسلطات إلى التدخل وإعادة فرض النظام.

ولقطع الطريق على ادعاءات المعارضة، طلب مادورو من المحكمة العليا فحص نتائج الانتخابات.

وعلى إثر ذلك، طلبت المحكمة العليا من المرشحين العشر في الرئاسيات المثول أمام غرفتها الانتخابية اليوم الجمعة.

ولزيادة الضغط على فنزويلا الواقعة تحت عقوبات أمريكية أحادية الجانب، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الخميس، فوز مرشح المعارضة في الانتخابات، موردا في بيان: “نظرا للأدلة الكاسحة، من الواضح للولايات المتحدة، والأهم من ذلك للشعب الفنزويلي، أن إدموندو غونزاليس أوروتيا فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت بفنزويلا في 28 يوليو/تموز الماضي”.

وترفض كاراكاس هذه المزاعم. وقالت الرئاسة إن الولايات المتحدة تقود انقلابا في فنزويلا واصفة تصريحات بلينكن بـ “الخطيرة والسخيفة والمرفوضة”.

وتعيد تصريحات بلينكن إلى الأذهان المناورة التي قادتها واشنطن لإسقاط حكومة مادورو من خلال الإعتراف بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد سنة 2019، وهو سياسي يميني كان حينها مجرد عضو في الجمعية الوطنية ولم يكن يستوف أيا من الشروط الدستورية لتولي رئاسة البلاد، وانتهت تلك المناورة بالفشل.

وتشهد البلاد مسيرات قوية لـ “التشافيزتا” الرافضين لـ “الانقلاب”، وهم أنصار الثورة البوليفارية المؤيدين للمسار السياسي والاجتماعي الذي أطلقه الرئيس اليساري السابق هوغو تشافيز، القائم على السيادة والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة، ويشكل التكتل الذي يقوده مادورو استمرارية له.

وفي سياق متصل، أصدرت ثلاث دول من أمريكا الجنوبية، وهي المكسيك والبرازيل وكولومبيا، بيانا مشتركا، أمس الخميس، تدعو فيه إلى “حل الجدل حول العملية الانتخابية عن طريق المؤسسات”، وإجراء “تحقّق محايد” من نتائج الانتخابات، وقالت: “نتابع عملية فرز الأصوات باهتمام كبير ونناشد السلطات الانتخابية في فنزويلا المضي قدماً بسرعة ونشر النتائج التفصيلية حسب مراكز الاقتراع”

وجاء في بيان الدول الثلاث: “ندعو الجهات السياسية والاجتماعية إلى ممارسة أقصى قدر من الحذر وضبط النفس في تظاهراتهم ومناسباتهم العامة، من أجل تجنّب تصعيد أعمال العنف”.

وكانت السلطات في كراكاس أعلنت اعتقال 1200 شخص ممن وصفتهم بـ “المخربين”، مضيفة أنها ستوقف المزيد منهم.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة