مدار: 08 آذار/ مارس 2022
عادت قضية تعذيب الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة، إذ أصبحت رواية الأسيرات الحالية حول ما يتعرضن له، شبيهة بما تعرضت له الأسيرات الأوائل، من حيث مستوى وأساليب التعذيب.
وحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن هذا التحول، أصبح بارزا منذ سنة 2019، وتشمل هذه الانتهاكات مراحل الاعتقال والنقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق إلى مرحلة الاحتجاز في السجون.
وتمارس قوات الاحتلال أساليب تنكيل وتعذيب متنوعة في حق الفلسطينيات الأسيرات، تشمل “إطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهن تفتيشاً عارياً، واحتجازهن داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهن للتحقيق ولمدد طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي” حسب الهيئة الحقوقية ذاتها.
ولا يتوقف الأمر عند التعذيب الجسدي، الذي تحرمه جميع المواثيق الدولية، بل تحرص قوات الإحتلال الصهيوني على تعذيب الأسيرات الفلسطينيات نفسيا، وبطرق متنوعة، من بينها “الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن خلال فترة التحقيق، وإخضاعهن لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال، كما وتعرضت عائلاتهن للتنكيل والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعيّ”، وفق تقرير لنادي الأسير الفلسطيني، عممه على صفحته الرسمية على الفايسبوك، اليوم 08 مارس/ آذار 2022.
وأشارت الهيئة الحقوقية نفسها إلى أن أبرز شهادات التعذيب مؤخرا، تعود للطفلة نفوذ حمّاد، التي اعتقلت هي وزميلتها إسراء غتيت من القدس في تاريخ الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2021، و”تعرضتا للتنكيل والضرب والتعذيب، منذ لحظة الاعتقال حتّى نقلها إلى سجن ‘الدامون'”.
وأضاف المصدر ذاته، أنه بعد نقل الأسيرات إلى السجون، “نفذ إدارة سجون الاحتلال بحقهن سلسلة من السياسات والإجراءات التنكيلية منها: الإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهن”.
وكانت مؤسسة الضمير، التي تنشط في متابعة شؤون الأسرى الفلسطينيين، نشرت وثيقة تبين أشكال التعذيب التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني في حق الأسرى الفلسطينيين، يعرض “مدار” نماذج منها، مع الوصف الذي أوردته المؤسسة في التقرير الصادر سنة 2020 تحت عنوان “وضعيات التعذيب في سجون الاحتلال“.
وضعية الموزة: يقوم المحققون بتثبيت أرجل المعتقلة بالكرسي بسلاسل لكي لا تتحرك، ويكون ظهر الكرسي على جنب، واليدين مكبلتين إلى الخلف، ويضغطون على الصدر إلى الخلف ليكون بشكل زاوية منفرجة مع الكرسي بشكل مؤلم جدا لعضلات البطن، مع استمرار الضغط على الصدر، ويكون لفترات لا يستطيع الجسم تحملها، إلى أن تصبح يدي المعتقلة مكبلة تحت الكرسي، فتسقط المعتقلة إلى الخلف على بطانية موضوعة على الأرض، أو تسقط على ركبتي المحقق الذي يكون جالسا خلفها.
في بعض الحالات يقوم المحقق بالجلوس على أرجل المعتقلة ويقوم بضربها بوضعية اليد المقبوضة على الصدر والفخذين من الأعلى، خاصة على عضلات الفخذ من الخارج.
وضعية الكرسي الوهمي: يقوم المحققون بإيقاف المعتقلة في منتصف غرفة التحقيق، ويقومون بتقييد يديها للأمام أو الخلف، والركب مثنية بدرجة 45، ويقف محققان اثنان على الجوانب لضمان أن المعتقلة تقف بشكل مستو.
وفي حالات أخرى، أثناء وضعية الكرسي الوهمي، يقف محققان على جانبي المعتقلة ويقومان بضرب وركبتيها وقدميها بشدة على الفخذ مما يسبب آلاما شديدة وانتفاخات في قدمي المعتقلة. بالإضافة إلى الضغط على أكتاف المعتقلة من الجانبين مما يسبب ضغطا أكبر على قدميها يؤدي إلى سقوطها أرضا.
وضعية الشبح على الحائط: يقوم المحققون بإيقاف المعتقلة ليكون ظهرها على الحائط واليدين مكبلتين للخلف، والركب مثنية بدرجة 45، ويقف محققان اثنان على الجوانب لضمان أن المعتقلة تقف بشكل مستو، ويقومون بضرب المعتقلة بشدة على رجليها، وفي كل مرة تسقط فيها المعتقلة يقوم المحققون برفعها واستكمال الضرب.
شد الشعر: يقوم المحققون أثناء جولات التحقيق بشد شعر المعتقلة بشدة، مما يسبب آلاما شديدة في فروة الرأس، ويستخدم المحققون والمحققات هذا الأسلوب من الإناث أكثر مما يؤدي إلى نتف شعر الرأس ويسبب آلام في الفروة.
الشبح على الكرسي: يستخدم محققو الاحتلال “الشبح على الكرسي” بحق كافة المعتقلات والمعتقلين الفلسطينيين في مراكز التحقيق الاسرائيلية، حيث يقومون بإجلاس المعتقلة على كرسي صغير وتقييد يديها وقدميها في أحيان كثيرة وذلك لساعات طويلة.