نحن المعلمون اليهود الأمريكيون، ونطالب بوقف إطلاق النار في غزة

مشاركة المقال

مدار + جاكوبين: 09 أيار/ مايو 2024*

بقلم: هانا كلين وجيك روث. وترجمة: محمد السادات (من مصر)

* الآراء والمواقف الواردة في هذا البيان لا تعبّر بالضرورة عن منصة مدار.

يُقتل آلاف الأطفال في غزة. يدفعنا دورنا كمعلمين والقيم اليهودية التي ترعرعنا عليها إلى المطالبة بدعم وقف إطلاق النار.

إن أغلب القتلى في غزة من المدنيين، والكثير منهم أطفال. وحتى لحظة كتابة هذه الأسطر، قتل العدوان الإسرائيلي 12600 طفل في غزة (تعود هذه الإحصائيات إلى تاريخ كتابة المقال، أي 29 شباط/ فبراير 2024: ملاحظة مدار). نحن المعلمون اليهود ونرفض البقاء صامتين في وجه هذه الأعمال الوحشية. لأننا مدرسون، نعمل مع الأطفال كل يوم، وحبنا ورعايتنا لهم تتجاوز حجرة الفصل. لا نستطيع الجلوس على الهامش بينما تقطع حياة الصغار أو تغيّر إلى الأبد بواسطة الحرب. إن خوفنا يدفعنا إلى دعم وقف إطلاق النار.

لا ندعوا إلى وقف إطلاق النار من موقعنا كمعلمين فحسب، بل لأننا أيضا أعضاء في “نقابة المعلمين في لوس أنجلوس” (UTLA)، وهي جزء من حركة من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية في لوس أنجلوس وما بعدها. كنشطاء نقابيون، فإن حق الناس في مكان آمن يدعى وطن لهو جزء من اعتقادنا العميق، مع إيماننا بقوة التضامن والأفعال الجماعية لتغيير العالم.

إن يهوديتنا لا تتعارض مع دعمنا لوقف إطلاق النار، ولا هي مجرد مصادفة. كيهود، نعلم أن أمان شعبنا مرتبط بأمان كافة الشعوب. كما ترعرعنا أيضًا على تقاليد ثقافية ودينية تمنحنا القدرة العميقة على التعاطف مع نضالات كل المضطهَدين – ونرفض أن نستثني الشعب الفلسطيني بمبرّر أنّ مُضطهِدهم يهودي.

قيمنا اليهودية

لقد ترعرعنا على هويات يهودية قوية، حضرنا في المعبد، واحتفلنا بالأعياد اليهودية، وانغمسنا في الثقافة اليهودية والمجتمع اليهودي والتاريخ اليهودي. كأطفال تعلمنا عن قيم تيقون عولم “إصلاح العالم” ونحن فخورون بمعرفتنا لعائلات ومجتمعات وقيادات تطبّق تلك القيم.

شارك قومنا في حركة الحقوق المدنية، والحركة المناهضة لحرب فيتنام، والحركة النسوية، وحركة حرية مجتمع الميم (LGBTQ)، والحركة العمالية. أن تكون يهوديًا يعني أن تأتي من تقاليد المتطوعين اليهود في حركة تسجيل أصوات الناخبين السود خلال حركة الحقوق المدنية، والذين شكلوا تقريبًا ثلث المتطوعين البيض، والذين دفعوا ثمن هذا الإلتزام والتضامن العرقي بأرواحهم في بعض الأحيان. كونك يهودي يعني أن تترعرع على تقاليد العمال اليهود الذين ساعدوا على بناء حركة العمال في الولايات المتحدة والتى كانت محركًا للتغير الاجتماعي، بفوزها بثمانية ساعات عمل في اليوم، والأمن الاجتماعي وإصلاحات أخرى هامة، ساعدت على جعل الحياة والعمل أفضل لملايين العمال.

ولكن أن تكون يهوديًا يعني أيضا أننا أتينا من أجيال عانت من تجربة مؤلمة من الإقصاء، والتجريد من الإنسانية، والتهجير. العديد من عائلاتنا في أوروبا الشرقية والمجتمعات التي جاءت إلى هذا البلد بعد طردهم من بيوتهم في مجازر وحشية. العديد من عائلاتنا ومجتمعاتنا نجوا من الهولوكوست، ونحن نحمل أسماء وذكرى أولئك الذين لم ينجوا. المزراحيون والسفرديون هم يهود في مجتمعنا ولهم تاريخ مماثل مع الاضطهاد، وواجها أيضًا إقصاءًا من الثقافة اليهودية السائدة في الولايات المتحدة وإسرائيل وحول العالم. لا يمكننا أن ننسى الألم المفزع الذى تحمله شعبنا، بسبب العنصرية والكراهية التي عززها التهاون والجهل، وتدعونا إلى الوقوف ضد التعصب الأعمي أينما كان. لن يحدث مرة أخرى تعني لن يحدث مرة أخرى لأي شخص، وليس لشعبنا فقط.

تعلمنا أن كونك يهوديًا يعني أن تفعل ما بوسعك للوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، وحث أكبر قدر من الناس على الوقوف في هذا الجانب – جانب العدالة، والحرية، والمساواة – قدر استطاعتنا.

رفض الاستثناء الفلسطيني

بالإضافة إلى تلك القيم والتاريخ، أخبرونا بأن إسرائيل هي جنة اليهود، موطن يمكنه حمايتنا من الكراهية ومعاداة السامية. أخبرونا عن الكيبوتسات حيث يمارس الناس أنظمة اقتصادية تعاونية، عن الأشجار المزروعة في الصحراء، والرقصات الشعبية التي تم إحياؤها بحماسة في إسرائيل.

لكن لم يخبرونا عن الاضطهاد والإقصاء والتجريد من الإنسانية الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بمجرد تأسيس إسرائيل، والذي ما يزال مستمرًا حتى اليوم. لم يخبرونا عن النكبة، والتطهير العرقي للفلسطينيين الذي حدث بين 1947 و1949، حيث قتل 15 ألف شخص وتم تهجير 750 ألف آخرين. لم يخبرونا عن نظام الفصل العنصري، الذي يضع الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في مكانة أدنى وحقوقًا أقل. لم يعلمونا عن المستعمرات ونقاط التفتيش والسجون والغارات وعمليات التهجير والقنابل.

لقد تعلمنا ما تعنيه إسرائيل للفلسطينين خارج المناخ العام للمؤساسات اليهودية الأمريكية، كما سعينا لفهم أعمق – امتثالا لقيمة يهودية أخرى هامة تربّنا عليها: قيمة تحري الدقة، المناقشة والمعارضة. لقد تعلمنا أن لا نقبل ما تم إخبارنا به على أنه مسلّمة، ولكن أن نتعلم أكثر، وأن نتفحّص المواقف من وجهات نظر مختلفة، وأن نتساءل ونفكّر بأنفسنا.

ما تعلمناه عن إسرائيل أنتج لنا تناقضًا معرفيًا مع قيمنا اليهودية، مما دفعنا إلى البحث عن يهود وحلفاء في حركات للعدالة الاجتماعية، في أولئك الذين رأوا بوضوح مثلما رأينا الاضطهاد المسلّط على الفلسطينيين باسمنا. قادنا هذا إلى منظمات مثل “الصوت اليهودي للسلام” و”إن لم يكن الآن” (IfNotNow). المنظمات اليهودية التي تعارض الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري.

إننا جزء من تيار ناشئ ضمن المجتمع اليهودي الذي لا ينتمي إلى الصهيونية، تلك الأيديولوجية التي تدعم دولة إثنية يهودية حصرًا في إسرائيل. ويرى البديل الحالي أن تحررنا مرتبط بتحرر الشعب الفلسطيني وكل الشعوب.

بينما أصبحت الأمور أكثر وضوحًا، خصوصًا بالنسبة للشباب اليهودي التقدمي الذي يستجيب لما يحدث في إسرائيل وفلسطين اليوم، إلا أنه كانت منذ زمن طويل معارضة للصهيونية داخل المجتمع اليهودي.

موجة من المعارضة

كشفت الشهور الخمسة الماضية (مرت الآن سبعة أشهر منذ كتابة البيان: ملاحظة مدار)، تناقض المزاعم الإسرائيلية بأنها معقل للأمن ضد الإبادة الجماعية – بينما تستمر تزامنا مع ذلك في التدمير الممنهج للحياة الفلسطينية، البنية التحتية، والتاريخ – تركنا هذا في حالة من الحيرة والحزن. الصور المروعة لتدمير الإنسان، والأخبار عن قصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين في غزة، وخطاب الإبادة الجماعية من جانب أعضاء الحكومة الإسرائيلية، لهي أمور مفزعة.

ليس هنالك وقت للحداد بصمت بينما يستمر العدوان على غزة والضفة الغربية المحتلة يوميًا، فمع كل لحظة تمضي تبدو أنها أكثر تدميرا مما سبقها. يجب أن نحزن علنًا، وأن نحول حزننا إلى فعل.

كيهود أمريكيون منسجمون مع قيمنا المذكورة أعلاه، يصبح من المستحيل أن نرى كيف يمكن لأي شخص أن يوفّق بين مفهوم تيقون عولم “إصلاح العالم” والأحداث الجارية والفظائع التي يرتكبها جيش الدفاع الإسرائيلي.

لكننا نعلم بأننا لسنا مستائين لوحدنا. لقد نادى الفلسطينيون في غزة الشعوب ذات الضمير في أرجاء العالم للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، ولبت حركات دولية عديدة هذا النداء.

لقد رأينا تظاهرات حاشدة في كل مدينة كبرى حول العالم، بما فيها تعبئة حاشدة في الولايات المتحدة. لقد شهدنا أنشطة مباشرة بقيادة زملائنا اليهود الأمريكيون، من بينها الاعتصام في مبنى الكابيتول من طرف منظمة “صوت اليهود من أجل السلام” والذى أدى إلى اعتقال المئات من اليهود والحلفاء، وإغلاق الطريق السريع هنا في لوس أنجلوس من طرف “إذا لم يكن الآن” والذي ترتب عنه اعتقال العشرات من اليهود والحلفاء أيضا.

العدد المتزايد للأمريكيين اليهود يرفض السماح للمؤسسة الأمريكية بدعم التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية باسمنا. خمسون بالمئة من اليهود الأمريكيين يدعمون وقف إطلاق النار، بينما لا يعارض ذلك سوى 34 بالمئة.

الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تقف في وجه وقف إطلاق النار بحكم الأمر الواقع – على الرغم من أنه في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة الماضية، 68 بالمئة من المصوتين يدعمون وقف إطلاق النار. كما رأينا في الأسبوع الماضي، استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو للمرة الثالثة ضد مقترح وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة. جاء هذا بعد أسابيع من إعلان محكمة العدل الدولية بأن الأفعال التي يمارسها الجيش الإسرائيلي قد تثبت نية ارتكاب الإبادة الجماعية، على الرغم من عدم نشر الحكم الرسمي المتعلق بهذه المسألة بعد. ومن وجهة نظر جيوسياسية، إن وقف إطلاق النار هو الرأي السائد. على كل حال، فإن الكثيرين يعتبرونه موقفا موضع انقسام، إلا أننا نرفض هذا التشخيص الخاطئ بالجملة – إن وقف إطلاق النار هو الطريقة الوحيدة لإيقاف الإبادة الممنهجة لإخواننا الفلسطينيين في غزة.

مسألة أمن اليهود

رأينا أثناء الجدال الدائر حول وقف إطلاق النار، الإدعاء الصهيوني بأن عدوان الإبادة الجماعية على غزة يجب أن يستمر لضمان أمن اليهود في إسرائيل والعالم. إننا نرفض هذا الإطار الذي يتجاهل بوضوح: أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يهدد حياة اليهود في أو قرب منطقة النزاع، ويعزز معاداة السامية ومعاداة اليهود العنيفة حول العالم بينما تصطدم الانتقادات المشروعة لإسرائيل باستعارات وكراهية قديمة. قد يكون الفصل العنصري الإسرائيلي موجوداً لغرض أمن اليهود من الناحية النظرية، ولكن نتيجته في الواقع على العكس من ذلك.

بيّنت الحكومة الإسرائيلية بوضوح أنها لا تعطي أي اعتبار للمحتجزين اليهود في غزة من خلال رفضها الاتفاقات المتعددة مع حماس لإعادة الأسرى، ومن بينهم جنود إسرائيليون قتلوا ثلاثة رهائن أثناء محاولتهم الفرار. لدى إسرائيل تاريخ طويل من قتل المدنيين والجنود الإسرائيليين عندما يتم أسرهم أو أثناء مواجهة لخطر التعرض للاختطاف، مفضلة القتل على مفاوضات مكلفة. يجب أن يكون هذا دليلًا كافيًا على أن إسرائيل لم توجد لحماية اليهود – لقد وجدت إسرائيل لحماية نفسها فقط.

عندما يكونون في صراع، فإن سلامة اليهود تكون أكثر أهمية بكثير من الدفاع عن الفصل العنصري الإسرائيلي. وهم في صراع: فالآثار المتتابعة للاحتلال الإسرائيلي طويل الأمد لفلسطين تتراوح بين الهجمات على المدنيين الإسرائيليين والعنف المعادي للسامية على الأطراف البعيدة. لذلك، ومن أجل سلامة الشعب اليهودي، نعتقد أن دعم وقف إطلاق النار هو أقل ما يمكن أن يفعله جميع اليهود.

ما الذي يُعتبر معاداة للسامية وما الذي لا يعتبر كذلك

معاداة السامية هي نظام قديم ولكنه مستمر من الأفكار التي تحمّل الشعب اليهودي مسؤولية المشاكل الاجتماعية. تُصوّر الاستعارات المعادية للسامية اليهود على أنهم متآمرون، وغير مخلصين، ومخادعين، وجشعين، ويتمتعون بقدر لا يمكن تفسيره من القوة للتلاعب بالناس والمؤسسات. وقد أدى إلقاء اللوم هذا إلى التمييز الضار والعنف ضد الشعب اليهودي، وهو مستمر حتى يومنا هذا.

يعاني الأشخاص العاديون في مجتمعنا من عدم المساواة والظلم الشديد. وبينما تستمر طبقة المليارديرات في تنمية ثرواتها، فإن أفراد الطبقة العاملة يكافحون من أجل تدبر أمورهم بشكل يومي. لقد سئم الناس من الكفاح من أجل دفع الإيجار، وإرسال أطفالهم إلى المدارس ذات الموارد المنقوصة، والتعامل مع عنف الشرطة العنصرية، وتفويت الوقت للاستمتاع بحياتهم وعائلاتهم لأنهم يكدحون مقابل تعويض ضئيل للغاية. لقد كلّ الناس من كون طبقتهم الاقتصادية أو لون بشرتهم هو الذي يحدد الفرص المتاحة لهم، وكيف تنظر إليهم مؤسسات مجتمعنا.

تولّد هذه الظروف استياءً عميقًا، وبينما يبحث الناس عن أجوبة لأسباب هذه الأوضاع، قد يبدو أن الأيديولوجيات البغيضة مثل معاداة السامية – وكذلك، بطرقها الخاصة، العنصرية ضد السود، وكراهية الإسلام، وكراهية الأجانب – توفر لهم تفسيرات مقنعة. عندما يشعر الناس بالغضب إزاء عدم المساواة ولكن ليس لديهم أي وسيلة لفهم ذلك، فإنهم غالبا ما يشيرون بأصابع الاتهام إلى مجموعات الناس المختلفين عنهم، مما يجعلهم كبش فداء لنظام فاسد. علاوة على هذه الحقيقة الأساسية، يتمتع العديد من اليهود الأمريكيين بامتيازات عنصرية واقتصادية وتعليمية. تستغل معاداة السامية هذا الواقع لاستبدال الطبقة الحاكمة بأكملها باليهود، وهي نظرية يمكن أن تكون مقنعة للأشخاص الذين يحتقرون عدم المساواة ولكنهم لا يفهمون بعد الطريقة الحقيقة التي تعمل بها السلطة في مجتمعنا.

لا يوجد مكان لمعاداة السامية أو أي شكل آخر من أشكال التعصب في مدارسنا أو نقابتنا أو مجتمعاتنا. يجب علينا أن نعالج هذه الأفكار الضارة ونكشف زيفها عندما تنشأ، وبدلا من ذلك يجب أن نساعد الناس على بناء التضامن فيما بينهم بالرغم من الاختلافات، بينما نعمل على القضاء على الظروف التي تؤدي إلى هذا الانقسام.

ومع ذلك، فإن الاتهامات التي تصف انتقادات إسرائيل بأنها معادية للسامية تعكر الأجواء وهي ببساطة كاذبة. إسرائيل دولة وليست شعبًا، وحكومتها وجيشها لا يمثلان إرادة أو أفعال جميع اليهود في جميع أنحاء العالم، أو حتى في إسرائيل. في كثير من الأحيان، يتم استخدام الاتهامات بمعاداة السامية لإبعاد الأنظار عن ظروف الفصل العنصري العنيف الذي تمارسه إسرائيل في كل من غزة والضفة الغربية المحتلة، وكذلك داخل حدودها تجاه اليهود الملونين والمواطنين العرب. يتعين علينا أن نتحلى بالوضوح الأخلاقي حتى نتمكن من فهم الخلط القائم بين إسرائيل واليهودية، وندين الفظائع التي ترتكبها أي حكومة، وخاصة تلك التي تدّعي أنها تدافع عن كل يهود العالم.

الاتحاد قوة

إن قيمنا اليهودية تتطلب منا أن نطالب مؤسساتنا ومجتمعاتنا بإعلان دعمها لوقف إطلاق النار في غزة.

في هذه المرحلة، كأعضاء في نقابة المعلمين في لوس أنجلوس، ناضلنا بلا كلل من أجل مدارس توفر لطلابنا العدالة الاجتماعية والاقتصادية. ويشمل هذا حملاتنا التي بلغت ذروتها في إضراب التضامن مع “الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة، محلية 99” (SEIU 99)، والذي أفضى إلى انتصارات هائلة لمدارسنا ومجتمعنا.

نعلم وأثبتنا أن تغيير ظروف الطلاب داخل مبانينا ليس كافيا – فمدارسنا موجودة في سياق اجتماعي أكبر. إن الظلم والقمع الذي يحدث خارج أسوار مدرستنا يلاحقنا ويتبع طلابنا إلى فصولنا الدراسية. ولهذا السبب نناضل من أجل العدالة في مجال الإسكان والتخفيف من آثار تغير المناخ في حملاتنا. ولهذا السبب، يتعين علينا أيضاً أن ندافع عن كل المتضررين من الحصار الإسرائيلي على غزة، بما في ذلك طلابنا الفلسطينيين والمسلمين واليهود، الذين لا ينبغي لنا أن نتوقع منهم تحمّل عبء هذا الظلم لوحدهم.

حتى عندما استخدمنا قوتنا الجماعية للنضال وتحقيق كل هذه المطالب، ما زلنا نسمع أنه لا يوجد ما يكفي من المال للوفاء الكامل بوعد التعليم العام في لوس أنجلوس. في الوقت الحالي، تواجه المدارس في جميع أنحاء المدينة تخفيضات في الميزانية من شأنها أن تحرم مدارسنا التي تعاني من نقص الموارد من التمويل والتوظيف الذي نحتاجه لدعم طلابنا بحق في مسيرتهم التعليمية. وفي الوقت نفسه، يرسل بلدنا ملايير الدولارات من الأسلحة وغيرها من المساعدات العسكرية إلى إسرائيل. نحن بحاجة إلى تمويل مدارسنا، وليس تدمير المدارس الفلسطينية.

نعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يَنظَم اتحادنا، “نقابة المعلمين في لوس أنجلوس”، إلى مجموع الدعوات لوقف إطلاق النار عبر النقابات العمالية على الصعيدين الوطني والعالمي، وقد أسمع المئات من أعضاء النقابة أصواتهم لهذا الغرض. تطالب مئات النقابات في جميع أنحاء الولايات المتحدة بإنهاء الموت والعنف في فلسطين وإسرائيل من خلال الدعوة إلى وقف إطلاق النار، بما في ذلك الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية، والإطار الوطني الخاص بنا، “الاتحاد الأمريكي للمعلمين” و “الرابطة الوطنية للتعليم”.

وقد دعا معظم نقابات المعلمين الكبيرة الأخرى في كاليفورنيا – “المعلمون المتحدون في سان فرانسيسكو “، و”رابطة التعليم في سان دييغو”، و”رابطة التعليم في أوكلاند”، و”رابطة المعلمين في مدينة ساكرامنتو” – إلى وقف إطلاق النار. كما دعا أشقائنا النقابيون في “نقابة المعلمين في شيكاغو“، و”اتحاد المعلمين في مينيابوليس”، و”رابطة التعليم في سياتل”، و”اتحاد المعلمين الأمريكي في تكساس”، إلى وقف إطلاق النار.

لا يقتصر الأمر على المعلمين فحسب- فقد جاءت الدعوة إلى وقف إطلاق النار أيضًا من  “اتحاد عمال البريد الأمريكي” و”عمال الكهرباء المتحدون” و”عمال السيارات المتحدون“. يجب أن ننضم إلى أشقائنا في النقابات الأمريكية من أجل اتخاذ إجراءات شجاعة لوقف إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، من واجبنا تعزيز روابط العمل العالمية من خلال التضامن مع مجموع النقابات العمالية الفلسطينية التي دعت إلى دعمنا.

باعتبارنا اتحادًا للمعلمين، فإننا نتحمل مسؤولية تقديم المثال بالالتزام بالعدالة لطلابنا وعائلاتهم في لوس أنجلوس، حيث يتطلع الكثير منهم إلينا للحصول على الوضوح الأخلاقي ردًا على ما يرونه في الأخبار. علاوة على ذلك، لا يمكننا التصرف كما لو أن هذه الحرب المستمرة لا تؤثر بشكل مباشر على أعضاء “نقابة المعلمين في لوس أنجلوس” وطلاب منطقة مدارس لوس أنجلوس الموحدة، الذين فقد بعضهم أفرادًا من عائلاتهم في إسرائيل وغزة والمناطق المحيطة بها في الشرق الأوسط، وجميعهم يذهبون إلى المدارس التي يهلكها نظامنا السياسي بالتقشف بينما يدعم القتل والدمار في غزة.

كل يوم يمر، يُزهق المزيد من الأرواح. اليوم، في غزة، الأطفال على قيد الحياة، وقد لا يكونون كذلك غدًا. الوقت هو جوهر المسألة. نناشد زملائنا أعضاء “نقابة المعلمين في لوس أنجلوس” أن يقفوا على الجانب الصحيح من التاريخ ويطالبوا بوقف دائم لإطلاق النار الآن.

* نشر هذا المقال لأول مرة باللغة الإنجليزية بتاريخ: 29 شباط/ فبراير 2024.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة