نجاح الإضراب الشامل في فلسطين يوم 18 أيار/مايو 2021

مشاركة المقال

مدار: 19 أيار/ مايو 2021

التحم الشعب الفلسطيني من البحر إلى النهر في إضراب عام في كافة أراضي فلسطين، بما فيها القدس المحتلة، وأراضي الـ48 ومخيمات الشتات في لبنان، ما يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، في وجه العدوان الإسرائيلي المتصاعد الذي راح ضحيته مئات الشهداء والجرحى.

وجاء إضراب الثلاثاء 18 أيار/مايو، بدعوة من قيادة القوى الوطنية والإسلامية، ولجنة المتابعة العليا في أراضي العام 48 وهيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، وقوى فلسطينية مناضلة أخرى.

وشل الإضراب جميع المؤسسات، إذ أغلقت المدارس والجامعات والمحاكم والمصارف والنقابات أبوابها، وتوقفت وسائل النقل العام عن الحركة، كما شارك فيه موظفو القطاع العام في الإضراب، باستثناء وزارة الصحة والهيئات المحلية ومؤسسات خدمية حيوية.

وأغلقت المحال التجارية أبوابها، في مختلف محافظات الضفة بما فيها القدس المحتلة، وخلت الشوارع من السيارات والمارة.

 وجابت مسيرات جماهيرية مختلف القرى والمدن منددة بجرائم الاحتلال، قبل أن تتوجه إلى مناطق التماس للاشتباك مع جنود الاحتلال.

 

 

 

 

 

كما عم الإضراب الشامل جميع المدن والقرى داخل أراضي 1948، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، فيما شمل الإضراب المدارس والمرافق العامة والمؤسسات، ولوحظ امتناع قطاعات واسعة من المستخدمين والموظفين عن الذهاب إلى أماكن العمل في سوق العمل الإسرائيلية، في الوقت الذي انطلقت فيه مسيرات وتظاهرات حاشدة في العديد من البلدات تنديداً بالعدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة، والضفة الغربية والقدس، واحتجاجا على اعتداءات الشرطة الإسرائيلية، وعصابات المستوطنين على فلسطينيي الداخل.

وشهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إضراباً شاملاً رفضاً للعدوان، تلبية لدعوة هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، تأكيداً على وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وشمل الإضراب المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية والمحال التجارية.

كما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” عن إغلاق مختلف منشآتها ومكاتبها داخل المخيمات.

ويعتبر هذا الإضراب هو الأكبر منذ العام 1936، حيث كانت الإضرابات في السنوات الأخيرة تنحصر في مناطق معينة في فلسطين.

وبرهن الإضراب مجدداً على وحدة الشعب الفلسطيني أينما تواجد على أرض فلسطين التاريخية، مبينا أنه يمكن بالفعل أن يتوحد في المنعطفات المصيرية، متجاوزاً جميع الانقسامات السياسية والعقائدية والحزبية والفصائلية، كما أبرز قدرته على استخدام وسائل كفاحية أخرى، فضلا عن سلاح المقاومة، تكفل المزيد من تعاطف الرأي العام العالمي واحترامه.

وأسقط الإضراب جزءاً غير قليل من الأضاليل الإسرائيلية حول أسباب شن العدوان على غزة، إذ سلط الضوء على فلسطينيي الداخل والشتات، محرجا بذلك أصدقاء العدوان الإسرائيلي ووسائل الإعلام الغربية، التي تقصر زاوية النظر على سلاح المقاومة في غزة، وما تسميه العنف المتبادل.

وأحيى الذاكرة التاريخية، إذ أعاد التذكير بالإضراب التاريخي عام 1936، في مواجهة الاستعمار البريطاني، والبذور السامة الأولى للصهيونية، مؤكدا على حيوية الشعب الفلسطيني وترسخه في الأرض ووحدته كلما تعرضت قضيته العادلة إلى امتحان مصيري.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة