“مليون مكالمة بالساعة”.. “مايكروسوفت” تساعد جيش الاحتلال في قمع وإبادة الفلسطينيين

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مدار + مواقع: 13 آب/ أغسطس 2025

كشف تحقيق صحافي حديث خبايا تحالف مميت بين عملاق التكنولوجيا الأمريكي “مايكروسوفت” وجهاز التجسس في الكيان الصهيوني المعروف بـ “الوحدة 8200″، إذ تحولت منصة “أزور” السحابية إلى قبو رقمي هائل لحفظ وتسجيل ملايين المكالمات الهاتفية للفلسطينيين يومياً.

وتبرز هذه الشراكة الوثيقة بين عمالقة التكنولوجيا الأمريكية والجيش الصهيوني البنية التحتية الرقمية الكبيرة الموضوعة رهن إشارة الاحتلال والأدوار التي تلعبها في الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة.

وينطلق مشروع التجسس على شعب بأسره من فكرة “تتبع الجميع، طوال الوقت” التي تبنتها “الوحدة 8200″، من خلال مشروع يحمل شعار “مليون مكالمة في الساعة”، بهدف التقاط وتخزين محتوى كل المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووضع هذه المواد الصوتية رهن إشارة المخابرات الصهيونية، بغرض استعمالها في قمع الفلسطينيين وفي الإعداد للضربات على قطاع غزة.

ويبين التحقيق الذي شاركت فيه صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن هذا النمط من التجسس لم يكن ممكنا لولا القدرات التخزينية والحوسبية الهائلة التي وفرتها “مايكروسوفت”. 

عُقد أواخر عام 2021 اجتماع  حصل خلاله المسؤولون في “الوحدة 8200” على دعم ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لـ “مايكروسوفت” من أجل نقل “كميات هائلة من المواد الاستخباراتية شديدة السرية” إلى مساحة مخصصة ومعزولة داخل سحابة “أزور”، وهو ما مثل صكا على بياض لبناء أداة رهيبة لقمع الفلسطينيين.

وبالرغم من أن الشركة الأمريكية تزعم بأنها “لم تكن على علم” بطبيعة البيانات التي تخزنها وحدة التجسس الصهيونية، وإن تعاونها يهدف إلى “تعزيز الأمن السيبراني وحماية إسرائيل من الهجمات ‘الإرهابية'”. إلا أن مصادر الهيئات التي أجرت التحقيق الإعلامي تقول العكس.

فالمهندسون في “مايكروسوفت”، وفقاً للمصادر، كانوا يدركون أن البيانات المخزنة ستشمل “معلومات استخباراتية خام”، من بينها “ملفات صوتية”. ويعلق أحد المصادر بتهكم: “لا تحتاج لأن تكون عبقرياً لتفهم الأمر”. 

وحسب التحقيق الصحفي، تشير السجلات الداخلية للاجتماع المذكور إلى أن ناديلا قدم دعمه الشخصي، قائلاً: “بناء هذه الشراكة أمر بالغ الأهمية”، وتعهد بأن توفر شركته “الموارد للدعم”، وهكذا تشكلت شراكة لاستخدام تكنولوجيا مدنية لأغراض عسكرية بحتة.

ولا تمثل هذه البيانات مجرد “أرشيف سلبي”، بل تُستخدم لـ “تبرير العنف وتعميق السيطرة”. ويقول أحد المصادر: “عندما يحتاجون إلى اعتقال شخص ما ولا يوجد سبب وجيه، فذلك هو المكان الذي يجدون فيه العذر”، وقد أصبحت هذه المواد أداة لتلفيق التهم، ولابتزاز الأفراد، وربما لتبرير قتلهم بأثر رجعي، تتابع المصادر ذاتها.

وتؤكد الصحيفة البريطانية، نقلا عن مصادرها، أن المعلومات الاستخباراتية المستقاة من هذا الأرشيف الصوتي الهائل المخزن في منصة “أزور” استُخدمت “للتحضير لغارات جوية مميتة” في قطاع غزة، إذ أنه عندما يتم التخطيط لضربة جوية على فرد في منطقة مكتظة بالمدنيين، كان جيش الاحتلال يستخدم هذا النظام لفحص مكالمات الأشخاص في المحيط المباشر. 

وفي ظل حرب الإبادة التي خلفت حتى الآن أكثر من 61.722 شهيد فلسطيني، أغلبهم من المدنيين وبينهم ما يزيد على 18 ألف طفل، و154 ألفاً و525 مصابا،  يتحول هذا النظام من أداة تجسس إلى شريك في الإبادة الجماعية.

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مقالات ذات صلة

فلسطين

فلسطين لا تحتمل الانتظار

غلوب تروتر + مدار: 20 آب/ أغسطس 2025 غييرمو ر. باريتو* لم تنتهِ الحرب العالمية الثانية بتسليم جزء من ألمانيا للنازيين. لن ينتهي الصراع بتسليم