مخلفات الحرب.. قنابل موقوتة تهدّد حياة الأطفال بالعراق

مشاركة المقال

مدار: 08 شباط/ فبراير 2022

يُعد العراق من أكثر دول العالم تلوثاً بالألغام والقنابل التي لم تنفجر جراء الحروب المتعاقبة التي شهدتها البلاد منذ عام 1980.

ولا تزال المتفجرات من المخلفات الحربية سبباً رئيسياً لسقوط ضحايا من المدنيين، مع كون الأطفال الأكثر تهديدا بشكل خاص، إذ أن صغر حجمهم يجعلهم أكثر عرضة للأثر الكامل للانفجار، مما يجعله أكثر فتكاً بهم.

وحسب بيان حديث لمنظمة اليونيسف، فإن أربعة أطفال لقوا حتفهم، وفقد اثنان آخران أطرافهما، خلال الأسبوع الأخير من يناير/كانون الثاني 2022، نتيجة لحوادث تتعلق بالذخائر المتفجرة في موقعين مختلفين في العراق.

ووقعت هذه الأحداث في محافظتي بابل وبغداد، عندما كان الأطفال يؤدون بعض الأنشطة اليومية، مثل جمع الحطب.

وأكّدت ممثلة اليونيسف في العراق، شيما سين غوبتا، أن هذه الحادثة ليست حالة منفردة من حالات فقدان أرواح الأطفال، ووفقاً لتقرير “اليونيسف” في شهر آب/أغسطس 2021، “قُتل خلال العام المنصرم 125 طفلاً أو تعرضوا للإعاقة نتيجة للمخلفات الحربية المتفجرة، والذخائر غير المنفجرة…”

ودعت المسؤولة الأممية إلى بذل المزيد من الجهود للحد من تأثير هذه المتفجرات، ولا سيما على الأولاد، إذ ارتفع عدد الضحايا من الأطفال بنسبة 67 % مقارنة بعام 2020 (79 طفلاً، بينهم 61 ولداً)، لافتة إلى أن “اليونيسف” تحث جميع الأطراف على تسريع وتكثيف الجهود لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة وتعزيز مساعدة الضحايا، ودعم حق الأطفال في بيئة آمنة ومحمية.

وفي السياق نفسه، أعلن ممثل العراق بالاتفاقية الدولية لإزالة الألغام أحمد عبد الرزاق في أوائل فبراير/شباط الجاري، عن تطهير أكثر من 53% من مساحات التلوث بالألغام والمخلفات الحربية منذ عام 2004، والتي بلغت حتى الآن 6022 كيلومتراً مربعاً، مبيناً أن “المساحة المتبقية من التلوث تقدر بـ 2761 كيلومتراً مربعاً”.

وأوضح الرازق في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية أن أكثر المناطق تلوثاً هي المناطق الجنوبية لا سيما محافظة البصرة، وتأتي بعدها المحافظات المحررة من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي، ثم المحافظات في منطقة الفرات الأوسط.

وبالإضافة إلى العمل الذي تقوم به السلطات العراقية لإزالة الألغام، هناك منظمات دولية تحصل على منح وتأتي للعمل في العراق، ومنها منظمة المساعدات الشعبية النرويجية، ومنظمة “ماك” البريطانية لإزالة القنابل، وغيرها.

في غضون ذلك، حثّت “اليونيسف” حكومة العراق ومجتمع المانحين على دعم توسيع نطاق فعاليات التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة، وتمكين الأطفال وغيرهم من الوعي اللازم بمخاطر مخلفات الحرب المتفجرة في المدارس، والمجتمعات المحلية في جميع المناطق المتأثرة سابقاً بالنزاع في العراق.

يُذكر أن الأمم المتحدة سجلت في تقرير سابق صدر أواخر آب/ أغسطس الماضي خسائر في أرواح 35 طفلا جراء المتفجرات من مخلفات الحرب في جميع أنحاء البلاد، وتشويه 41 آخرين، قضوا العام الماضي بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة في العراق. ويمثل ذلك، زيادة مقلقة في عدد الضحايا من الأطفال مقارنة بعام 2020، بحسب “اليونيسف”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة