مجموعة العشرين تعد بتوزيع عادل للقاح كورونا دون تقديم ضمانات

مشاركة المقال

صورة: DR

مدار + مواقع: 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020

مجموعة العشرين

اختتمت مجموعة العشرين يوم الأحد 22 تشرين الثاني/نونبر قمتها الافتراضية التي نظّمتها السعودية، حيث تعهد قادة المجموعة ببذل كل الجهود لضمان وصول لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى الجميع بسعر مناسب، ما يحقق توزيعا عادلا، كما وعدوا بمعالجة قضية الديون في البلدان الفقيرة؛ غير أنهم لم يحدّدوا كيفية العمل على ضمان وصول اللقاح للجميع، ولم يحددوا آلية لسد العجز التمويلي في جهود مكافحة الفيروس، حسب ملاحظين، ما يثير استياء المنظمات غير الحكومية.

وقال العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في الجلسة الختامية للقمة: “استطعنا أن نؤكد مجددا على روح التعاون (…) ونحن الآن في حاجة إلى ذلك أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تبعات الجائحة وبناء مستقبل مزدهر لشعوب العالم أجمع”.
من جهة أخرى، وعدت مجموعة العشرين بمعالجة قضية الديون في البلدان الفقيرة، لكن من دون إعلان حلول واضحة في هذه المسألة التي تثقل كاهل كثير من الدول النامية.

وجاء في البيان الختامي للقمة: “نلتزم بتطبيق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، ويشمل ذلك تمديدها لشهر يونيو/حزيران 2021، إذ تسمح المبادرة للدول المخولة للاستفادة منها تعليق مدفوعات خدمة الدين للجهات المقرضة الثنائية الرسمية”، بينما كانت الأمم المتحدة تأمل تمديد فترة السماح هذه حتى نهاية العام المقبل.

وأضاف بيان القمة: “نلتزم بضمان إبقاء طرق النقل وسلاسل الإمداد العالمية مفتوحة وآمنة ومؤمّنة، وأن تكون القيود المفروضة نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك المفروضة على النقل الجوي والبحري، مستهدِفة ومتناسبة وشفافة ومؤقتة ومتوافقة مع الالتزامات الصادرة بموجب الاتفاقات الدولية”.

وتفادى البيان ذكر أي من الإجراءات الأخرى التي طالبت بها الأمم المتحدة والعديد من الدول النامية، ومن بينها اللجوء إلى «حقوق السحب الخاصة»، وهو نوع من التمويل طرحه صندوق النقد الدولي لدعم البلدان التي تواجه صعوبات مالية واقتصادية.
وتساءل مراقبون عما إن تمكنت المملكة العربية السعودية من تسويق الصورة التي تريدها لنفسها، خاصة حول ما تسميها المصادر الرسمية السعودية رؤية 2020 التي تعد بتحقيق الازدهار الاقتصادي في المملكة، وذلك في ظل تسليط الضوء المتزايد على انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، اعتبر مراقبون أن هدف الرياض من القمة الترويج لصورة عن «التحولات» التي طرأت على المملكة منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان لمنصبه، عبر منح حكام الدول فرصة لاختبار التبدل في طريقة حياة السعوديين لعلهم يتخطون حرب اليمن ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وسجن الناشطات في حقوق المرأة والمعارضين، غير أن محاولة تلميع الصورة لم تنجح في ثني النقاد عن التأكيد على انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، والضغط على قادة العالم لإحراج الحاكم الفعلي محمد بن سلمان.

وانعقدت القمة في وقت يواجه العالم وباء فيروس كورونا، وقد قادت المجموعة جهودا دولية أفضت إلى التزامات بأكثر من 21 مليار دولار، لدعم إنتاج اللقاحات والدواء وتوزيعها وإتاحتها، كما قامت بضخ أكثر من 11 تريليون دولار لدعم الاقتصاد العالمي لمواجهة تحديات الجائحة.

 يشار إلى أن مجموعة العشرين هي المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي، وتضم قادة من جميع القارات يمثلون دولًا “متقدمةً وناميةً”. وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، مجتمعةً، حوالي 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية. ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية.​ 

وتأسست مجموعة العشرين عام 1999م، إذ عقدت قممها الأولى على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لعقد مناقشات رفيعة المستوى عن القضايا الاقتصادية والمالية. وعقب الأزمة المالية في عام 2008م، رُفع مستوى المجموعة لتضم قادة الدول الأعضاء. وانعقدت قمة قادة مجموعة العشرين الأولى في واشنطن في نوفمبر 2008م.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة