مدار: 25 تموز/ يوليو 2024
دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأربعاء دول العالم إلى التحرّك لمكافحة الجوع “أشدّ أشكال الحرمان الإنساني إذلالا”، عشيّة اجتماع لوزراء مال مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو يُتوقّع أن يشهد مناقشات صعبة تتعلّق بفرض ضرائب على أصحاب المليارات.
وقال لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في أثناء إطلاق “التحالف العالمي ضدّ الجوع والفقر” في ريو، وهو من أولويّات الرئاسة البرازيليّة لمجموعة العشرين “في القرن الحادي والعشرين، ما من شيء غير مقبول أكثر من استمرار الجوع والفقر”.
يبدو التحدّي كبيرا، إذ عانى 733 مليون شخص الجوع عام 2023، أي 9% من سكان العالم، حسب تقرير نشرته الأربعاء منظّمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ووكالات أمميّة أخرى، وعُرِض في ريو لهذه المناسبة.
وأضاف “نحن بحاجة إلى حلول دائمة وعلينا أن نفكّر فيها ونعمل معا”.
وقال العامل السابق المولود لعائلة فقيرة في شمال شرق البرازيل والدموع في عينيه في ختام كلمته “لقد تأثّرتُ لأنّني أعلم أنّ الجوع ليس أمرا طبيعيا، لكنّه مرتبط بالقرارات السياسيّة”.
ويهدف التحالف الذي أطلقه الرئيس البرازيلي ويجمع الدول والمؤسسات الدولية، إلى إيجاد وسائل ماليّة مشتركة لمكافحة الجوع أو تطبيق المبادرات الناجحة محليا.
وقد حدد لولا طموحاته الاثنين في مقابلة مع عدد من وكالات الأنباء العالمية، قائلا إنّ “مكافحة أوجه انعدام المساواة والجوع والفقر لا يمكن أن تخوضها دولة بمفردها. يجب أن تقودها كلّ البلدان المستعدّة لتحمل هذه المسؤوليّة التاريخيّة”.
ويتمتّع لولا بصدقيّة في هذا المجال، فقد أتاحت برامجه الاجتماعيّة انتشال ملايين البرازيليّين من الفقر خلال أول فترتَين رئاسيّتَين له في الحكم (2003-2010).
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة عبر الفيديو خلال عرض التقرير “بإمكاننا حلّ هذه الأزمة. والتمويل هو الحلّ”.
وأضاف “لا مكان للجوع في القرن الحادي والعشرين”، داعيا إلى “الإنصاف”، في وقت اعتمدت الأمم المتحدة عام 2015 الهدف المتمثل في عالم خالٍ من الجوع بحلول 2030.
وأكّد رئيس البنك الدولي أجاي بانغا الحاضر في ريو أنّ مؤسّسته ستكون الشريك الرئيس للتحالف في ما يتعلّق بالمعرفة في مجال الفقر والجوع، وتحديد هدف مساعدة 500 مليون شخص بحلول 2030. وعام 2015 اعتمدت الأمم المتحدة هدف عالم خال من الجوع في 2030.
وبعد اجتماع أول عُقد في ساو باولو في شباط/فبراير، من المقرّر أن يُحاول وزراء مال مجموعة العشرين أيضا إحراز تقدّم في ما يتعلّق بفكرة فرض ضرائب على “أثرى الأثرياء”، وهو هدف ثانٍ حدّدته برازيليا.
وتهدف المبادرة التي تدعمها فرنسا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وكولومبيا والاتحاد الإفريقي إلى فرض ضرائب على الثروات الكبرى، بالاستناد إلى أبحاث الخبير الفرنسي في انعدام المساواة غابريال زوكمان الذي أعدّ تقريرا في حزيران/يونيو بناءً على طلب البرازيل.
– ضرائب على أصحاب المليارات –
لكنّ إحراز التقدم غير مضمون حاليا. وأشارت وزارة المال الألمانيّة الثلاثاء إلى أنّه “لا إجماع في الوقت الراهن”.
وتُعارض الولايات المتحدة إجراء مفاوضات دوليّة بشأن هذا الموضوع. ووفقا لمسؤول كبير في الخزانة الأميركيّة فإنّ أيّ ضرائب من هذا النوع “ستختلف بالتأكيد بشكل كبير” من بلد إلى آخر.
– ثلاثة نصوص –
وفي ظلّ الانقسامات بين الدول الغربيّة وروسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، فإنّ اصدار بيان مشترك يبدو قضيّة شائكة.
في شباط/فبراير، وصل وزراء المال في ساو باولو إلى “طريق مسدود”، على ما أقرّ وزير الاقتصاد البرازيلي فرناندو حداد.
ومساء الثلاثاء، قالت تاتيانا روزيتو، المسؤولة في الوزارة، إنّ الحل الذي تفكر فيه البرازيل هو التوصّل هذه المرّة إلى ثلاثة نصوص.
وأوضحت أنّه من ناحية ستكون هناك وثيقة مخصّصة لـ”التعاون الدولي في المسائل الضريبيّة”، تتضمّن مسألة فرض الضرائب على “أثرى الأثرياء”، ومن ناحية أخرى بيان ختامي أوسع، وأخيرا “إعلان” منفصل تنشره الرئاسة البرازيليّة يتطرّق وحده إلى الأزمات الجيوسياسيّة.
وتضمّ مجموعة العشرين التي تأسّست عام 1999، كبرى القوى الاقتصاديّة في العالم، إضافة إلى الاتّحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
وقالت الرئاسة البرازيليّة في بيان إنّ بعض أعضاء مجموعة العشرين “تبادلوا وجهات نظرهم” بشأن الوضع في أوكرانيا وغزّة خلال المناقشات المتعلّقة بمبادرة الجوع.
وأوضحت “يرى البعض أنّ هاتين القضيّتَين لهما تأثير في الاقتصاد العالمي ويجب معالجتهما في مجموعة العشرين، بينما يعتقد البعض الآخر أنّ مجموعة العشرين ليست المكان المناسب لمناقشة هذه القضايا”.
المصدر: أ ف ب (بتصرف).