لمحات عن إحياء “يوم الأرض” في فلسطين ودول مغاربية

مشاركة المقال

مدار+ مواقع: 02 نيسان/ أبريل 2021

30 آذار/ مارس من كلِ سنة يوم مشهود في فلسطين المحتلة، وذو شجون لدى كافة نشطاء حقوق الإنسان والمنظمات التحررية في كافة بقاع المعمور، إنه “يوم الأرض” الفلسطيني، الذي يعود تاريخه إلى سنة 1976، إذ أعلن يوما لاحتجاج شامل دفاعاً عن الأرض الفلسطينية التي قطعت أوصالها بالمصادرة والاستيطان من طرف السلطات الصهيونية، التي صادرت آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع، ليعم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، مع مواجهات أفضت إلى سقوط ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

 كما أن يوم الأرض يؤرخ لحدث مفصلي في الصراع المستمر على الأرض بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين الصهاينة، وتأتي ذكراه الخامسة والأربعين هذه السنة على وقع اتفاقيات التطبيع المتناسلة بين إسرائيل ودول عربية ومغاربية، هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان؛ وهي الاتفاقيات التي وصفتها كافة القوى والفصائل الفلسطينية بأنها خيانية وطعنة في الظهر.

وتم إحياء الذكرى هذه السنة بوضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض، في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة، بينما أكدت مختلف الفصائل الفلسطينية بهذه المناسبة، في بيانات لها، إلزامية المحافظة على ثوابت القضية، ومواصلة الكفاح حتى تحقيق الاستقلال واستعادة الحقوق المسلوبة.

 وفي حين قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنها ستواصل عملها وحراكها السياسي والدبلوماسي، بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء لفضح الانتهاكات الإسرائيلية، وتعميق الجبهة الدولية المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة في العودة، وتقرير المصير، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، نادى المجلس الوطني الفلسطيني بـ”تعزيز الوحدة الوطنية”، ونبه إلى “خطورة الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية خصوصاً في القدس والأغوار”.

وكانت القوات الإسرائيلية، وفق مواقع فلسطينية، فرقت مسيرة سلمية لإحياء الذكرى الـ45 ليوم الأرض في بلدة سبسطية، شمال غربي نابلس بالضفة الغربية، في حين أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فدارت اشتباكات بالأيدي ومواجهات بين الطرفين.

ومن الفعاليات التي أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية اللجان الشعبية وبلدات مثلث يوم الأرض بالمناسبة ذاتها مسيرات في دير حنا وسخنين وعرابة، تتوج بمسيرة قطرية تستضيفها عرابة تختتم بمهرجان مركزي في سوق المدينة.

ودعت لجنة المتابعة الفلسطينيين “إلى المشاركة الواسعة، والالتزام بقرارات المتابعة بمنع كل المظاهر الحزبية، ورفع العلم الفلسطيني وحده، والشعارات التي تحددها لجنة المتابعة، لتكون ذكرى يوم الأرض لتعزيز بناء الوحدة الوطنية، ورصها وترسيخها”.

وحيت اللجنة “شهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن وضحوا بأنفسهم دفاعا عن الحق والكرامة: خير ياسين من عرابة، ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس- طولكرم الذي استُشهد على أرض الطيبة، إلى جانب مئات الجرحى والمعتقلين”.

من جهتها، أعلنت بلدية سخنين واللجنة الشعبية فيها عن أن مسيرة سخنين ستنطلق من شارع الشهداء إلى الناحية الشمالية الغربية للمدينة، وتعود إلى النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض لقراءة الفاتحة، وتكمل إلى عرابة للالتحام بالمسيرة هناك.

وبعيدا عن الأراضي المحتلة، وبالضبط في المغرب، قمعت السلطات المغربية، الثلاثاء، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطيني وسط العاصمة الرباط.

ورفع المتظاهرون شعارات مثل “التطبيع خيانة” و”فلسطين أمانة” و”التظاهر حق مشروع”، للتعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، والتنديد بالتطبيع المغربي مع الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا؛ بينما أغلقت السلطات المنافذ إلى الشارع الرئيسي ومنعت وصول المتظاهرين إليه.

وتداول النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، بكثرة، صور رموز لليسار المغربي وهم يتعرضون للقمع والمنع من المشاركة في الوقفة التضامنية مع القضية الفلسطينية، أبرزهم النقيب عبد الرحمان بن عمرو، عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي.

وفي تونس أحيا تلاميذ المعهد النموذجي فرحات حشاد بولاية اريانة التونسية، يوم الثلاثاء، ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، بحضور وزير التربية والتعليم فتحي سلاوتي، والمحافظ سمير عبد الجواد، والسفير الفلسطيني لدى تونس هائل الفاهوم.

وخلال الفعالية، رفعت أعلام فلسطين بحجم كبير، وتم تقديم مسرحية حاكت الآلام وعذابات الشعب الفلسطيني. كما احتفلت كلية الآداب بمدينة صفاقس باليوم ذاته، بمشاركة وفد من السفارة الفلسطينيّة بتونس.

وفي السياق، نظّمت المندوبية الجهوية للتعليم بمعهد 08 فيفري 1958 بمدينة ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف تظاهرة تربوية ثقافية خاصة بيوم الأرض الفلسطيني تحت عنوان “طريقنا نحو القدس ” للتعريف بالقضية الفلسطينية لدى الناشئة، وذلك بحضور وفد من السفارة الفلسطينيّة.

وشملت التظاهرة عديد الفقرات من جانب توثيقي وعرض مسرحي ومونولوج غنائي مسرحي وفقرة غنائية ولوحة راقصة ومعرض تشكيلي وحوارات عن القضية الفلسطينيّة، وقدمت جوائز للتلاميذ، ورفعت أعلام فلسطين والأناشيد الوطنية بقاعة المتحف بالمعهد.

في إطار فعاليات إحياء يوم الأرض في الجزائر، نظمت سفارة دولة فلسطين لدى الجزائر وبالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، مساء يوم الجمعة 1 أبريل في قاعة الموقار في الجزائر العاصمة، أمسية تضمنت عرض الفيلم الوثائقي الفلسطيني “30 آذار” من إخراج نضال بدارنة، والذي يستعرض شهادات حية لعدد من الشخصيات التي عاشت وعاصرت أحداث يوم الأرض الخالد في 30 مارس عام 1976، ولقاءات مع أهالي وأقارب شهداء يوم الأرض.

يذكر أن الفيلم مصوّر في القرى التي شهدت أحداث “يوم الأرض” عام 1976 (الجليل)، وفي مخيم “نور شمس” في الضفة الغربية الذي ولد فيه الشهيد رأفت العلي.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أصدر تقريراً بمناسبة «يوم الأرض»، قال فيه إن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل بشكل مباشر ما نسبته 76% من مجمل مساحة الضفة الغربية المصنفة (ج)»، مشيراً إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية”.

وأوضح التقرير أن المساحات المستولى عليها لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري تمثل حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع الذي عزل أكثر من 10% من مساحتها، بينما تضرر ما يزيد عن 219 تجمعاً فلسطينياً جراء إقامة الجدار، كما قامت سلطات الاحتلال بالاستيلاء على حوالي 8,830 دونماً من الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى 11,200 دونم تم إعلانها كمحميات طبيعية، تمهيداً للاستيلاء عليها.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة