لقاء تضامني مع كوبا في بيروت رفضاً للتدخلات الأمريكية

مشاركة المقال

مدار: 19 تشرين الثاني/ نونبر 2021

رفضاً للتدخلات الأميركية، عقدت جمعية الصداقة اللبنانية الكوبية لقاءً تضامناً مع كوبا وشعبها، مساء الأربعاء في قاعة جريدة النداء -مقر الحزب الشيوعي اللبناني الرئيسي في بيروت؛ وذلك بحضور السفير الكوبي في لبنان ألكسندر بيييسر موراغا، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، وأعضاء من اللجنة المركزية والمكتب السياسي، وممثلين عن عدد من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وأيضاً الهيئات النسائية والطلابية والنقابية.

استهل اللقاء بكلمة لرئيس الجمعية موريس نهرا، الذي قال: “النشاط تجسيد لإدراك الجميع أهمية التضامن الأممي، ولاسيما في لبنان والشعب العربي، وبخاصة الشعب الفلسطيني الشقيق، بحيث مررنا بتجارب كثيرة وما زلنا نتعرض لضغوط واعتداءات وحروب وتدخلات سافرة من جانب المخطط الإمبريالي الصهيوني، لذلك نرى في كوبا مثالاً حياً يشبه ما يجري في منطقتنا أيضاً، فقد ناصبتها الولايات المتحدة الأميركية العداء منذ اليوم الأول لانتصار ثورتها أوائل عام 1959”.

وأضاف نهرا: “رغم الحصار الاقتصادي الطويل والمستمر، مازال الشعب الكوبي صامداً وبقيت كوبا الصامدة رمزاً ومثالاً يبين قدرة الشعوب على الانتصار، لذا نرى أنفسنا اليوم مع كوبا وأي شعب يدافع عن حريته وسيادة وطنه في خندق واحد، فالبعد الجغرافي لا يعني بعدنا التضامني، ولاسيما معركتنا المشتركة”.

بدوره، استعرض السفير الكوبي مورغا الأوضاع في كوبا، والاعتداءات المتواصلة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والتدخل الإمبريالي السافر من أجل خلق الاضطراب في البلاد، داعيا جميع الأصدقاء اللبنانيين والفلسطينيين إلى ضرورة تفعيل التضامن مع الثورة الكوبية ومشروعها للعدالة الاجتماعية، ورفع أصواتهم لصالح السلام والصداقة والتضامن ضد المخططات العدوانية المزعزعة للولايات المتحدة الأميركية في كوبا.

كما تطرق السفير إلى صمود كوبا في مواجهة ضغوطات الحصار وتداعيات جائحة كورونا وتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، معلناً استعادة كوبا حياتها الاجتماعية وفتح المرافئ العامة فيها (مدارس، سياحة…)، وزاد: “اليوم ننهض بقوتنا وبروح شعبنا وكرامته وصبره الذي لا يقهر، وبالقيادة الصامدة والحازمة للبلاد، وبروح النصر والإبداع التي زرعت طوال سنوات عديدة من المعارك الشرسة والصعبة. أولئك الذين راهنوا على فشل الاشتراكية في كوبا، ورأوا في 11 تموز ضربة قاضية للثورة، ها هم يشعرون اليوم بالإحباط، وعلى عجلة من أمرهم وخطتهم يسعون إلى منع أي إمكانية للرفاهة والتنمية الفردية والاجتماعية واستقرار المواطنين والسلام في بلدنا”.

كما تناول المتحدث محاولات مجموعات معادية للثورة، التقليدية منها والجديدة؛ “ممن تمرسوا في دورات قيادية تمولها مؤسسات أميركية والميزانية الفيدرالية، لكنهم يفتقدون لوجود قاعدة شعبية جماهيرية لهم في كوبا”.

أما الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، حنا غريب، فأكد في مداخلة له على أهمية التضامن الأممي، قائلا: “إن التضامن مع كوبا، درة الحركة الشيوعية العالمية وأيقونتها، تضامن مع هذه الثورة العظيمة المستمرة بكل ما لها من صدقية وصمود ومثابرة…هي كوبا فيدال كاسترو… هي كوبا تشي غيفارا.. هي كوبا النضال والكفاح ضد الوحش الأميركي”.

وأضاف غريب: “62 عاماً وهي تحت الحصار، تواجه الغطرسة الأميركية وعدوانيتها من أجل إسقاط ثورتها وتجويع شعبها وتركيعه وإذلاله.. هي اليوم بعد كل هذه السنوات تشهد على عصرها الذهبي، ومازالت تقاوم من أجل الانتصار منذ بداية الحصار، مرددة: لن نركع وسنظل نقاوم ونقاوم، ومن يقاوم الإمبريالية الأميركية سيبقى منتصراً. ‘لست مهزوماً ما دمت تقاوم’، قالها الرفيق الشهيد مهدي عامل أثناء حصار بيروت وفي مواجهة العدوان الصهيوني للبنان. وأياً كانت النتائج، كوبا اليوم نموذج ومثال للصمود والتحدي، وهي عنوان هذه المواجهة”.

وتابع المتحدث ذاته: “184 دولة في الأمم المتحدة صوتت لصالح رفع الحصار عن كوبا، واثنتان فقط هما هذه الإمبريالية الأميركية والكيان الصهيوني كانا مع استمرار الحصار، ومازالا على مواقفهما في تشديده. ونحن كشيوعيين ووطنيين ويساريين وقوميين وناصريين وبعثيين وكل القوى العلمانية الوطنية والتقدمية نناضل ضد الإمبريالية وأيضاً ضد رأسماليتها الداخلية في كل بلد من بلداننا، ونحن اليوم في ظل وضعنا نعتبر أنفسنا ونحن نقاوم الإمبريالية الأميركية ومشروعها في المنطقة من أجل تفتيتها والسيطرة على ثرواتها، وأيضاً نقاوم هذا الكيان الصهيوني واستمرار احتلاله وعدوانه، كما أننا نقاوم وننتفض أيضاً ضد هذا النظام الطائفي المذهبي ورأسماليته الفاسدة أيضاً، وضد وكلائها الرأسماليين الفاسدين في هذه المنطقة، لذا نقاوم الاثنين معاً، ونعتبر أنفسنا متضامنين معاً. وسنبقى كما كنا دوماً متضامنين مع كوبا وقضيتها ومع استمرارها علماً من أعلام الانتصار في هذه المرحلة بالذات”.

وتوجه الأمين العام حنا غريب إلى “كوبا البطلة وصمودها”، قائلا: “نستمد منك القوة والعزيمة والإصرار، فأنت القوة والعزيمة وأنت الإرادة الصلبة”، مؤكداً مواصلة التحركات والمواقف التضامنية مع كوبا وثورتها الوطنية، وداعيا إلى أن تكون “المواجهة مفتوحة على كل الجبهات في السياسة والاقتصاد والاجتماع وفي كافة المحطات، وفي مقدمتها قضية فلسطين، موجهاً التحية إلى شعبها المقاوم الصامد ومقاومتها وشهدائها وأسراها…”.

وللمناسبة، ألقيت عدة كلمات تضامنية أعربت عن التضامن مع كوبا وثورتها وجددت التأكيد على دعم القضية الفلسطينية ودعم كوبا وثورتها الوطنية والوقوف معاً في مواجهة المشاريع الإمبريالية الأميركية والصهيونية، وأبرزها لـ سمير لوباني (أبو جابر)، عضو قيادة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعايدة نصرالله، رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية، ومحمد إبراهيم، من قيادة حزب الطليعة، وإلهام بكداش، عن ندوة العمل الوطني، ومحمد حشيشو، عن الحزب الديمقراطي الشعبي، وجهاد سليمان، عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين).

وألقى موريس نهرا مشروع بيان اللقاء التضامني مع كوبا، الذي أعرب من خلاله المشاركون عن التوجه باسم التنظيمات والهيئات السياسية والاجتماعية المتنوعة التي يمثلونها بـ”تحية تضامن أخوي وكفاحي إلى كوبا وشعبها الصديق الذي شكل انتصاره وصموده الرائع في مواجهة ضغوط واشنطن وحصارها الاقتصادي الجائر منذ 61 عاماً مثالاً حياً على قدرة الشعوب على الانتصار”.

وأضاف البيان: “وإننا في لبنان، وخاصة شعوبنا العربية، وخاصة الشعب الفلسطيني الشقيق، ندرك بالتجربة مدى عدوانية الإمبريالية والصهيونية ضد نضال شعبنا وشعوب منطقتنا وحقها في التحرر من جهة، وتضامن كوبا الثابت مع نضال شعوبنا التحرري ومقاومة العدوان والاحتلال من جهة أخرى؛ إضافة إلى تقديمها آلاف المنح الجامعية لأبناء الشعوب الفقيرة وإرسال مئات الأطقم الطبية والتعليمية لعشرات البلدان لمكافحة الأوبئة والأمية”، وزاد: “إننا إذ ندين بشدة تدخل واشنطن وتحريضها السافر على افتعال حالة اضطراب داخل كوبا، نطالب بحزم بوقف حملات التدخل هذه، وباحترام حق الشعب الكوبي الصديق في اختيار نظامه الاجتماعي وطريق تطوره؛ كما نطالب مع جميع دول العالم في الأمم المتحدة، باستثناء الولايات المتحدة و’إسرائيل’ (دولة الاحتلال)، فقط بإلغاء الحصار الاقتصادي الجائر، ونعتبره جريمة في حق شعب بكامله. كوبا ستنتصر… عاش التضامن اللبناني الكوبي وبين الشعوب”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة