فلسطين.. 357 شهيدا بفعل جرائم الاحتلال خلال 2021

مشاركة المقال

مدار: 05 كانون الثاني/ يناير 2022

كاترين ضاهر

“ورأيت الشهداء واقفين، كلٌ على نجمته، سعداء بما قدّموا للموتى الأحياء من أمل” محمود درويش – “في حضرة الغياب”.

لأنهم يعلمون ما معنى الوطن وأهمية الأرض، تراهم يرتفعون إلى السماء نجمة وراء نجمة.. فهم مضوا لنصبح على وطن.

هم أبناء فلسطين الذين لا يعرفون إلّا المقاومة والصمود والمواجهة لتحرير أرضهم من الاحتلال الصهيوني، وأسراهم من المعتقلات.. يكتبون بدمائهم كل يوم طريق الحرية، وعن نضالاتهم كتب الكثيرين، ولاسيما شاعر المقاومة الفلسطينية الراحل محمود درويش، الذي تجذرت كلماته عن الشهداء، و تتوارثها الأجيال.    

وما زالت فلسطين تقدم الشهداء من كافة الأعمار كل يوم.

وبلغ عدد الذين ارتقوا خلال 2021، 355 شهيداً، وفقاً للتقرير الإحصائي السنوي الذي صدر عن التجمّع الوطني لأسر شهداء فلسطين.

وأوضحت الوثيقة، الذي اطلع “مدار” على نسخة منه، أنّ “التجمع قام بعمليات البحث الميداني والتدقيق من خلال فروعه في كافة محافظات الوطن وتعبئة الاستمارات الخاصة لجميع الشهداء الذين استشهدوا بفعل الاحتلال الإسرائيلي منذ تاريخ )01 كانون الثاني/ يناير 2021 وحتى 21 كانون الأول/ ديسمبر 2021″، مُشيراً إلى أنّ “نسبة عدد الشهيدات هذا العام بلغت 19 بالمائة، وهي النسبة الأعلى في تاريخ الإجرام الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين في العام 1948”.

أما متوسط أعمار الشهداء فهو 27 عاماً، وأكثر الأشهر دمويةً في 2021 هو شهر أيّار/مايو، حيث بلغ عدد الشهداء خلاله 286 شهيداً وشهيدة.

وبيّن التقرير أنّ “عدد الشهداء والشهيدات بلغ 357، منهم 257 شهيداً من المحافظات الجنوبية (غزة)، و100 شهيد من المحافظات الشمالية (الضفة)”، لافتاً إلى أنّ “نسبة الشهداء الأطفال تجاوزت الـ 22 بالمائة. ويأتي هذا الارتفاع نتاج سهولة التعليمات التي يحظى بها جنود الاحتلال بما يتعلق بإطلاق النار من القيادتين السياسية والعسكرية، وعدم وجود أي ضوابط تحِد من عمليات استهداف أبناء الشعب العزل بغض النظر عن الفئة العمرية أو الجنس، إلى جانب ذلك، فإن الصمت الدولي المطبق تجاه جرائم الاحتلال تُشَجِّعه على الاستهتار والاستخفاف بدماء أبناء شعبنا بمختلف فئاته العمرية”.

ودعا التجمع “المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية وجهات الاختصاص في السلطة الوطنية وخاصةً وزارتي العدل والخارجية إلى ملاحقة الاحتلال وجنوده أمام المحاكم الدولية ومحاسبتهم على جرائمهم الّتي تُعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

وفي السياق نفسه، ذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان، في تقريرٍ له حول غزة، أنه استشهد 69 طفلاً وإصابة 708 آخرين في القطاع خلال العام 2021، لافتاً إلى أنّ “عدد الشهداء الأطفال (أقل من 18 عاماً) 79 شهيداً وشهيدة، ما يُشَكِّل حوالي 22 بالمائة من العدد الإجمالي للشهداء عام 2021، وعدد الشهيدات الإناث 69 شهيدةً، ما يُشَكِّل نحو 19 بالمائة من مجموع الشهداء في 2021، وعدد الشهداء الذكور 288 شهيداً”.

وأشار المركز ذاته إلى أنّ “أصغر الشهداء سِنَّاً هم أربعة أطفال بعمر العام، وأكبر الشهداء سناً، الشهيد أمين محمد القولق (90 عاماً) من غزة، والذي استشهد في 16 مايو/ أيار الماضي”.

الشهداء الأسرى…

أنشأ الاحتلال الإسرائيلي أواخر الستينيات مقابر الأرقام، هو اسم رمزي لمجموعة كبيرة من المقابر السرية، تُدفن فيها جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب (كالحزب الشيوعي اللبناني لديه رفات 9 شهداء سقطوا أثناء مواجهات وعمليات مباشرة مع الاحتلال الصهيوني).

ولفلسطين الحصة الأكبر، وأفادت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، في تقريرها الأخير بنوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن الاحتلال ما يزال يحتجز 90 شهيداً، منذ عودة سياسة احتجاز جثامين الشهداء عام 2016، بالإضافة لـ 254 شهيداً في “مقابر الأرقام”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة