صورة: DR
مدار: 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
مستحضرا تاريخا مشهودا ظل محفورا في ذاكرة كل فلسطيني، يعود إلى سنة 1988، أحيى الشعب الفلسطيني يوم الأحد 15 تشرين الثاني/نونبر الذكرى الثانية والثلاثين لإعلان الاستقلال وقيام دولة فلسطين، من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالعاصمة الجزائرية، وهو الإعلان الذي تضمنته وثيقة الاستقلال التي دبجها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وورد فيها أن المجلس الوطني الفلسطيني يعلن “قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
في السياق ذاته قالت حركة فتح إن الشعب الفلسطيني “لن يتنازل عن حقوقه الوطنية الأساسية في العودة وتقرير المصير، والاستقلال الوطني، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، مشددة على أن هذا “إعلان الاستقلال” يمثل “ثمرة كفاح طويل ومرير
وتضحيات جسام، قدمها شعبنا على مدار عقود من الزمن”، وموضحة أن إحياء الذكرى “دليل على أن إرادة شعبنا لن تنكسر، وأن المسيرة النضالية ستتواصل حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي، ونيل الحرية والاستقلال”.
كما أشارت الحركة ذاتها، في كلمتها التي وردت على موقعها الرسمي، إلى أهمية هذا الإعلان، “الذي يعبر عن إصرار شعبنا على مواجهة المشروع الاحتلالي الاستعماري، الذي تمثل ‘صفقة القرن’ النسخة الأكثر وضوحا منه”.
من جهتها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بمناسبة الذكرى ذاتها، ومن خلال بيان لها، وجوب “استلهام دروس الانتفاضة، وبخاصة درس الوحدة الوطنية الذي تجلّى من خلال انخراط جميع قوى وفئات الشعب الفلسطيني تحت راية الانتفاضة وشعاراتها وتشكيلاتها، حماية للحقوق والقضية الوطنية، وسبيلاً لهزيمة الاحتلال والخلاص منه”.
كما جاء في البيان، الذي اطلع عليه “مدار”، أن “المقاومة بكافة أشكالها والمواجهة الشاملة مع العدو الصهيوني هي الطريق الأساسي لوقف مخططات الضم وتصفية الحقوق الفلسطينية، وانتزاع حق شعبنا في الحرية والاستقلال”، لافتا إلى “ضرورة تجسيد قرارات المجلسين الوطني والمركزي، بالفكاك من الاتفاقيات الموقعة مع دولة الكيان، وسحب الاعتراف بها، ووقف أي رهانات أو أوهام على التفاوض معه، وعلى أي رهانات على تبدّل الإدارة الأمريكية، والعمل الجاد على عزل دولة الكيان وعزل داعميها، وتفعيل ملاحقتها دولياً على جرائمها بحق شعبنا”.
كما نادت الجبهة الشعبية في السياق ذاته إلى “الإسراع في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من خلال الدعوة العاجلة إلى عقد اجتماع الأمناء العامين لمتابعة إنجاز هذا الملف، والاتفاق على البرنامج الوطني التحرري الذي يعيد إلى الصراع طابعه الشامل مع الكيان الصهيوني”.
واستطردت “الشعبية”، من خلال البيان ذاته: “لقد ظهرت ثمار الانتفاضة واضحة من خلال اعتراف 140 دولة بإعلان دولة فلسطين، واعتراف الأمم المتحدة بهذا الإعلان، واعتمادها اسم فلسطين، ما يظهر التغيير في الموقف والمزاج الدولي الذي حققته الانتفاضة وفعلُها الشعبي، وقدرتها على التعبئة النضالية لقطاعات واسعة من جماهير شعبنا”، مردفة: “هذا يومٌ لمعاهدتكم على استعادة مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال لبوصلتها وأدواتها، وتحقيق وحدة شعبنا الوطنية والنضالية، ورفض كل المشاريع المشبوهة التي تستهدف طمس حقوق شعبنا من خلال مناورات التطبيع أو مشاريع التفاوض”.