عمال كويغا يواصلون الاحتجاج بجنوب إفريقيا من أجل تلبية احتياجات أساسية

مشاركة المقال

نيوفرايم/ مدار: 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

يعاني العمال في مصنع تجميع الشاحنات في كاب الشرقية بجنوب إفريقيا، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، من اضطرارهم إلى تحمل عبء كبير، خصوصا مع الأجور التي تعتبر متدنية للغاية مقارنة مع الأرباح التي تحققها الصناعة في هذا الجزء من البلاد.

ودخل الموظفون في مصنع تجميع Coega التابع لشركة First Automobile Works (فاو) إضرابا عن العمل بتأطير من الاتحاد الوطني لعمال المعادن في جنوب إفريقيا (نومسا)، وذلك على خلفية مطالبة أكثر من 100 عضو، بمن فيهم 70 من العمال الخارجيين، بزيادة الحد الأدنى للأجور لجميع العمال، والرفع من مساهمات المساعدة الطبية لأصحاب العمل، وتفعيل صندوق ادخار، وتبني سياسة التوظيف بدوام كامل للعمال الخارجيين الذين يعملون منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وقال أحد أعضاء “نومسا”: “نحن نتقاضى رواتب أقل بكثير مما هو مطلوب. نتقاضى راتبا قدره 39.73 راند (2.6 دولار أمريكي)”، وأضاف: “لقد رفضوا أي مقترحات للزيادة طيلة السنوات الثلاث الماضية”.

هذا وتحدث العديد من العمال عن وضعهم، لكن شريطة ألا يتم الكشف عن هويتهم خشية التعرض للإيذاء.

“فاو” هي الشركة الأم، وهي شركة متعددة الجنسيات تعمل في جنوب إفريقيا منذ أكثر من 27 عاما، ولديها وكلاء في ديربان وكيب تاون وجوهانسبرغ وجكيبرها.

في تصريح لسكرتير “نومسا” في كاب الشرقية، مزياندا تواني، أكد أن الإضراب في الوقت الحالي منحصر في كاب الشرقية فقط، لكن حسب تعبيره هناك محادثات تتم مع نظرائهم في جوهانسبورغ من أجل الانضمام إلى الإضراب في سبيل أن يتم تمديد الشروط والأحكام لهم أيضا.

هذا وكانت نقابة “نومسا” عبرت عن امتعاضها من رفض “فاو” الانضمام إلى رابطة مصنعي السيارات (أميو)، واعتبرت ذلك حجرة عثرة، لاسيما أن ذلك يعني أن الشركة لا تندرج تحت المنتدى الوطني للحوار، حيث يتفاوض الطرفان على الأجور.

ويغطي الحوار بين “نومسا” و”أميو” اتفاقيات تخص العاملين في قطاع السيارات في مصانع BMW وFord وIsuzu وMercedes-Benz وNissan وToyota وVolkswagen. ومن بين مطالب الإضراب انضمام “فاو” إلى “أميو”، لكي يستفيد العمال من الأجور وظروف العمل نفسها مثل عمال السيارات الآخرين.

وحدد المنتدى الوطني للحوار حدا أدنى للأجور قدره 91.04 راندا (6.2 دولار أمريكي) في الساعة للعمال المبتدئين، ومعدلا أقصى لعمال السيارات المؤهلين يبلغ 135.82 راندا (9.26 دولار أمريكي) في الساعة.

العمال الخارجيون مستبعدون

بلغت قيمة مصنع تجميع “كويغا” في كاب الشرقية عند افتتاحه في يوليوز/ تموز 2014 600 مليون راند (41 مليون دولار أمريكي)، لكن رغم الزيادة في الأرباح التي شهدها المصنع على مر السنين، إلا أن العمال يرون أن القيمة الأساسية التي حافظت عليها الشركة طيلة هذه الفترة هي “استغلال العمالة”.

وانتقد العمال في خضم الإضراب أيضا التمييز الذي تتم من خلاله ترقية العمال في المصنع، والذي يغلب البيض على إدارته حسب العمال، موردين: “نحن نعمل مثل العبيد هنا، بينما يتم اعتبار العمال البيض فقط للترقية”.

وقال العمال إن الشركة غالبا ما توفر للعمال حافزا من أجل الإنتاج، بناء على هدف محدد لكميات الشاحنات المصنعة يوميا. وقال موظف: “نتقاضى راتبا يصل إلى 700 راند (47 دولارا أمريكيا) مقابل الحافز”.

لكن في الوقت نفسه لا يستفيد العمال الخارجيون (المؤقتون) من نظام الحوافز، بالنظر إلى أن الشركة تخصصه فقط للعمال الدائمين، رغم أنهم يحققون أيضا هدف الإنتاج اليومي. وقال أحد العاملين الخارجيين: “عندما نستفسر الإدارة يتم إخبارنا بأن النظام لا ينطبق علينا”.

هذا وعبر العمال الخارجيون عن أنهم لا يتم تزويدهم بأدوات الحماية من قبل صاحب العمل، ويتعين على بعضهم شراء أحذية الأمان الخاصة بهم، فيما سلط البعض الضوء على جودة بعض المعدات التي يتم توفيرها نادرا، وهو الأمر الذي أبرزه أحد العمال بالقول: “مع استمرار الجائحة، لا نعتقد أنه من الصواب تزويدنا بأقنعة مستعملة، وألا توجد معدات واقية”، وأضاف: “منذ بضعة أيام تلقيت سترة قديمة بها ثقوب”.

كما انتقد هؤلاء العمال طريقة التعاطي مع حملة التلقيح، إذ قالوا إن حالات لكوفيد-19 سجلت، لكن المصنع طلب من العمال تلقي اللقاح والعودة فورا للعمل دون التأكد من تجاوزهم مرحلة العدوى.

التمييز الجنسي

أبرزت العاملات أن النساء الحوامل يُجبرن على الذهاب في إجازة أمومة في وقت مبكر بدلا من تكليفهن بعمل أقل مجهودا، وقالت إحداهن: “تم إخبار بعض العاملات بأنه لا يوجد عمل لهن أثناء الحمل، وأن عليهن البقاء في المنزل بدلاً من ذلك… حتى أجر الأمومة يمثل مشكلة لأن بعض العاملات يكافحن من أجل الحصول على رواتبهن، والبعض الآخر لا يحصلن على المال إلا بعد أربعة أشهر من إجازتهن، وبحلول ذلك الوقت يكن قد عدن إلى العمل”.

وقالت موظفة أخرى: “في بعض الأحيان قد يطلب منا القيام بعمل أقل بينما نفضل القيام بعمل شاق، لأنك تريد الاحتفاظ بعملك فأنت تندفع وتؤدي العمل. عملت حتى أسبوع قبل المخاض، لولا زملائي في العمل لما تمكنت من إنجاز المهمة”، وأضافت: “أقوم بإصلاحات وأحيانا أقود الشاحنة. بهذه المعدة الكبيرة يُطلب منك صعود السلالم والذهاب أسفل شاحنة لأعمال الصيانة”.

ومن المطالب التي يركز عليها العمال توفير المساعدة الطبية، وهو ما قال عنه أحد العمال: “هنا، الإنتاج أهم بكثير من حقوق العمال، فطالما أن الشاحنات تنطلق فإن المبلغ الذي نحصل عليه ليس أولوية. لقد طرحنا مسألة معدات الحماية الشخصية وطلبنا السترات لأن الجو بارد هنا في الشتاء، ومع ذلك لم يتم الرد على ذلك من قبل الإدارة”.

وقالت “نومسا” إن إحدى المزايا التي يطلبها العمال أن يقوم أصحاب العمل بالمساهمة في المساعدات الطبية للموظفين بنسبة 50%، مضيفة أنه مع ارتفاع تكلفة المعيشة لا يمكن تحمل تكاليف المساعدة الطبية الخاصة في ظل أجور تصل إلى 6000 راند (409 دولارات أمريكية) في الشهر.

وأبرز أحد العمال: “في بعض الأحيان يتعين علينا الاختيار بين شراء البيض والحصول على رعاية طبية خاصة، لا يمكننا الحصول على كليهما. لا تأخذ الشركة بعين الاعتبار ملاحظات مرضية [عامة] للعيادة، وقد ألزمتنا بتقديم ملاحظة مرضية من الطبيب”، وأضاف: “بالمال الذي نتلقاه لا يمكننا تحمل تكاليف الاستشارات الطبية الخاصة”.

وقام حراس الأمن الخاصون بالشركة بمنع نيوفريم من دخول مصنع “كويغا” التابع لشركة “فاو”، للتحدث إلى الإدارة، كما لم يتم التجاوب مع المكالمات الهاتفية ولم ترد الشركة على الأسئلة المرسلة عبر البريد الإلكتروني.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة