“طوابير الذل” أمام محطات الوقود تتصدر المشهد في لبنان

مشاركة المقال

مدار: 23 أيلول/ سبتمبر 2021

بقلم: كاترين ضاهر – صور: مدار

“طوابير الذل” عبارة ليست وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هي مختصر لمعاناة يعيشها الشعب اللبناني يومياً… بحثاً عن مادتي البنزين والمازوت في محطات الوقود والسوق السوداء…

الطوابير صامدة على رغم الارتفاع الجديد في أسعار المحروقات والمتكرر، وكذلك المآسي اليومية على المستويات كافة. وما زالت “طوابير الذل” أمام محطات الوقود تتصدر المشهد في لبنان، بالرغم من الوعود الكثيرة من المعنيين في شأنها، وارتفاع “البنزين” بأكثر من 7 مرات في عام.

أما توافد وصول صهاريج النفط الإيراني منذ يوم الخميس 16 أيلول/ سبتمبر الجاري إلى لبنان براً عبر الأراضي السورية، انعكست تأثيراته فقط على المستشفيات والمرافق العامة، ولكن ليس على المواطن.

ويشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية اليوم، إذ فقدت العملة اللبنانية نحو 90% من قيمتها، ويتم تداول سعر صرف الدولار الآن في السوق السوداء عند مستوى 16200 ليرة لبنانية، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي للدولار 1507 ل.ل.، وفي المصارف 3900 ل.ل..

تقرير…

أعلنت وزارة الطاقة اللبنانية، يوم الجمعة الماضي، رفع سعر صفيحة البنزين 38%، فيما أعلن رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط رفع الدعم بشكل رسمي عن المازوت، وأن هناك اتجاه لرفعه عن البنزين.

في السياق، وزعت الدولية للمعلومات تقريراً يوم أول أمس الثلاثاء 21 الجاري، بعنوان “صفيحة البنزين ارتفعت 150 ألف ليرة وبنسبة 608% في عام واحد” جاء فيه: “يوم الجمعة في 17 أيلول/سبتمبر 2021 وصل سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان الى 174,300 ليرة بعدما كانت في التاريخ ذاته قبل سنة 24,600 ليرة. أي ارتفاع مقداره 149,700 ونسبة 608 %”.

وأكّدت الدولية للمعلومات على أنه “في حال رفع الدعم كلياً واستقرار أسعار النفط عالمياً واعتماد سعر 15 ألف ليرة لصرف الدولار يصبح سعر صفيحة البنزين 214,200 ليرة، ونلاحظ في الجدول ما يلي:

استقرار الرسوم الجمركية ورسم الاستهلاك الداخلي على 5,600 ليرة.

ارتفاع عمولة صاحب المحطة من 1,900 ليرة إلى 3,000 ليرة ثم الى 4,000 ليرة وأخيراً إلى 6,000 ليرة”..

وذكر التقرير إلى أن “أصحاب المحطات يطالبون برفع هذه الحصة فهي عندما كانت 1,900 ليرة لبنانية شكلت نسبة 7.7% من سعر البيع. وهي الآن انخفضت إلى نسبة 3.4% من سعر البيع. والحصة العادلة بالنسبة لهم يجب أن تتراوح ما بين 10 – 14 ألف ليرة ل. للصفيحة الواحدة.

ارتفعت أجرة النقل وحصة شركة التوزيع من 840 ليرة لبنانية إلى 1,540 ثم إلى 2,240 ليرة.

خلال هذه السنة أرتفع سعر صفيحة البنزين مقيما بالدولار من 7 دولار في أيلول/ سبتمبر 2020 إلى 12 دولار في أيلول/ سبتمبر 2021″.

وأشار التقرير إلى أنه “عندما كان سعر صفيحة البنزين مدعوماً بنسبة 90%، على سعر 1515 شكلت نسبة الـ 10% غير المدعومة 3,800 ليرة وارتفعت إلى 13,200 ليرة مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء”.

أزمة المحروقات…

من المتعارف أنه إضافة إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة يواجه لبنان أزمة نقص الوقود واحتكاره، بعد أن عجزت السلطة أن تقوم بواجباتها للحدّ من هذه الأزمة وإيجاد الحلول المناسبة لها عبر مكافحة السوق السوداء والاحتكار ومنع التهريب… ويبدو أنها فشلت حتى الساعة في تنفيذ وعودها ولاسيما المباشرة بإفراغ 3 بواخر محمّلة بنزين حمولتها، وهي تحوي حوالي 90 مليون ليتر، يوم الاثنين الماضي، والترويج أن هذا الأمر سيؤدّي إلى ارتياح في السوق بشكل كبير.

وبما أن لبنان يعاني من صعوبات في تأمين العملات الأجنبية اللازمة لتأمين المحروقات ودعم واردات سلع رئيسية وأدوية. فالبواخر التي كان من المفترض أن تفرغ حمولتها يوم الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، بقيت ترسو لأيام على الشاطئ اللبناني، حتى بعد أن أعطيت لها موافقات لتفريغ حمولتها منذ الأسبوع الماضي، بسبب الكباش الحاصل بين ​مصرف لبنان​، الذي أعلن عن تفريغ البواخر على سعر 8000 ليرة لبنانية للدولار، و​وزارة الطاقة والمياه​، التي قررت رفع هذا الدعم إلى 12000 ليرة لبنانية.

إلّا أن معضلة تلك البواخر حلّت، بعد تحديد المديرية العامة للنفط جدول أسعار المحروقات صباح يوم أمس الأربعاء، وتمّ الاتفاق على اعتماد تسعير البنزين على أساس سعر منصة “صيرفة” التابعة لمصرف لبنان أي على سعر 14 ألف ليرة للدولار لهذا الأسبوع، فبالتلى تمّ أخيراً إفراغ حمولات السفن، ولكن التخبط الحاصل لدى الشركات الموزعة وأصحاب محطات الوقود جرّاء التسعيرة الرسمية الجديدة، حالت دون توزيع حمولة هذه السفن والتي انتظرت طويلاً، وكان مفترض أن تريح السوق وتحدّ من الطوابير إلى حد ما.

“البنزين” نحو الارتفاع..

وبعد صدور جدول تركيب اسعار المحروقات عن المديرية العامة للنفط لـ “تحديد سعر مبيع المحروقات السائلة” يوم أمس الأربعاء، وبالرغم من أن التسعيرة الجديدة لصفيحة البنزين تخطّت الـ 200 ألف ليرة للصفيحة الواحدة، 95 و98 أوكتاناً، بقيت “طوابير الذل” حاضرة وبقوة، إذ امتنعت محطّات عدّة عن تزويد المواطنين المنتظرين في صفوف مزدحمة، بمادّة البنزين على الرغم من توافرها لديهم.

أما الذريعة كانت لإقفال هذه المحطات أبوابها؛ أنّ سعر الصفيحة، وفقاً للتسعيرة الجديدة، يحتوي على 6 أرقام، فيما نظام العدّادات الخاصّ بماكينات التعبئة مؤلف من 5 أرقام فقط.

وعمدت بعض المحطات القليلة التي شرعت أبوابها لاستقبال الموطنين بالطوابير إلى حل هذه الإشكالية الإلكترونية عبر إلصاق ورقة وإضافة الرقم صفر على ماكينات التعبئة.

يذكر، أنه تمّ الاتفاق على أن يتم تسعير البنزين على أساس سعر منصة “صيرفة” التابعة لمصرف لبنان أي على سعر 14 ألف ليرة للدولار لهذا الأسبوع أما الأسبوع المقبل فمن الممكن أن تتغيّر التسعيرة. 

وتجدر الإشارة، إلى أن سعر المحروقات في لبنان يتعلق بثلاثة عوامل مباشرة وهي: سعر النفط العالمي، وسعر صرف الدولار في “السوق السوداء”، وأرباح المستوردين والموزعين وأصحاب المحطات.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة