أعلنت شخصيات سعودية معارضة تأسيس حزب سياسي تحت اسم “حزب التجمع الوطني”. ويسعى المولود الجديد إلى تأسيس المسار الديمقراطي كآلية للحكم في السعودية، حسب تعبيره مؤسسيه، في بيان أصدر يوم الأربعاء 23 أيلول/سبتمبر من السنة الجارية.
صورة: DR
مدار: 25 أيلول/ سبتمبر 2020
قال البيان التأسيسي لحزب التجمع الوطني إن إعلان التنظيم “يأتي بعد انسداد الأفق السياسي، وانتهاج السلطة المستمر لممارسات العنف والقمع، وتزايد الاغتيالات السياسية، وتصاعد السياسات العدوانية ضد دول المنطقة”.
وجاء هذا الإعلان تزامنا مع العيد الوطني التسعين السعودي، ووسط تصاعد الانتقادات اللاذعة للنظام الملكي السعودي، إثر الاعتقالات التي تستهدف النشطاء الحقوقيين والأصوات المعارضة، وعملية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي التي وصفتها صحف عالمية بـ”الأغبى في التاريخ”، إضافة إلى مستنقع الحرب السعودية وحلفاؤها على اليمن.
ويشكل تأسيس حزب سعودي فارقة في التاريخ السياسي للبلد، في ظل نظام ملكي يكرس الحكم المطلق، ويحرم تأسيس الأحزاب والجمعيات أو حتى انتقاد اختيارات السلطات.
وشدد “التجمع الوطني” على “تغول السلطات الأمنية وتحكمها في الفضائين العام والخاص، وغياب دور القضاء المستقل واحتكار السلطة للإعلام وكبت الرأي العام وتريف المجتمع المدني”، حسب تعبيره.
ووقعت على بيان التأسيس مجموعة من الشخصيات المقيمة بدول الخارج، من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وكندا. ويتزعم الحزب يحيى عسيري، الضابط السابق في سلاح الجو السعودي، ورئيس منظمة القسط الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها.
وقال عبد الله عودة، أحد الأعضاء المعلنين، في تغريدة على تويتر إن “فكرة الحزب تعكس تعددية الشعب وتحقق المطالب التي فشلت الحكومة في تحقيقها”.
كما شدد البيان، الذي اطلع “مدار” على نسخة منه، على أن “التجمع” يؤمن بأن “الشعب مصدر السلطات، وذلك يعني حق كل شخص راشد في الترشح واختيار من يمثله في مجلس نيابي بالكامل” وأردف بأنه يعتبر “كافة موارد الدولة ملكا للشعب”، وبأنه يرى “ضرورة التوزيع العادل للثروات بلا محاباة لأشخاص أو مناطق”، على حد تعبيره.
وبخصوص فارقة تأسيس “التجمع”، أوضح يحيى عسيري أن “الحزب يشكل خطوة تاريخية لأن الكل يخشى من المغامرات السياسية في بلادنا”، وهو ما شعر به أثناء اللقاءات مع السياسيين الغربيين، في تغريدة على تويتر.
ومن السابق لأوانه الحكم إلى أي مدى سيسير الحزب المعارض في النضال من أجل الأهداف التي أعلنها، أخذا بعين الاعتبار أجواء المنع والقمع في الداخل السعودي، وغياب معطيات حول القاعدة الفعلية للتنظيم الذي يبدو أن مرجعيته ذات نفوحات ليبرالية وسطية.
وصرحت مضاوي الرشيد، وهي عضو في حزب التجمع الوطني، لوكالات بأن “التوقيت مهم جدا..مناخ القمع يتزايد”؛ كما ذكرت أن الحزب “سيعمل مع المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان دون أن يدعو إلى احتجاجات في المملكة”، على حد تعبيرها.
هذا ولم يصدر أي تعليق رسمي من طرف السلطات السعودية على الحدث، باستثناء تغريدات بعض الشخصيات المقربة من النظام، التي قللت من أهمية الحدث.