مدار: 02 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
كشفت دراسة حول مشكلات الصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعدتها منظمة البارومتر العربي، وشملت أكثر من 25 ألف مواطن ومواطنة على امتداد دول المنطقة العربية والمغاربية، واقعا نفسيا مريرا ترزح تحت سطوته الشعوب في شتى أنحاء المنطقة.
وأسفرت نتائج الدراسة عن أرقام صادمة في ما يخص الصحة النفسية لسكان المنطقة، إذ أوردت أن ما يقارب ثلث المبحوثين يعانون من الاكتئاب، إذ قال نحو 3 من كل 10 أشخاص (29 بالمائة) إنهم مصابون بالمرض.
وتبين من خلال التقرير الصادر عن المنظمة ذاتها، والذي اطلع عليه موقع “مدار”، أن العراقيين (43 بالمائة) والتونسيين (40 بالمائة) هم الأكثر إبلاغاً بالمعاناة من الاكتئاب، يليهم الفلسطينيون (37 بالمائة)، ثم المواطنون في الجزائر (20 بالمائة) والمغرب (20 بالمائة) والسودان (15 بالمائة).
وأوردت الدراسة ذاتها أن سكان الحواضر في لبنان وليبيا والسودان كانوا الأكثر إقبالاً على القول بالإحساس بالاكتئاب في كثير من الأحيان؛ في حين كان سكان الريف في العراق وتونس والأردن ومصر والمغرب أكثر إقبالاً – من سكان الحواضر هناك – على القول بهذا الإحساس. بينما لم يتم رصد اختلاف يُذكر بين سكان الريف والحضر في كل من الجزائر وفلسطين في هذا الصدد. لكن في فلسطين تبين أن سكان المخيمات يعانون من الإحساس بالاكتئاب بدرجة أعلى.
وأردفت منظمة البارومتر العربي، من ناحية أخرى بأن نحو الثلث من السكان في مختلف أنحاء المنطقة (35 بالمائة) ذكروا أنهم يشعرون بالتوتر في كثير من الأحيان.
وجاء التونسيون في صدارة المصرحين للقائمين على الدراسة بالمعاناة من التوتر في كثير من الأحيان أو في معظم الأحيان (53 بالمائة)، وبعدهم العراقيون (49 بالمائة)، ثم الأردنيون (42 بالمائة). وفي المقابل فإن المواطنين في مصر (27 بالمائة) والجزائر (27 بالمائة) والسودان (22 بالمائة) والكويت (12 بالمائة) هم الأقل إبلاغاً بإحساسهم بالتوتر.
ومن نتائج الدراسة أيضا أن سكان الحضر في كل من تونس واليمن وليبيا ومصر والسودان كانوا أكثر إقبالاً على القول بمعاناتهم من التوتر. وفي المقابل كان سكان الريف في العراق ولبنان والمغرب والجزائر هم الأكثر إقبالاً على القول بالمعاناة من الإحساس ذاته. بينما لا توجد اختلافات تُذكر بين الريف والحضر في الأردن.
وكما كان متوقعا، حسب المصدر ذاته، فإن سكان مخيمات اللاجئين في فلسطين كانوا الأكثر قولاً بالمعاناة من التوتر، يليهم سكان الريف ثم سكان الحضر.
ختاما، رجح معدو الدراسة أن يكون ارتفاع نسب العراقيين والفلسطينيين المصرحين بالمعاناة من التوتر والاكتئاب عائدا إلى تجارب الحرب في الآونة الأخيرة والنزاعات الجارية، مستدركين: “لكن مازال السؤال المفتوح هو ما الذي يدفع بزيادة التوتر والاكتئاب في تونس؟ وإن كان من المحتمل أن تكون الأسباب متصلة بالتحديات المصاحبة للمرحلة الانتقالية التي تمر منها البلاد”.