دراسة جديدة تكشف أن النساء كن صيادات نشطات خلال عصور ما قبل التاريخ

مشاركة المقال

صورة: غير متطابقة، DR

بيبلز ديسباتش/ مدار: 07 تشرين الثاني/ نونبر 2020

كشفت عملية تنقيب في مرتفعات الأنديز في بيرو عن رفات امرأة وأدوات صيد دُفنت بجانبها. وتشمل الأدوات التي تم العثور عليها ستة مقذوفات حجرية و24 قطعة أثرية حجرية أخرى.

ومن الافتراضات الشائعة في الأنثروبولوجيا حول البشر في عصور ما قبل التاريخ أن الذكور كانوا صيادين، وأن الإناث كنّ جامعات في مجتمعات الصيد. ويعكس هذا أيضًا الافتراضات حول أدوار الجنسين حتى في عصور ما قبل التاريخ، لكن دراسة جديدة تتحدى هذه النظرية.

وتشير دراسة منشورة في مجلة ساينس أدفانسز (Science Advances) إلى اكتشاف بقايا مدفونة في مرتفعات الأنديز في أمريكا الجنوبية، ورفعت رفات امرأة يتراوح عمارها بين 17 و19 سنة. وتضمنت المواد المكتشفة مقذوفات حجرية وأدوات تستخدم على الحيوانات، وهي عموما أدوات لصيد الطرائد الكبيرة.

وتم العثور على قبر المرأة المذكورة و26 رفات أخرى في موقع ويلامايا باتكسجا (Wilamaya Patxja) الواقع في بيرو. وعلى الرغم من أن بقايا القبر لم تكن غنية، إلا أن الباحثين تمكنوا من استعادة أجزاء من جمجمتها وأسنانها وعظام ساقيها. وإلى جانب بقايا الهيكل العظمي للمرأة، عثر العلماء على ستة مقذوفات حجرية و 24 قطعة أثرية حجرية أخرى. ومن بين هذه القطع الأثرية، كانت 20 منها شديد التركيز وتم تكديسها في كومة فوق عظم فخذ المرأة، ما يشير إلى أن المواد دُفنت عمداً مع المرأة كمتاع جنائزي.

واكتشف أيضًا ذكر يتراوح عمره بين 25 و30 عامًا بجانب المرأة، ما يشير إلى أنهما ينتميان إلى أقدم مدافن الصيادين المعروفة في المنطقة.

وأظهر التأريخ بالكربون المشع أن هؤلاء الأشخاص دفنوا في موقع ويلامايا باتجكسا منذ حوالي 9000 عام، خلال عصر الهولوسين المبكر.

 وأكد تحليل الأسنان والتحليل الذي تم إجراؤه على بنية العظام الأعمار في وقت الوفاة وجنس الأفراد، كما أظهرت تحاليل أخرى أيضًا أنهم كانوا أكلة للحوم، ما يشير إلى أنهم عاشوا كصيادين.

وكانت تستخدم المقذوفات الحجرية التي تم العثور عليها على الأرجح في إسقاط الحيوانات الكبيرة، كما تم استخدام السكاكين الحجرية والأدوات الأخرى لإزالة الأعضاء الداخلية وتقطيع الحيوانات التي كان يتم اصطيادها.

وأجرى مؤلفو الورقة العلمية، بقيادة عالم الأنثروبولوجيا راندال هاس، وهو أيضًا المؤلف الرئيسي للدراسة، مراجعة لاحقة للأدبيات المتوفرة في علم الآثار للبحث عن نماذج مماثلة، واكتشفوا العديد من الأمثلة الأخرى التي دُفنت فيها النساء بجانب معدات الصيد، التي ربما كانت تستخدم في صيد الطرائد الكبيرة.

ووضعت هذه النتائج الفكرة المسبقة حول دور الجنس في الصيد والتجمع في عصور ما قبل التاريخ موضع شك، ما يوضح أيضًا أن الصيد في تلك العصور كان أكثر من ظاهرة محايدة جنسيا. ويمكن اعتبار هذا الافتراض كحالة كلاسيكية للتمييز على أساس الجنس في العلم، وفقًا للمؤلفين. 

وعلّق هاس في تصريح صحفي لساينس أدفانسز (Science Advances) قائلاً: “لقد جعلتني النتائج التي توصلنا إليها أعيد التفكير في الهيكل التنظيمي الأساسي لمجموعات الصيادين وجمع الثمار القديمة والمجموعات البشرية بشكل عام.. وما بين الصيادين التاريخيين والمعاصرين، فغالبًا ما يكون الذكور هم الصيادون والإناث هن جامعات الثمار؛ لهذا السبب – وربما بسبب الافتراضات الجنسية حول تقسيم العمل في المجتمع الغربي- فإن الاكتشافات الأثرية لاستخدام الإناث لأدوات الصيد لم تتناسب مع وجهات النظر العالمية السائدة. لقد تطلب الأمر حجة قوية لمساعدتنا على إدراك أن النمط الأثري يشير إلى سلوك صيد حقيقي للإناث”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة