مدار: 20 شتنبر/ أيلول 2022
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس الماضي، من أن العالم يواجه “حالة طوارئ عالمية لم يسبق لها مثيل”، إذ أكد أن ما يزيد عن 345 مليون شخص في طريقهم نحو المجاعة، في وقت أورد أن حوالي 70 مليون شخص دُفعوا نحو المجاعة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وفي الإطار نفسه أخبر ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن 345 مليون شخص يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي في 82 دولة يعمل بها البرنامج، وهو ما يعادل ضعف الأشخاص الذين كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد قبل جائحة كوفيد-19، وبالضبط قبل 2020.
وأضاف ديفيد بيسلي أنه من المزعج للغاية أن 50 مليونا من هؤلاء الأشخاص، الذين يتواجدون في 45 دولة، يعانون من سوء تغذية حاد للغاية و”يطرقون باب المجاعة”.
ولم يفت المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التأكيد على أن “هذا الوضع إن كان يمثل في ما سبق موجة جوع فهو الآن بمثابة تسونامي من الجوع”، مشيرا بأصابع الاتهام إلى الصراع المتصاعد، والآثار الاقتصادية للوباء، وتغير المناخ، وارتفاع أسعار الوقود والحرب في أوكرانيا.
كما قال بيسلي إنه منذ اندلاع الحرب الحالية في أوكرانيا في 24 فبراير، دفع ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود والأسمدة 70 مليون شخص إلى الاقتراب من المجاعة.
“ورغم الاتفاق في يوليوز/ تموز، الذي يسمح بشحن الحبوب الأوكرانية من ثلاثة موانئ على البحر الأسود، والجهود المستمرة لإعادة الأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، هناك خطر حقيقي ومقلق من حدوث مجاعات متعددة هذا العام”، يورد بيسلي، منبها في الآن نفسه إلى أنه “عام 2023، يمكن أن تتطور أزمة أسعار الغذاء الحالية إلى أزمة في توافر الغذاء إذا لم نتحرك”.
وكان مجلس الأمن، وفقا لتقارير سابقة، أكد ضرورة التركيز على انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع وخطر المجاعة في إثيوبيا وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان واليمن، لكن بيسلي ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، حذرا أيضا من أزمة الغذاء في الصومال، التي زاراها مؤخرا. كما وضع غريفيث أفغانستان على رأس القائمة.
وقال غريفيث: “المجاعة ستحدث في الصومال، وتأكدوا من أنها لن تكون المكان الوحيد”، مستشهدا بالتقييمات الأخيرة التي حددت “مئات الآلاف من الأشخاص الذين يواجهون مستويات كارثية من الجوع، ما يعني أنهم في أسوأ مستويات المجاعة”.
وذكّر بيسلي بتحذيره للمجلس في أبريل 2020، موردا في المقابل: “نحن على حافة الهاوية مرة أخرى، بل أسوأ، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا. إن الجياع في العالم يعتمدون علينا، ويجب ألا نخذلهم”.
وقال غريفيث إن اتساع رقعة انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد يأتي نتيجة للتأثير المباشر وغير المباشر للنزاع والعنف الذي يقتل ويصيب المدنيين ويجبر العائلات على الفرار من الأراضي التي يعتمدون عليها للحصول على الدخل والغذاء، ما يؤدي إلى تدهور الاقتصاد وارتفاع أسعار الطعام الذي لا يمكنهم تحمله؛ كما أضاف أنه بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب في اليمن “يعاني حوالي 19 مليون شخص (ستة من كل 10) من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويرزح 538000 طفل في ظل سوء التغذية الحاد”.
وأردف بيسلي بأن حرب أوكرانيا تزيد من التضخم في اليمن الذي يعتمد على 90% من واردات الغذاء، مضيفا: “يأمل برنامج الغذاء العالمي تقديم المساعدة لنحو 18 مليون شخص، لكن تكاليفها ارتفعت بحوالي 30% هذا العام لتصل إلى 2.6 مليار دولار. ونتيجة لذلك، اضطر البرنامج إلى تقليص حصصه الغذائية، لذا فإن اليمنيين يحصلون هذا الشهر على ثلثي حصصهم الغذائية السابقة فقط”.
وتابع المتحدث ذاته بأن جنوب السودان “يواجه أعلى معدل للجوع الحاد منذ استقلاله في 2011، كما أن 7.7 ملايين شخص، أي أكثر من 60% من السكان، يواجهون مستويات حرجة أو أسوأ من انعدام الأمن الغذائي”، محذر من أنه بدون حل سياسي لتصعيد العنف والإنفاق الكبير على برامج المساعدات سيموت الكثير من الناس في جنوب السودان.
في وقت أكد جريفيث أن أكثر من 13 مليون شخص في مناطق تيغراي وعفر وأمهرة شمال إثيوبيا يحتاجون إلى طعام ينقذ حياتهم، وأشار إلى أن مسحا أجري في تيغراي في يونيو/ أيار وجد أن 89% من الناس يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من نصفهم يعانون بشدة، قال بيسلي إن الهدنة التي حدثت في مارس / آذار مكنت برنامج الأغذية العالمي وشركاءه من الوصول إلى ما يقرب من 5 ملايين شخص في منطقة تيغراي، لكن استئناف القتال في الأسابيع الأخيرة يهدد بدفع العديد من العائلات الجائعة والمنهكة إلى حافة الهاوية.
وأورد جريفيث أنه في شمال شرق نيجيريا تتوقع الأمم المتحدة أن يواجه 4.1 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، بمن فيهم 588 ألف شخص واجهوا مستويات طارئة بين يونيو/ حزيران وغشت/ آب، مضيفا أن ما يقرب من نصف هؤلاء لا يمكن الوصول إليهم بسبب انعدام الأمن، فيما تخشى الأمم المتحدة أن بعض الناس قد يكونون بالفعل وصلوا إلى مستويات الكارثة ويتهددهم الموت.
وحث منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مجلس الأمن على بذل جهد كبير في محاولة إنهاء هذه الصراعات، وزيادة تمويل العمليات الإنسانية، قائلا إن مساعدات الأمم المتحدة في تلك البلدان الأربعة أقل بكثير من نصف التمويل المطلوب.