مدار: 07 نيسان/ أبريل 2024
غادر الأسير والقائد الوطني والمثقف الفلسطيني الكبير وليد دقة دنيا الناس شهيدا، اليوم 07 نيسان/ أبريل، عن عمر ناهز 62 عاما، جراء سياسة الإهمال الطبي في سجون الكيان الصهيوني، بعد معاناة طويلة مع المرض.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصفت “أبو ميلاد” بـ “القائد والملهم، وأحد جنرالات الصمود، والقادة الوطنيين والجبهاويين الأفذاذ والأدباء الذين نقشوا اسمهم بحروف من ذهب، لما قدمه من تجربة نضالية غنية وملهمة لأجيالٍ عديدة من الأسرى في سجون الاحتلال”.
وحسب بيان لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، فقد استشهد وليد دقة في مستشفى “آساف هروفيه”، على إثر سياسة الإهمال الطبي و”القتل البطيء التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى”.
تُقدّم سيرة مقتضبة، نشرتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حول حياة هذا الأديب الثوري، لمحة من مسيرته النضالية الحافلة بالعطاء في سبيل القضية الفلسطينية.
ولد في 18 يوليو/ تموز عام 1961، في بلدة باقة الغربية قضاء حيفا، حيث نشأ وترعرع في أسرة تتكون من ثلاث شقيقات وستة أشقاء.
حصل على شهادة على الثانوية العامة عام 1979 من مدرسة (يمة) الثانوية الزراعية، والتحق بالجامعة وواصل دراسته العلمية والأكاديمية. و”خلال دراسته تًفتّحت مشاربه وإدراكه لقضايا شعبه، وانتماءه العميق لهويته الوطنية الفلسطينية”.
نال سنة 2010 درجة البكالوريوس في دراسة الديمقراطية المتعددة التخصصات، وعام 2016 حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية، “مسار الدراسات الإسرائيلية” من جامعة القدس، ولم يتمكن من إكمال تحضيره لدرجة الدكتوراة في الفلسفة، يوضح المصدر ذاته.
التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983، وتلقى في 1984 تدريبات عسكرية في قواعد عسكرية تابعة لها في سوريا، ومن ثم “ساهم في تشكيل جهاز عسكري سري للجبهة في الداخل المحتل، كان مهمته جمع المعلومات عن قادة ومسؤولين صهاينة شاركوا في ارتكاب مجازر في اجتياح لبنان”.
نفّذ وليد دقة ضمن خلية عسكرية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سلسلة عمليات من بينها اختطاف وقتل الجندي الصهيوني “موشي تمام” ، وعلى إثرها اعتقل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
أنهى في مارس/ آذار 2023 حكمه إلا أن عامين إضافيين زيدت على الحكم لاتهامه بتهريب هواتف محمولة داخل السجون.
هذا وقد كان ضمن 23 أسيراً رفض الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل، كما تراجع الاحتلال عن وضعه في قائمة المفرج عنهم من الأسرى القدامى عامي 2013-2014.
لـ “أبو ميلاد” انتاجات فكرية وأدبية وصلت إلى العالمية، ومن أشهرها كتاب “صهر الوعي” و”الزمن الموازي”، ورواية “حكاية سر الزيت” التي نالت شهرة عالمية وجوائز عديدة، ويستكملها برواية “حكاية سر السيف” جزءاً ثانياً، وكان متوقعا نشر الجزء الثالث “حكاية سر الطيف”، وله إنتاجات فكرية وأدبية وفنية غزيرة، أغنت إساهمات الحركة الفلسطينية الأسيرة.
لمع اسم وليد دقة حين نجح في تهريب نطفة إلى خارج السجن، وأصبح أباً في سن الـ 57 عاماً، وأنجب ابنته الوحيدة: “ميلاد”.
كتب لها في عيد ميلادها سنة 2021: “من يأخذ بقية عمري ويمنحني لحظة عناق لتطوقيني بذراعين الصغيراتين، من ملودتي من.. من مسحت بكفيها الصغيرتين على قلبي فانتظم النبض وصح البدن وتلاشت عقود من الألم.. من يا مهجة قلبي ستأتي لتغفو على صدر والدها ليداعب شعرها الناعم.. إلى حبيبتي ميلاد كل عام وأنت بألف خير وعيد ميلاد سعيد”.
أ3علن 18 كانون الأول/ ديسمبر 2022 عن إصابته بمرض السرطان، وتدهور وضعه الصحي ثم نقل إلى المستشفى، وفي حزيران/ يونيو 2023 رُفض طلب الإفراج عنه، كما رفضت المحكمة المركزية الالتماس الذي قدمه ضد قرار اللجنة.