برازيل دي فاتو/ مدار: 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025
يواجه الإعلام في الجنوب العالمي تحديات غير مسبوقة، ولكنه يفتح أيضًا فرصًا فريدة. كانت هذه هي الفكرة المحورية التي طرحها براسانث رادهاكريشنان، الصحفي والباحث الإعلامي من الهند، خلال حلقة نقاش بعنوان “النظام العالمي الجديد للمعلومات والاتصالات في القرن الحادي والعشرين وسبل السلام العالمي”، التي عُقدت ضمن فعاليات المنتدى الأكاديمي الثالث للجنوب العالمي، يومي 13 و14 تشرين الثاني/ نوفمبر، في شنغهاي.
جمع المنتدى أكثر من 250 باحثًا وصحفيًا وممثلًا عن حركات من 31 دولة من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بهدف تعزيز التعاون بين الدول و”تشجيع إنتاج محتوى يعزز السلام والتنمية المستدامة”.
ويرى براسانث أنه من الضروري أن ينتج الإعلاميون في الجنوب العالمي محتوى متنوعًا، وأن يحتلوا مساحات جديدة للتوزيع، بما يضمن سماع أصواتهم في مواجهة هيمنة السرديات الغربية.
وأوضح الباحث: “التحدي الرئيسي هو فهم كيف يدرك الشباب العالم ويفسرونه. إنهم يستخدمون منصات لم تكن موجودة في الماضي، وهي تخضع إلى حد كبير لهيمنة القوى الإمبريالية. على سبيل المثال، الأفلام الوثائقية التي تنتجها شركات مثل نتفليكس أو أمازون برايم تُقدَّم على أنها ‘مستوحاة من أحداث حقيقية’، لكنها تتبع عادةً إطارًا أيديولوجيًا واضحًا: يتم تصوير الولايات المتحدة وحلفائها كأبطال، بينما تظهر دول أخرى، خاصة من أمريكا اللاتينية، بصورة مشوهة، محكومة من قبل دكتاتوريين أو مرتبطة بتهريب المخدرات”.
وشدد الصحفي، وهو أيضًا ناشط في مؤسسة البرمجيات الحرة في تاميل نادو، على أهمية تعزيز شبكات التعاون بين وسائل الإعلام والجامعات والحركات الشعبية. وقال: “حرب الإعلام اليوم تدور على جبهات متعددة. نحن لا نتحدث فقط عن الصحفيين أو الإعلام التقليدي، بل أيضًا عن البرامج التلفزيونية والشبكات الاجتماعية والمنتجات الثقافية”.
وحلل براسانث أيضًا تأثير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة على الإعلام، خاصة بين الشباب، مؤكدًا على ضرورة إنتاج المزيد من المحتوى واستكشاف أشكال جديدة للتوزيع لضمان حضور الجنوب العالمي في “كل المساحات الممكنة”.
واختتم قائلًا: “من الأهمية بمكان أن نواصل الكتابة وإنتاج مقاطع الفيديو وشغل كل المساحات الممكنة. هذا الجهد يضمن أن تكون سردية الجنوب العالمي حاضرة على جميع الجبهات، مما يوازن الإعلام العالمي ويقدم وجهات نظر بديلة. إنه أحد أكبر التحديات التي نواجهها، لكنه ضروري لتوسيع آفاقنا”.

