مدار + بيبلز ديسباتش: 08 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
أصدرت محكمة يونانية، أمس الأربعاء 07 تشرين الأول/ أكتوبر، حكما قضائيا تاريخيا يدن أعضاء حزب “الفجر الذهبي” (نازيين جدد) بقتل الموسيقي اليوناني بافلوس فيساس؛ كما أعلنت الحزب منظمة إجرامية.
وقتل الموسيقي الشهير عام 2013، بينما أطلق البت في القضية منذ عام 2015. كما تنظر المحكمة في قضايا تتعلق بمحاولة قتل صيادين مهاجرين والاعتداء على نشطاء يساريين.
وأدين جيورجوس روباكياس، أحد أنصار حزب “الفجر الذهبي”، بقتل بافلوس فيساس، إلى جانب 15 آخرين أدانتهم المحكمة بالتآمر في القضية. أما زعيم الحزب، نيكوس ميتشالولياكوس، وزملاؤه، بمن فيهم النواب السابقون إلياس كاسيدياريس، إيوانيس لاغوس، كريستوس باباس، جيورجوس جيرمينيس، وغيرهم، فأدينوا بتهمة رئاسة مجموعة إجرامية.
كما أدانت المحكمة خمسة من أعضاء حزب الفجر الجديد بمحاولة قتل صيادين مهاجرين، وأربعة آخرين بمحاولة اغتيال نشطاء شيوعيين. وبلغ عدد الذين أدينوا في القضية 68 شخصا في المجموع. ويواجه قادة الحزب عقوبة تبلغ أكثر 10 سنوات سجنا.. وسيتم الإعلان عن الأحكام في الأيام القليلة المقبلة بعد استنفاد إجراءات قانونية.
ونظمت أقسام واسعة من الحركة التقدمية، تزامنا مع المحاكمة، تظاهرات حاشدة بمختلف أنحاء البلاد، وانضم الآلاف إلى مسيرة ضخمة بالعاصمة أثينا، للمطالبة بـ”سجن الفاشيين من حزب الفجر الجديد”. ومباشرة بعد صدور الأحكام، نظمت احتفالات واسعة وتم تكريم ذكرى الموسيقي فيساس وضحايا عنف “الفجر الجديد”.
وقُتل بافلوس فيساس، البالغ من العمر 34 عامًا، على يد جيورجوس روباكياس، في 18 سبتمبر 2013 في كيراتسيني. وأصبح الآن مثبتا أن قيادة “الفجر الذهبي”، بمن في ذلك نوابها وكوادرها السابقون، متواطئة في مقتل الضحية، كما اتُهموا بإدارة منظمة إجرامية فاشية، ارتكب أعضاؤها سلسلة من الجرائم تتراوح بين الحيازة غير المشروعة للأسلحة والحنث بالقسم، وتنظيم هجمات عنيفة ضد اللاجئين والعمال والمعارضين السياسيين.
وبالإضافة إلى جريمة قتل فيساس، كان من المقرر إصدار حكم في قضية محاولة قتل الصياد المصري أبو زيد مبارك وثلاثة آخرين في 12 يونيو 2012، ومحاولة قتل أعضاء الحزب الشيوعي اليوناني (KKE) ونقابته العمالية (جبهة كل العمال المناضلين PAME) يوم 12 سبتمبر 2013.
وبعد صدور الحكم، قال ديمتريس كوتسومباس، الأمين العام للحزب الشيوعي اليوناني(KKE) : “المحكمة، مسترشدة بالحقيقة، كما ظهر من العديد من الأدلة، أدانت اليوم القتلة … يجب أن يكون هذا الحكم مصحوبًا بالعقوبة النموذجية للمذنب، وهي فرض عقوبات قصوى، وبالطبع نقلهم إلى السجن. وقد كشفت المحاكمة، بالطبع مخالب النازيين واتصالاتهم، ما يجعلهم أكثر خطورة.. لا يسمح بالرضا عن النفس.. الأمر الرئيسي هو أن يواجه الناس الشر من جذوره، من خلال الإطاحة بالنظام الذي يحتضن بيضة الأفعى هاته: النازية، الفاشية”.
وكانت ماجدة فيسا، والدة بافلوس فيساس، حاضرة أيضًا في محكمة الاستئناف في أثينا للاستماع إلى الحكم.
وتأسست المجموعة السياسية النازية الجديدة والفاشية “الفجر الذهبي” سنة 1985، وحققت بعض النجاح الانتخابي خلال أزمة الديون اليونانية (2009-2018)، غير أنها في الانتخابات التشريعية اليونانية لعام 2019 خسرت جميع مقاعدها في البرلمان، التي كانت تبلغ 18 مقعدًا.