العالم يقف مع فلسطين

مشاركة المقال

بيبلز ديسباتش+مدار: 16 مايو/أيار 2021

وسط قصف غزة المحاصرة والقمع الوحشي للمصلين في المسجد الأقصى، نُظمت العديد من المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي والمتضامنة مع نضال الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم.

وأظهر نظام الفصل العنصري الإسرائيلي أمام العالم أجمع، مرة أخرى، التزامه بالهمجية عبر هجومه الدؤوب على جميع أشكال المقاومة الفلسطينية. لقد حصد وابل القصف على غزة أرواح أزيد من 176 شهيدا، بالإضافة إلى مئات الجرحى؛ إلى جانب 11 شهيداً وأكثر من 1330 جريحا في الضفة الغربية. وما هذا إلا جزء من عدوان أكبر يشنه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وحقوقه منذ أسابيع، بدأ بوضع الحواجز عند باب العامود، ومحاولة طرد العائلات الفلسطينية التي ظلت تقطن في حي الشيخ جراح جيلا بعد جيل.

ووسط الاحتجاجات للدفاع عن حي الشيخ جراح ضد سياسات التطهير العرقي والإبادة الجماعية الصهيونية، اقتحمت القوات الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين واعتقلتهم، ما أدى إلى إصابة أكثر من 300 شخص.

وشهد القصف اللاحق لقطاع غزة الذي بدأ يوم الإثنين استهداف أبراج سكنية تضم مئات الفلسطينيين، وبنية تحتية مدنية أخرى. وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتكثيف الهجمات.

وفي الوقت ذاته، احتشد الفلسطينيون الذين يعيشون في فلسطين التاريخية لرفض الإجراءات الإسرائيلية، وقد قُوبلوا أيضاً بعنفٍ عنصري. كما قامت مجموعات المستوطنين بشن اعتداءات همجية أرهبت من خلالها السكان الفلسطينيين في كل يافا وحيفا واللد، بالإضافة إلى الاعتداءات الوحشية التي حدثت في مستعمرة “بات يام”.

وأثار القصف على غزة والتوغل العنيف في الأقصى والتهديد بتشريد المزيد من العائلات في القدس استجابة قوية من المجموعات والمنظمات في جميع أنحاء العالم، التي لطالما اعتبرت أن التضامن مع القضية الفلسطينية قلب النضال ضد الإمبريالية والاستعمار.

ونظمت العديد من المنظمات من إيرلندا إلى العراق مظاهرات وأصدرت ابيانات لدعم الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي. وجاءت الكثير من هذه المظاهرات يوم السبت، وهو يوم إحياء ذكرى النكبة، اليوم الذي يسم التأسيس العنيف لدولة إسرائيل.

المنطقة العربية والمغاربية

لقد شهدت المنطقة العربية والمغاربية خلال السنوات الأربع الماضية تحولاً خطيراً تجاه القضية الفلسطينية، إذ أعلنت العديد من الدول الرئيسية صفقات تطبيع مع إسرائيل: المغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، مقابل “مكاسب” دبلوماسية وسياسية واقتصادية. وتمت هذه الصفقات عبر ضغط أمريكي هائل، نتيجة الإدراك بأن دعم دول الجوار للقضية الفلسطينية وعزل “إسرائيل” كان عقبة رئيسية أمام ترسيخ الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية. لكن هذه الصفقات لقيت رفضاً واسعاً من شعوب هذه الدول التي تواصل مناصرة النضال الفلسطيني باعتباره نضالها.

ونظمت الحركات والتنظيمات الشعبية في المنطقة في الأيام الأخيرة سلسلة من التحركات المؤثرة لدعم الشعب الفلسطيني وإدانة الأعمال الإجرامية للدولة الصهيونية.

وصدر يوم الثلاثاء 11 ماي/ أيار بيان مهم من قبل مجموعة من الأحزاب والمنظمات اليسارية في المنطقة من ضمنها: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حزب الشعب الفلسطيني، الحزب الشيوعي اللبناني، حركة التقدمية الكويتية، الحزب الاشتراكي المصري، الحزب الشيوعي المصري، حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي- مصر، حزب الإرادة الشعبية- سوريا، الحزب الشيوعي السوري الموحد، حزب النهج الديمقراطي – المغرب، اللقاء اليساري العربي، الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الشيوعي الأردني، حزب الوحدة الشعبية الأردني، حزب الشعب الديمقراطي الأردني، الحزب الديمقراطي الوطني الموحد – تونس، والحزب الشيوعي السوداني؛ عبرت فيه عن دعمها للشعب الفلسطيني وأدانت صفة القرن الأمريكية الصهيونية التي حاولت الدفع إلى احتلال كامل تراب القدس، بدعم من عدد من الأنظمة العربية، كما طالبت القوى الشعبية العربية بمضاعفة دعمها للمقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني ورفض السياسات الصهيونية المتمثلة في “التطهير العرقي وهدم المنازل وسرقة الأراضي وانتهاك المقدسات”، ومواجهة التحولات الأخيرة الخاصة بالتطبيع وتواطؤ الأنظمة العربية الرجعية وتدخلها في الشؤون الفلسطينية لصالح الاحتلال، ضمن دعوات أخرى.

وصاحب البيانات نزول المنظمات إلى الشوارع من أجل إظهار دعمها للشعب الفلسطيني. في المغرب، في تحد للنظام، نُظمت تظاهرات في الدار البيضاء والرباط وطنجة وواجهت قمعاً عنيفاً.

نظمت القوى التقدمية في المغرب احتجاجات في المدن الكبرى في البلاد. الصورة تظهر المئات يشاركون في احتجاج في طنجة.

في تونس، أصدر حزب العمال إلى جانب القوى التقدمية الأخرى في البلاد بياناً دعماً للقضية الفلسطينية ونظم مسيرة في العاصمة.

شارك حزب العمال- تونس في مسيرة تضامنية مع فلسطين.

في الكويت، نزلت القوى التقدمية إلى الشوارع أيضاً.

وقفة في الكويت.

في السودان، نظم أعضاء الحزب الشيوعي السوداني مسيرة تضامنية.

وقفة تضامنية مع فلسطين في السودان

أمريكا اللاتينية وبحر الكاريبي

سارعت الحركات والمنظمات الشعبية وكذلك الحكومات الثورية في المنطقة إلى الإعراب عن دعمها للشعب الفلسطيني في ظل تزايد العدوان والاعتداءات.

وأصدرت حركة فلاحين بدون أرض في البرازيل بياناً في 11 ماي/أيار أشارت فيه إلى أن “هذه ليست حرباً، إذ يوجد جيش واحد فقط، جيش إسرائيل! إنها مجزرة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 70 عاما!”، ودعت إلى إنهاء “سياسة الإبادة الإسرائيلية” وطالبت بمحاكمة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية؛ كما عبرت عن تضامنها مع “نضال الشعب الفلسطيني من أجل فلسطين حرة، وعاصمتها القدس!”.

بارانا- البرازيل: مظاهرة تضامنية مع فلسطين.

وكتب وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز أن “كوبا تدين بشدة القصف العشوائي لإسرائيل ضد السكان الفلسطينيين في غزة وتدين الدعم الدائم للولايات المتحدة في هذه الجرائم”.

وأصدرت وزارة خارجية جمهورية فنزويلا البوليفارية بيانا قويا أدانت فيه “أعمال العنف الجديدة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني”. وأعلن البيان أن “فنزويلا تعيد تأكيد موقفها التاريخي والمبدئي في الدفاع عن سيادة واستقلال وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، مع الإعراب عن دعمها لحكومة السلطة الوطنية الفلسطينية، وتضامنها مع الضحايا وأحبائهم  في أعقاب الهجمات الوحشية التي نفذتها قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، والتي أودت بحياة مدنيين أبرياء، بمن فيهم العديد من القصر”؛ كما دعت العالم إلى “المطالبة بإنهاء هذه المرحلة الجديدة من العنف الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني”.

وخلافاً للتصريحات، تاريخياً قدمت كل من كوبا الاشتراكية وفنزويلا دعماً ملموساً للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مثل فتح أبوابهما لمئات الطلاب الفلسطينيين حتى يتمكنوا من مهنة الطب ويعودوا إلى المنطقة للمساعدة في خدمة الشعب.

إفريقيا

لطالما كانت الشعوب في جميع أنحاء القارة الإفريقية أيضاً حليفا تاريخيا للقضية الفلسطينية، وقد شهدنا الكثيرين من أفرادها وهم في الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وأصدرت حركة سكان الأكواخ بجنوب إفريقيا، حركة سكان مجوندولو، بياناً أعلنت فيه: “دماء الفلسطينيين دماؤنا”، وسلطت الضوء على أوجه التشابه في تجارب الاضطهاد والعنف من قبل المحتلين الاستعماريين قائلة: “كما يعلم الجميع فإن التجربة المشتركة للاستيلاء والقمع الاستعماريين – والفصل العنصري – تعني أن معظم سكان جنوب إفريقيا لديهم فهم عميق واهتمام بمعاناة ونضال الشعب الفلسطيني … بسبب ماضينا وحاضرنا، لدينا شعور عميق بالتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي مازال يعاني من احتلال استعماري وحشي للغاية.. آلامهم هي آلامنا. نحن نعلم ما يعنيه العيش دون أن تعرف ما إذا كان منزلك ومنزل أطفالك سيتم تدميره..نحن نعلم ما يعنيه العيش بدون حماية القانون، وفي ظل دولة تعتبرك خارج القانون.. نحن نعلم ما يعنيه وجود أشخاص أبرياء في السجن، أشخاص كانت جريمتهم الوحيدة هي الدفاع عن العدالة”.

جنوب افريقيا: احتجاجات أمام مقر مركز التجارة الإسرائيلي ضد الابادة والتقتيل والتهجير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

كما أعربت منظمات مثل حزب العمال الثوري الاشتراكي والحزب الشيوعي الكيني وغيرهما عن تضامنها. وفي جوهانسبرغ، نظمت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS مظاهرة خارج مركز التجارة الإسرائيلي في جنوب إفريقيا تضامناً مع الشعب الفلسطيني.

الولايات المتحدة الأمريكية

بينما يواصل السياسيون في الولايات المتحدة دعم إسرائيل على الرغم من أعمال الإبادة الجماعية التي تقوم بها ضد الفلسطينيين، فإن المسألة تختلف بالتأكيد عندما نتحدث عن الشعب. في 11 و 1 ماي/أيار، تم تنظيم احتجاجات حاشدة في مدن عبر الولايات المتحدة مثل نيويورك وواشنطن العاصمة ولوس أنجلوس وشيكاغو وغيرها.

نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكية: مظاهرة حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

كما تم إصدار بيانات لمطالبة حكومة الولايات المتحدة بتغيير جذري في سياستها المتمثلة في تقديم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لإسرائيل، بالإضافة إلى دعم سياسي لا جدال فيه. ووُجِّهت انتقادات حادة إلى المؤسسات الإخبارية الرئيسية في الولايات المتحدة التي تواصل تفضيل إسرائيل وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.

أوروبا

كما أدانت عدد من الأحزاب اليسارية والحركات التقدمية في جميع أنحاء أوروبا الهجمات الإسرائيلية على غزة والشعب الفلسطيني، مثل حزب اليسار الأوروبي، وحزب الشين فين الأيرلندي، وغيرهما.

برلين- ألمانيا: جانب من التظاهرة التي خرجت تضامناً مع الشعب الفلسطيني.

ايطاليا: مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعدة مدن.

 

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة

أمريكا

كيف عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

مدار: 07 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أعطى الناخبون الأمريكيون أصواتهم لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته اليمينية المعادية للمهاجرين والعرب والمسلمين. بهذا، يضمن