“الشيوعي اللبناني” ينادي بإسقاط المنظومة السياسية الحاكمة والطائفية في ذكرى “جمول”

مشاركة المقال

مدار: 18 أيلول/سبتمبر 2021

كاترين ضاهر

أكّد الحزب الشيوعي اللبناني أن “إسقاط المنظومة السياسية الحاكمة وإقصاءها أصبح أكثر من ضرورة”، مشدّداً على أن “بناء دولة مدنية علمانية ديمقراطية مقاومة هو الحل لإنقاذ لبنان”؛ وذلك خلال حفل سياسي أقامته هيئة بيروت الكبرى في الحزب بمناسبة الذكرى الـ 39 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، مساء أول أمس أمام صيدلية بسترس الصنائع في بيروت (مكان العملية الأولى لجمول)، بحضور الأمين العام للحزب حنا غريب، وأعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية، و”عوائل الشهداء”، وعدد من الأسرى المحررين، وممثلين عن القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية…

 وألقى ميشال قصابلي كلمة عن “عائلات الشهداء” جاء فيها أن “بيان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الأول المعمد بدماء شهدائنا قاسم الحجيري، جورج قصابلي ومحمد مغنية، كان الشرارة التي أشعلت لهب التحرير في وجه المحتل، فأحرقته في الوردية وبسترس والويمبي وفي محطة أيوب وكورنيش المزرعة… إلى أن خرج من بيروت مستغيثاً ومستجدياً، ومن ثم أحرقه لهب المقاومة في الجبل ولاحقاً في الجنوب، إلى أن كان التحرير عام ألفين”.

وتابع قصابلي: “هذا التحرير الذي ارتوت به أرض الوطن بدماء شهداء المقاومين وعذابات الأسرى وتضحيات المقاومين لم يكتمل مع الأسف، فالأرض بقيت محتلة، إنما احتلال من نوع آخر.. احتلال اليوم أقسى وأصعب على الوطن من احتلال الأرض، إنه احتلال الطغمة المالية المصرفية والاحتكارية”.

وأردف المتحدث ذاته: “أذلّوا الناس في حياتهم اليومية وسرقوا أموالهم وصادروا رزقهم، وما بقي على الشعب إلّا الانتفاض، وكانت انتفاضة 17 تشرين الشرارة الثانية للتحرير الثاني فقمعوها وأمعنوا في خنق وإذلال الناس حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من هوان…”.

بدوره، ألقى محمد المقداد كلمة عن هيئة بيروت الكبرى في الحزب الشيوعي اللبناني، مما جاء فيها: “نلح على ذكرى انطلاقة ‘جمول’ في كل عام لأنها الأجمل والقرار التاريخي الثوري الأصح، ولأنها درة الكفاح الوطني اللبناني والصفحة الأكثر إشراقاً في تاريخ لبنان الحديث”، وزاد: “يمر لبنان اليوم من ظروف هي الأخطر والأقسى والأدق في تاريخه، فالمشهد السياسي والانهيار الاقتصادي المالي يؤكدان مدى تعقد الأزمة وعمقها عامودياً، واتساعها أفقياً وعلى كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والمالية والصحية والاجتماعية، والمتجهة نحو المزيد من التفاقم؛ خاصة مع احتمال وقف دعم السلع الاستهلاكية الأساسية في الأيام القادمة”.

وتطرق المقداد إلى تشكيل الحكومة وما رافقه من صراع على السلطة “حكمته وتحكمه المحاصصة الطائفية والفئوية بين أطراف المنظومة السياسية”، مشدّداً على إن الوضع الحكومي كما النظام السياسي الطائفي بشكل عام “مأزوم وميؤوس منه”.

وتابع المتحدث ذاته: “ولدت حكومة من صلب ورحم أحزاب المنظومة السياسية نفسها التي قادت البلد إلى الانهيار الشامل على كافة الأصعدة… وصرحت جهاراً بأنها تأخذ الشعب اللبناني إلى جهنم عبر المجاعة والفقر والعوز وانهيار البنى التحتية وانسداد فرص العمل، ويقف شبابه وشاباته على أبواب السفارات طلباً للهجرة من الجحيم الذي رميتم فيه أبناء الوطن”.

وختاماً، أكّد المقداد أن “إسقاط هذه المنظومة وإقصاءها أصبح أكثر من ضرورة، والمطلوب حكومة وطنية على قدر المرحلة وحجم الأزمة من خارج أركان النظام الطائفي والقوى الطبقية المسيطرة من الرأسماليين والطغمة المالية المستندة إلى الشكل السياسي الطائفي، لبسط وتأبيد سلطتها”.

ضاهر: “جمول” دمجت الدم اللبناني والفلسطيني

القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فؤاد ضاهر أكد، في تصريح لـ “مدار”، على ضرورة “جمول”، واعتبر أن “نداء استغاثة العدو: ‘يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار فنحن سننسحب’ من إنجازات الحركة الوطنية اللبنانية جمول”.

وأضاف ضاهر: “انطلقت ‘جمول’ لتقول لهذا الاحتلال الغاصب إنه ليس لك وجود في بيروت، فهي عاصمة المقاومة وعاصمة المقاومين التي لقنت العدو دروس الهزيمة والإذلال، بفعل ضربات عمليات أبطالها”، وتابع: “تميزت ‘جمول’ بأنها نجحت في توحيد القوى الوطنية على مقاومة هذا العدو، وقدمت خيرة شبابها لدحر الاحتلال؛ ومنذ 39 عاماً بدأت الانتصارات مع انطلاقتها في تحرير بيروت، وكانت من هنا، من منطقة بسترس وبيروت بداية التحرير. هذه هي إنجازات ‘جمول’ المشرفة لكل وطني وعربي”.

وتطرق المتحدث ذاته لـ”العمليات البطولية التي نفذتها هذه الحركة الوطنية، واستمرت إلى أن دحر الاحتلال وصولاً إلى ما سمي الشريط الحدودي المحتل”، وأكد أن “بطولات ‘جمول’ مستمرة واستكملت حتى هذه اللحظة، فالمقاومة الوطنية لم تتخل عن القتال ولن تتخلى عن مقاومة هذا الاحتلال، لأنها انطلقت من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة، ودفاعاً عن فلسطين وحق العودة، وأيضاً انطلقت من أجل تحقيق التغيير وتحرر الإنسان”.

وختاماً وجّه ضاهر التحية إلى “مؤسسي هذه الحركة الوطنية”، وإلى “أرواح الشهداء الأبطال، وكل من سطر بدمه نصر المقاومة وقارع الاحتلال”، وزاد: “نعاهد شهداءنا أن نبقى أوفياء لنهجهم وأن نستمر عليه؛ نهج المقاومة الوطنية اللبنانية التي دمجت الدم اللبناني والفلسطيني لمقاومة ومقارعة الاحتلال”.

مروة: لإطلاق جبهة مقاومة وطنية مدنية…

بدوره، شدّد عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني أيمن مروة، في حديث لـ”مدار”، على أهمية دور “جمول”، مؤكدا ضرورة إطلاق جبهة مقاومة وطنية مدنية، وزاد: “في كل عام من السادس عشر من أيلول نحتفل بإحياء ذكرى إطلاق بيان جبهة الرصاصات الأولى في وجه العدو الصهيوني جمول، تأكيداً على أنَّ الفعل المقاوم هو ضرورة واجبة لتحرير الأرض والإنسان”.

وأضاف مروة: “في مثل هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البلاد، رسالتنا أنَّ المقاومة إنَّما وجدت لرفع الظلم عن الناس، سواء كان من العدو الصهيوني أو من السلطة الفاسدة التي تضع نفسها في موقع العداء الطبقي للشعب، وعليه فإنَّ الدعوات يجب أن تصب في إطلاق جبهة مقاومة وطنية مدنية لمواجهة عدوان النظام واحتلاله موارد الدولة، واغتصاب مال الناس العام ونهبه ثروات الوطن، وممارسته الإرهاب المعيشي والتكفير الاقتصادي بحق شعبه، إذ ينحره علناً بالفقر دون أن يرف له جفن”، وفق تعبيره.

واختتمت المناسبة بمسيرة انطلقت من ساحة بسترس نحو منطقة الوردية، حيث وضع إكليل من الورد مكان مقتل المقاومين جورج قصابلي ومحمد مغنية، اللذين سقطا في 16 أيلول 1982، أثناء تصديهما لدبابات إسرائيل التي كانت تقتحم العاصمة بيروت.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة