الشيوعي العراقي يندد بالاعتداءات على المتظاهرين بسبب أزمة الكهرباء

مشاركة المقال

مدار: 28 نيسان/ أبريل 2021

عادت أزمة الكهرباء مجددا لتطفو على المشهد العراقي، ما يؤدي إلى اشتداد المصاعب المعيشية لأوسع قطاعات الشعب، ويؤجج غضب فئات كثيرة من المواطنين، وما دفعهم إلى الخروج للشارع للاحتجاج على سوء الخدمات الكهربائية، حيث تميز التعامل الحكومي مع المظاهرات باستعمال العنف الشديد، ما أدى إلى قتل متظاهرين اثنين.

وعبّر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي فاروق فياض، في تصريح لـ”طريق الشعب”، عن إدانة الحزب استخدام العنف من طرف الحكومة، وإطلاق الرصاص الحي ضد المحتجين في ناحية الوحدة، وتساءل عن “أسباب عدم التنفيذ والالتزام بالقرارات الصادرة عن القيادات الامنية بعدم إطلاق الرصاص الحي أو استخدام العنف ضد المحتجين”.

وذكر الرفيق فياض أن “تكرار الاعتداءات على المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم يجب أن يتوقف”، موضحا أن “ذلك يشكل خرقاً يتوجب أن تتحمل مسؤوليته الحكومة”.

وطالب الحزب الشيوعي العراقي، باتخاذ إجراءات حازمة بحق المسؤولين عن استخدام العنف المفرط ضد المحتجين في ناحية الوحدة.

وشهدت ناحية الوحدة،  في بغداد، احتجاجات واسعة قرب دائرة توزيع الكهرباء، إثر زيادة ساعات غياب الطاقة، و تدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، فيما أصيب أثناء ذلك عدد من المتظاهرين واستشهد آخر. وذكر عدد من المدونين أن الشاب محمد ستار، الذي سقط في ناحية الوحدة “، هو تاسع شهيد” في زمن الحكومة الحالية.

وشيّع أهالي الناحية، جثمان الشاب، الذي استشهد أثناء التظاهرات السلمية، التي طالبت بإصلاح المنظومة الكهربائية والتحقيق في ملفات الفساد.

وقال مواطن، من أهالي الناحية، إن القوات الأمنية تعاملت بطريقة قاسية لفض التظاهرات، موضحا لـ”طريق الشعب”، أن الشهيد فارق الحياة نتيجة دهسه بطريقة إجرامية، فضلا عن وقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين، مضيفا ان “الحكومة تتعامل بقسوة شديدة مع الناس الذين يطالبون بأبسط حقوقهم، بينما تغض النظر عن الذين يهينون سيادتها ويسرقون المال العام”.

كما تظاهر العشرات من أهالي منطقة البتار، في محافظة واسط، احتجاجا على تراجع تجهيز الطاقة أيضا. وطالبوا بإكمال ربط المحطة المتنقلة في المنطقة.

ونظم الأهالي وقفة احتجاجية أمام محطة الكهرباء في المنطقة، للمطالبة بزيادة ساعات التجهيز الكهربائي، فيما لوحوا بالتصعيد خلال الأيام القادمة، ما جعل محافظ واسط، يدعو رئيس الوزراء إلى “الإشراف بنفسه على إدارة أزمة الكهرباء لتلافي المشاكل المتكررة في كل صيف”.

وقال مواطن، من سكان المنطقة لـ”طريق الشعب”، إن “ساعات الانقطاع أصبحت طويلة بينما المواطنون يعانون كثيرا خصوصا في شهر رمضان”، متسائلا “كيف سيكون الحال بعد شهر أو شهرين عندما تكون درجات الحرارة عالية جدا، وأين هي استعدادات الوزارة؟”.

وتضاربت تفاسير المسؤولين لأزمة الكهرباء، فبينما أفاد قائم مقام النعمانية، محمد عيدان الوائلي، لوكالات الأنباء، بأن “المشكلة تكمن في قلة تجهيز الغاز الإيراني، وخروج عدد من المحطات عن العمل لأغراض الصيانة”، فيما أرجعت مديرية توزيع كهرباء واسط أسباب انخفاض ساعات التجهيز في إلى وجود “خلل فني طارئ”، وهو الأمر الذي عدّه مواطنون، مجرد “أعذار تتكرر في كل عام”.

وتشكو كثير من المحافظات، حسب جريدة طريق الشعب، خلال الأيام الماضية، من انقطاع كبير للطاقة الكهربائية حيث تحولت شوارعها إلى ظلام دامس.

وألقت وزارة الكهرباء سبب الأزمة على الجانب الإيراني، وبحسب المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى العبادي، فإن “تراجع ساعات تجهيز الكهرباء يأتي بسبب انحسار إمدادات الغاز الإيراني وخروج محطة شرق بغداد عن الخدمة”، مبينا أن “نقص التجهيز شمل جميع المحافظات لأن خروج أي محطة عن الخدمة يؤثر على عمل بقية المحطات”.

وتعليقا على ذلك، تحدث خبير في الطاقة الكهربائية، في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى أن “محطات التوليد متهالكة وتعرضت أيضا إلى التخريب والأحمال الزائدة، ولم يجر العراق أي محاولات جدية للاعتماد على غازه المحروق، واعتمد على إيران التي جعلت غازها ملفا سياسيا. وهذا يوضح كيف أن جهات متنفذة “عملت ضمن هذا الإطار على عرقلة بناء محطات للكهرباء والاستفادة من الغاز العراقي رغم آمالنا التي عقدناها على ان تؤسس الحكومات العراقية محطات متطورة جديدة لإنتاج الكهرباء”، مبينا أن “الحكومات المتعاقبة أنفقت بحسب مصادر موثوقة أكثر من 40 مليار دولار أمريكي على الكهرباء، وبهذا المبلغ كان من الممكن شراء أصول شركات كهربائية كاملة، ولكن هذا لا يلائم القوى السياسية المتنفذة و الموغلة بالفساد”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة