السودان.. مظاهرات مناهضة لـ”الانقلاب” تواجه بقمع دامي

مشاركة المقال

مدار: 17 كانون الثاني/ يناير 2022

خرج آلاف المتظاهرين السودانيين إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط الحكم العسكري، اليوم 17 كانون الثاني/ يناير، في استماتة نضالية لم تنقطع منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، صور توثق إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المحتجين السلميين، وسط العاصمة الخرطوم، إضافة إلى استخدام القنابل الصوتية وخراطيم المياه.

وأبلغ نشطاء عن مظاهرات بمناطق مختلفة من السودان، شارك فيها الآلاف.

وقال تجمع المهنيين السودانيين، مساء اليوم، في بلاغ اطلع “مدار” على نظير منه، إن التقارير الميدانية تشير إلى “ارتقاء عدد من ثوارنا الكرام نترحم على أرواحهم، وسقوط أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين”، وحمّل التنظيم بالغ تأثيرا في الانتفاضة السودانية، ما أسماه بـ “قوات ومليشيات الاحتلال التابعة للمجلس العسكري الانقلابي” مسؤولية ارتكاب “مجزرة” في حق “شعبنا الشامخ بحملاتها الهمجية والانتقامية في مواجهة الثائرات والثوار السلميين العزل”.

ودعا التجمع نفسه، إلى “التصعيد الثوري والتتريس واتباع تعليمات اللجان الميدانية”، داعيا الأطباء والجراحين والممرضين للتوجه للمستشفيات  بالعاصمة لإسعاف المصابين وتقديم الخدمات الطبية اللازمة، وفق المصدر ذاته.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، المساندة للحراك الديمقراطي، إنه تأكد لديها سقوط ثلاثة قتلى في صفوف المتظاهرين، حتى مساء اليوم، مؤكدة وقوع “عشرات الإصابات الحرجة بالرصاص الحي وسواه من أدوات القمع يتم علاجها وحصرها الآن”.

وأوضحت الهيئة ذاتها في بيان نشرته على صفحتها الرمسية على فايسبوك، أنه بهذه التطورات “يرتفع عدد الشهداء الذين حصدتهم آلة الإنقلاب إلى 67 شهيداً خالدين في ذاكرة أمتنا”، على حد تعبيرها.

وأصبح ملف الأزمة السياسية الحادة في السودان بيد الأمم المتحدة، التي أعلن ممثلها في الخرطوم فولكر بيرثيز مباشرة الاتصالات بمختلف الأطراف، تمهيدا لإجراء محادثات مباشرة أو غير مباشرة.

وصرّح  ائتلاف قوى الحرية والتغيير المعارض للحكم العسكري أنه سيقبل مبادرة الأمم المتحدة، شريطة أن يكون الهدف منها هو الحكم المدني.

وقال المجلس السيادي الذي يقف على رأسه البرهان، إنه يقبل أيضا مبادرة الأمم المتحدة، ودعا إلى إشراك الاتحاد الإفريقي.

ومن شأن التطورات الميدانية التي شهدتها السودان اليوم، أن تؤدي إلى تعقيد مهمة ممثل الأمم المتحدة، في ظل تمادي قيادي الجيش في التمسك بالسلطة، مقابل استماتة القوى الثورية في النضال من أجل حكم مدني.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة