مدار: 30 يونيو/ حزيران 2021
إحياء للذكرى الثانية لـ”مليونية 30 يونيو” بالسودان، وهي المظاهرات التي خرج فيها ملايين السودانيين والسودانيات إلى الشوارع احتجاجا على قتل معتصمين آنذاك، والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، عمت شوارع السودان اليوم الأربعاء مظاهرات واحتجاجات بجل المدن والساحات، للمطالبة بـ”إصلاح مسار الثورة”، بعد فشل الحكومة الانتقالية الحالية في تحقيق مطالبها وتحسين الأوضاع، حسب الداعين إليها.
وشهدت هذه التظاهرات فور انطلاقها “قمعا رهيبا” من طرف الشرطة السودانية، باستعمال شتى الوسائل، من ضرب وتنكيل واستعمال الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي أيضا، مع حصار ومنع المحتجين من السير في عدة اتجاهات، وفق مواقع إخبارية.
وأفادت الـ “بي بي سي” بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لمنع المحتجين من عبور جسر رئيسي يربط مدينتيْ أمدرمان والخرطوم أثناء توجههم إلى القصر الرئاسي، ومنعت أيضا، حسب المصدر ذاته، المتظاهرين من الوصول إلى مقر مجلس الوزراء بالخرطوم.
وفي تصريح خاص لموقع “مدار” حول الأوضاع بالسودان، أفاد أحمد زهير، عن الحزب الشيوعي السوداني، بأن “الوضع سيء جدا، مع استمرار الاشتباكات بين المتظاهرين والسلطة السودانية”، كما أكد أن هاته الأخيرة “شنت حملة اعتقالات شرسة استهدفت ناشطين وأعضاء من لجان المقاومة والحزب الشيوعي السوداني، ومراسل قناة الجزيرة أيضا”.
وأكد المصدر ذاته لـ”مدار” أن هاته التظاهرات التي دعت إليها لجان المقاومة والحزب الشيوعي، إضافة إلى تنظيمات أخرى، جاءت من أجل تجديد مطالب الثورة وتصحيح مسارها بعد فشل الحكومة الحالية.
وكانت “تنسيقية لجان المقاومة” أصدرت قبل يومين بيانا تدعو فيه إلى إحياء الذكرى الثانية لمليونية 30 يونيو، وإسقاط ما وصفتها بـ”حكومة الجوع”، واصفة الأوضاع بالسودان بـ”المتدهورة”، سواء على المستوى السياسي مع استمرار “نظام المحاصصة”، أو الجانب الاقتصادي والاجتماعي.
وعرفت الوثيقة ذاتها توقيع 8 لجان وتنسيقيات المقاومة من مختلف المناطق بالسودان، ودعت الشعب السوداني إلى أن يثور حتى تحقيق كافة المطالب و”القصاص للشهداء” وإسقاط ما سمتها “حكومة المحاصصة والتسويات”.
تجدر الإشارة إلى أن السودان شهدت يوم الإثنين 28 يونيو/حزيران احتجاجات لأفراد الشرطة، الذين هددوا بالإضراب يوم 30 يونيو، ما يؤكد “الأزمة العميقة للسلطة، وضرورة إعادة هيكلة الشرطة وإرجاع المفصولين تعسفيا، وتحسين الأجور”، حسب ما ذكره تاج السر عثمان، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، في مقال خاص له عن الأوضاع بالبلاد، توصل “مدار” بنسخة منه.