مدار: 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2025
في الوقت الذي تزيد فيه واشنطن الضغط العسكري على فنزويلا، ترتفع أصوات قادة سياسيين عبر أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، محذرة من أن السلام في منطقتهم بات على مهددا.
أطلق قادة ومشرعون بياناً، نشرته “الأممية التقدمية”، يدين “التهديد الوشيك” بعمليات عسكرية أمريكية داخل الأراضي الفنزويلية. واتهمت الوثيقة إدارة ترامب بـ “تصعيد تعبئة عسكرية خطيرة قبالة سواحل فنزويلا”، معتبراً أن الحملة الأمريكية المعلنة ضد قوارب تهريب المخدرات ما هي إلا “ذريعة” تهدف إلى “تغيير النظام” في كاراكاس.
ANNOUNCING 🌎 A new hemispheric coalition is forming to defend the CELAC “Zone of Peace” from U.S. military aggression in Venezuela, bringing together parliamentarians and political leaders from across Latin America & the Caribbean.
— Progressive International (@ProgIntl) October 23, 2025
Read their statement now ⏬ pic.twitter.com/qsFZ3LVLk2
وتكمن خطورة هذه التحركات في أنها تهدد بشكل مباشر الإرادة الجماعية لشعوب المنطقة، التي عبرت عنها “مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي” (CELAC) عام 2014 في هافانا، حين أعلنت الكاريبي وأمريكا اللاتينية “منطقة سلام” تلتزم بحل الخلافات عبر الحوار لا العنف.
وحذّر الموقعون على نص البيان من أن الفشل في الدفاع عن السلام الآن قد يطلق “موجة جديدة من التدخلات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، مما سيؤدي إلى أزمة إنسانية لا يمكن تصور حجمها”.
وتتزامن هذه المخاوف مع تقارير تشير إلى تحول استراتيجي محتمل لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) نحو أمريكا اللاتينية، بعد أن سمح ترامب للوكالة بتنفيذ عمليات سرية فتاكة داخل فنزويلا. ووفقاً لمصادر نقلتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، تقدم الوكالة معلومات استخباراتية مباشرة للقوات الأمريكية لتحديد الأهداف في مياه الكاريبي، في حملة توسعت بالفعل لتشمل المحيط الهادئ، وفقاً لإعلان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث.
ولا يقتصر هذا التنديد على الساسة فقط، بل امتد إلى المنظمات الدولية والهيئات الدبلوماسية. فقد حث خبراء من الأمم المتحدة إدارة ترامب على وقف “هجماتها وتهديداتها غير القانونية”، محذرين من أن استخدام القوة المميتة “يرقى إلى مستوى الإعدام خارج نطاق القضاء” ويشكل انتهاكاً للقانون البحري الدولي. كما أصدرت وزارة الخارجية الكولومبية بياناً يدين تدمير سفينة قبالة سواحلها، داعيةً واشنطن إلى احترام القانون الدولي.
وقد قابلت شعوب المنطقة التصعيد الأمريكي بتعبئة نضالية متزايدة، ففي كولومبيا، سارت حركات اجتماعية نحو السفارة الأمريكية في بوغوتا تنديداً بتدخلات ترامب، وفي كوبا، خرج أكثر من 50 ألف شخص في مسيرة قادها الرئيس ميغيل دياز كانيل، في استعراض لافت للتضامن مع فنزويلا. وتؤكد هذه التحركات المتزامنة، من القاعات الدبلوماسية إلى الشوارع، أن الحملة الأمريكية تواجه جبهة رفض واسعة ومتنامية.
نقترح عليكم: تصعيد الولايات المتحدة ضد فنزويلا: “حرب على المخدرات” أم صراع من أجل النفط؟ – موقع مدار الشعوب

