مدار + مواقع : 27 كانون الأول/ ديسمبر 2024
أدان البابا فرانسيس نهاية الأسبوع الماضي، قبيل عيد الميلاد، بشدة العدوان الإسرائيلي المستمر ضد قطاع غزة والإبادة الجماعية المرتكبة في حق الفلسطينين.
وجاءت تصريحات البابا بعد أن أوردت وكالة الدفاع المدني في غزة مقتل 12 شخصا من نفس العائلة، بينهم سبعة أطفال، في غارة جوية إسرائيلية على مدينة جباليا في شمال غزة يوم الجمعة 20 كانون الأول/ ديسمبر.
وعبر البابا عن أسفه العميق تجاه قصف الأطفال في غزة، خلال خطابه التقليدي في الفاتيكان، السبت 21 كانون/ ديسمبر، وقال: “هذه قسوة. هذه ليست حربا. أريد أن أقول هذا لأنه يمس القلب”، كما أشار إلى أن الغارات الجوية حالت دون دخول أعلى ممثل للكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا، إلى غزة في اليوم السابق.
بعد خطاب البابا، سُمح للكاردينال بيتسابالا بدخول القطاع الأحد 22 كانون الأول/ ديسمبر، حيث ترأس قداسا في المجتمع المسيحي الصغير لرعية العائلة المقدسة في مدينة غزة.
وخلال صلاة التبشير الملائكي، أعاد البابا فرانسيس تأكيد رفضه للمذبحة المستمرة للأطفال في غزة. وقال: “بأسى أفكر في غزة، في هذه القسوة المهولة ضد الأطفال الذين يتم إطلاق النار عليهم بشكل مستمر، وفي قصف المدارس والمستشفيات… قسوة كبيرة!”.
وكان أصدر البابا يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول نداء من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار على “جميع جبهات الحرب” قبل عيد الميلاد. وجاء في النداء: “أناشد الحكومات والمجتمع الدولي أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار على جميع جبهات الحرب قبل احتفالات عيد الميلاد”.
في اليوم السابق، كشف البابا فرانسيس عن مشهد الميلاد السنوي في الفاتيكان، والذي ظهر فيه الطفل يسوع مرتديا الكوفية الفلسطينية، مما أبرز ارتباط العائلة المقدسة بمدينة بيت لحم الفلسطينية المحتلة وقدم إشارة مؤثرة إلى النضال الفلسطيني.
دعا البابا فرانسيس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى التحقيق الدقيق في مزاعم الإبادة الجماعية في غزة. وصرح: “وفقا لبعض الخبراء… فإن ما يحدث في غزة يحمل خصائص الإبادة الجماعية”، مضيفا: “يجب التحقيق بعناية لتحديد ما إذا كان يتماشى مع التعريف الفني الذي وضعته المنظمات الدولية”.
وفق الفاتيكان فإن البابا فرانسيس يواصل الاتصال يوميا مع قائد الكنيسة الكاثوليكية في غزة للاطمئنان عليهم وسماع أخبار كيف ينجون من المعاناة، مما يمنحه لمحة حميمية عن حجم المعاناة والصعوبات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة.
ولاقى مشهد الميلاد ودعوة البابا فرانسيس للتحقيق في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة هجوما شديدا من وزير الشؤون اليهودية في الحكومة الصهيونية ووزير “مكافحة معاداة السامية” أميخاي تشيكلي، الذي اتهم البابا بـ “تبني السردية الفلسطينية بشكل متعمد”.
يذكر أن المجتمعات المسيحية كانت من بين أولى المدنيين الذين تم سحقهم بواسطة آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تم قصف كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية في مدينة غزة، التي يُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم، من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية بينما كانت تقدم المأوى لحوالي 500 فلسطيني، معظمهم من المسيحيين. ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، قُتل 16 مسيحيا فلسطينيا وأصيب العشرات في ذلك الهجوم.
العدوان ضد فلسطين لا يستثني أحدا
كشفت وزيرة الخارجية الفلسطينية، فارسين أغابكيان شاهين، في مايو/ أيار 2024، خلال لقائها مع وفد من “الكنائس من أجل سلام الشرق الأوسط” (CMEP) أن 3% من مسيحيي غزة قد قُتلوا في العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت شاهين: “أسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل 3% من مسيحيي غزة وتدمير الكنائس في ظل القيود المفروضة على المسيحيين في الضفة الغربية”. وفي الوقت نفسه، قدّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ثلاث كنائس على الأقل دُمرت في الهجمات الإسرائيلية على غزة خلال الإبادة الجماعية المستمرة.
للعام الثاني على التوالي، قرر الفلسطينيون إلغاء احتفالات عيد الميلاد لإظهار التضامن مع غزة. وقال عمدة بيت لحم أنطون سلمان قبل أيام من ليلة عيد الميلاد: “اخترنا أن نقتصر احتفالات عيد الميلاد على الصلوات كوقفة ضد القمع الذي تواجهه غزة وكل فلسطين”.