الاحتلال الإسرائيلي يواصل التنكيل بالأسرى الفلسطينيين

مشاركة المقال

مدار: 30 كانون الثاني/ يناير 2024

أفادت مصادر متتبعة لشؤون الأسرى الفلسطينيين بأن إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ إجراءات تنكيلية في حق الأسرى بمعتقلي “مجدو” و”النقب”، موضحة أنها تتبع سياسات خطيرة منذ بدء العدوان الصهيوني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي رافقها عمليات تعذيب غير مسبوقة.

المصادر ذاتها أوضحت أن هذه الإجراءات تشمل التعذيب ومنع الزيارات العائلية وحرمان المعتقلين من الاتصال بالعالم الخارجي، إضافة إلى عدم تمكينهم من الاحتياجات الأساسية مثل الأغطية والملابس.

وفي ضوء عدة زيارات أجراها المحامون مؤخرًا في معتقلي “مجدو” والنقب، تطرقت هيئة الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، في إحاطة مشتركة إلى الإجراءات التي شرعت بها إدارة المعتقلات بعد “7 أكتوبر”، وأبرزها سياسة التجويع، وعمليات العزل المضاعفة.

واستعرض التقرير شهادة أحد المعتقلين الذي وصف الوضع بـ “أنهم يرتجفون من البرد “في معتقل “النقب”، عدا عن استمرار قطع الكهرباء، وتقليص ساعات وصول الماء إلى أقسام المعتقل، مع حالة الاكتظاظ الشديدة (12 معتقلًا داخل زنزانة). إلى جانب العديد من الإجراءات التي مسّت جوانب الحياة الاعتقالية لهم بشكل جذري، وفرضت تحولًا كبيرًا.

واستنادًا لعدة شهادات تحكي عن “سياسة التنكيل والإذلال” بالأسرى خلال إجراء ما يسمى بـ “الفحص الأمني – العدد”.

وحسب المعتقلين الذين تمت زيارتهم في سجني “مجدو” و”النقب”، وهما من السجون التي شهدت بشكلٍ ممنهج عمليات تنكيل وتعذيب طالت الآلاف من المعتقلين، تترافق قوات مجهزة بأسلحة مع الحراس أثناء إجراء “العدد”. وبينما كان يتم الوقوف في العدد السابق، يتطلب اليوم من المعتقلين الجلوس على ركبهم ووضع أيديهم خلف رؤوسهم ووجوههم نحو الحائط قبل الدخول إلى الغرفة، ويتم ذلك في العدد الصباحي، أما في العدد المسائي فيتجهون وجوههم نحو الحراس. وكانت وتيرة الضرب في البداية عالية جداً خلال “العدد”.

أما عندما يتعلق الأمر بالخروج إلى “الفورة”، يُسمح لبعض المعتقلين بالخروج بشكلٍ فردي لفترةٍ محدودة، بينما لا يُسمح للبعض الآخر بالخروج حتى اليوم، وفقًا لشهادات إحدى المعتقلين في سجن “النقب”. ولا يُسمح لهم بالحلاقة أو استخدام مقص الأظافر، وبسبب نقص الملابس وتوفر قطعة واحدة فقط لكل معتقل، يضطروا في بعض الأحيان لغسل الملابس ويرتدونها وهي لا تزال رطبة في أجواء باردة.

وفي سياق متصل، سُجِّلَتْ حالة اعتداء على المعتقلين قبل الزيارة في “النقب”. إذ أكَّدَ المحامي أن هذه الزيارة كانت “من أصعب الزيارات التي تمت”، حيث تم إخراج مجموعة من المعتقلين من قبل السجانين، وعند وصولهم إلى العربة التي تقلهم من الأقسام إلى غرفة زيارة المحامين، تم استلامهم من السّجانين من قبل وحدة تدعى وحدة “كيتر” وهم يضعون الأقنعة على وجوههم ومقيدون إلى الخلف. بدأوا بتفتيشهم وشتمهم بألفاظ نابية وضربهم بالأيدي وتكبيلهم بالقيود على الأرجل. واستمر الضرب حتى وصولهم إلى الحافلة. وأحد المعتقلين رفض إكمال الزيارة جرَّاء الاعتداء الذي تعرض له، وطلب العودة إلى القسم.

وفي هذا الصدّد، طالبت مؤسسات الأسرى كافة المؤسسات الحقوقية الدولية بـ “أخذ دورها الحقيقي واللازم في ظل تصاعد الجرائم بحق المعتقلين في معتقلات الاحتلال، وعدم الاكتفاء بتوصيف الجرائم الحاصلة وتعداد الضحايا وأخذ الشهادات”، ودعت في ظل “الفشل الحاصل بوقف جرائم الاحتلال والعدوان الشامل والإبادة الجماعية في غزة”، إلى “ممارسة ضغط ليس فقط على الاحتلال الإسرائيلي، ولكن أيضًا على القوى الداعمة له”.

في وقت سابق، أكَّدَتْ هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها تشدِّد قبضتها على المعتقلين في سجن “النقب”، مما جعل حياتهم “جحيمًا لا يطاق”. وأشارت إلى أن “إجراءات الاحتلال القمعية بحق الأسرى في سجن النقب الصحراوي تزيد من بؤس الحياة وقسوتها وقلقها، وذلك في ظل الإجراءات الأمنية المشدَّدة التي فُرضت على الأسرى بدءًا من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ووفقًا لتقرير صدر أمس عن هيئة شؤون الأسرى، تم توثيق إفادات لبعض المعتقلين يروون ما تعرضوا له من ضرب وتعذيب جسدي ونفسي أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم في مراكز التحقيق التابعة للاحتلال. وذكرت الوثيقة أن أحد المعتقلين تم تعصيبه وتكبيله بقيود بلاستيكية لمدة طويلة قبل وصوله إلى معتقل “حوارة”. كما تم تجريدهم من الملابس الدافئة والمياه الساخنة والرعاية الطبية في هذا المركز المشدد الأوضاع.

وتجاوز عدد المعتقلين في مركز “حوارة” الـ100، معظمهم اُعتقلوا بذريعة دخول أراضي الـ48.

في غضون ذلك، شنت قوات الاحتلال منذ أوّل أمس وحتّى صباح الاثنين، حملة اعتقالات واسعة طالت 40 مواطنًا على الأقل من الضفة، بينهم أسرى سابقون.

 وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد “السابع من أكتوبر” إلى نحو 6370، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن، وفقً لتقرير مؤسسات الأسرى.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة