الإفراج عن نائب رئيس حركة أباهلالي بعد أسابيع في السجن

مشاركة المقال

نيوفرايم/ مدار: 09 حزيران/ يونيو 2021

خلف الاعتقال الأخير لأحد أعضاء أباهلالي قاعدة مجندولو، بالإضافة إلى رفيقه سميكو ميا، بتهم “ملفقة وكيدية”، موجة تضامن وطنية ودولية كبيرة لم يخفت صداها حتى بعد الإفراج الذي تم قبل بضعة أيام.

20 مايو/ أيار 2021: مكافيلي بونونو ، 39 عامًا ، نائب رئيس حركة سكان الأكواخ Abahlali baseMjondolo رحب به أنصاره خارج محكمة الصلح في ديربان بعد أن تم الإفراج عنه بكفالة، بتهمة التآمر لارتكاب جريمة قتل.

وتحدى مئات الأشخاص الذين قدموا من مختلف المناطق الأجواء والظروف الصعبة من أجل الحضور والاحتجاج أمام محكمة ديربان في 13 و17 و20 من ماي/ أيار، في إطار دعم مكابيلي بونونو، نائب رئيس حركة سكان الأكواخ أباهلالي قاعدة مجندولو، وأحد سكان مستوطنة إخينانا.

وعرفت الاحتجاجات تواجدا مكثفا لمجموعة من المنظمات، فبالإضافة إلى أعضاء حركة أباهلالي، كان هناك أعضاء من منظمات صديقة ومناضلة من قبيل UbunyeBamaHostela ولجنة مستخدمي سوق ديربان، والتحالف البيئي لمجتمع جنوب ديربان، ولجنة أزمة أماديبا، والاتحاد الوطني لعمال المعادن في جنوب إفريقيا (نومسا)، واتحاد النقابات العمالية في جنوب إفريقيا.

17 مايو/ أيار 2021: احتج أعضاء أباهلالي قاعدة مجندولو ضد اعتقال نائب الرئيس مكافيلي بونونو وشريكه المتهم مافيوي جاسيلا وسميكو ميا، الذين احتُجزوا لأكثر من أسبوعين.

كما كانت هناك احتجاجات في المحكمة الدستورية، ومكاتب الادعاء الوطني في جوهانسبورغ، ومحاكم الصلح في تمبيسا وكيب تاون، بالإضافة إلى سفارات جنوب إفريقيا في كل من لندن، برلين وأكرا.

وتلقت الحركة طيلة فترة الاعتقال بيانات تضامن من قبل حركتي نومسا وسافتو بجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى تسجيلات فيديو لرسائل دعم من حركة الفلاحين من دون أرض في البرازيل، وأكاديميين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما أرسلت عدد من المنظمات التقدمية في البلدان الإفريقية رسائل دعم أيضا من بلدان كمالي، غانا، النيجر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، زيمبابوي، كينيا، تنزانيا، تونس وفلسطين. وتضمنت هذه الرسائل في كثير منها حديثا عن العلاقات الشخصية التي تربط هذه المنظمات ببونونو والاحترام الذي يكنونه له.

عودة إلى أصل الاتهامات.. “جريمة قتل في كاتو مانور”

تم إلقاء القبض على بونونو وميا في الرابع من ماي/ أيار، وتم توجيه تهم لهما تخص التآمر لارتكاب جريمة قتل وترهيب الشهود في قضية قتل معلقة، كما اعتقلت رفيقة أخرى لهما بنفس التهمة في 12 ماي/ أيار.

تم اتهام الثلاثة بالتخطيط لقتل شاهد على مقتل فوسي شيزي في 21 مارس/ آذار. وقد قُتل شيزي، الذي كان من سكان مستوطنة إخينانا في كاتو مانور، في مكان بعيد عن المستوطنة. وسبق للحركة أن قالت إنها قامت بطرد القتيل من المستوطنة في ماي/ أيار 2019 بعد شكاوى بشأن سلوكه، وقد اتخذ هذا القرار من قبل مجلس قادته النساء.

بعد مقتل شيزي، ألقي القبض على ليندوكوهليمنغوني، القائد المنتخب لمستوطنة إخينانا، ووجهت إليه تهمة القتل العمد، كما تم اعتقال شخصين آخرين، وهما لاندو شازي (الذي أطلقت عليه الشرطة النار خلال عملية إخلاء 2019)، وأياندا نجيلا، الذي قبض عليه عندما حضر لمثول منغوني أمام المحكمة. قدم سكان مستوطنة إخينانا الدعم المتواصل للثلاثة، وحضروا مثولهم في المحكمة، كما جمعوا أموالا لمحاميهم ولضمان توفير الطعام لهم في السجن، ليتم إطلاق سراحهم بعد أن اعتقلوا لما يزيد عن ثلاثة أشهر في سجن ويستفيل.

17 مايو/ أيار 2021: نشرت المنظمات والنقابات التقدمية مثل الاتحاد الوطني لعمال المعادن في جنوب إفريقيا واتحاد نقابات عمال جنوب إفريقيا رسائل التضامن مع أعضاء قاعدة أباهلالي المحتجزين.

وتزعم الدولة أن بونونو وغاسيلا وميا تآمروا لقتل شاهد على مقتل شيزي خلال اجتماع عُقد في مكاتب مجلس كنائس دياكونيا في 21 مارس / آذار. لكن الحركة تنفي رواية الدولة، معبرة على أن ميا لم يكن حاضرا أصلا في الاجتماع، وأن الادعاء بأن بونونو وغاسيلا تآمرا على مقتل شاهد في ما وصفته باجتماع “مفتوح” و”بحضور كبير” يعتبر أمرا وتصرفا “هزليا”.

وكان معهد الحقوق الاجتماعية – الاقتصادية، وهو منظمة حقوقية رائدة، عبر عن أن “الاعتقالات تتم على خلفية أعمال اضطهاد وعنف لا هوادة فيها ضد سكان مستوطنة إخينانا”، كما وصف الاعتقالات بأنها “انتهاك لنظام العدالة الجنائية” ودعا إلى “الإفراج العاجل” عن بونونو وميا وغاسيلا.

التهم “ملفقة بوضوح”

أعرب الناشط والأسقف المتقاعد الأنغليكاني روبن فيليب، الذي عمل لفترة بجانب الناشط المناهض للأبارتايد ستيف بيكو، عن إعجابه بـ”شجاعة بونونو”، “وهي ميزة يجب علينا جميعًا أن نحذو حذوها”، واصفا الاتهامات بأنها “ملفقة بشكل واضح”، وأضاف أنه “لطالما واجهت حركة أباهلالي قاعدة مجندولو اتهامات متواصلة من أجل تحطيمها، لكن في كل مرة تتم تبرئتها”.

في جميع القضايا السابقة التي تم فيها اعتقال أعضاء الحركة بتهمة القتل، يتم إسقاط التهم في المحكمة، لكن ذلك لا يأتي سوى بعد أن يقضي المتهمون فترة ليست بالقصيرة في السجن بسبب المماطلة في تناول القضايا.

20 مايو/ أيار 2021: هتفت الحشود فرحا وهو تلقي نظرة على المعتقلين وأصدقائهم وعائلاتهم وهم يغادرون المحكمة.

وقالت فيروشكا ممدوت، سكرتيرة تحالف الفقراء، وهي منظمة تحوي مختلف المنظمات الشعبية التي تعمل مع الفئات المعوزة في ديربان، في كلمة لها خارج المحكمة: “واجهت أباهلالي منذ نشأتها كحركة للفقراء قمعا خطيرا، نحن نعرف مبادئهم وقد أظهروا الوحدة والتضامن مع الفقراء في كل ما يمثلونه.. نحن ننظر إلى هذه الاعتقالات على أنها محاولة لترهيب وإسكات الحركة “.

كما عبر إيلي مولوي، 71 عاما، رئيسة أباهلالي في مبومالانجا: “مازلنا في حالة صدمة بسبب التهم الموجهة ضد أعضائنا، إنه إجحاف لا نظير له”، وأضافت أن “هدفنا الوحيد هنا هو أن نظهر لهم أننا خلفهم وفي صفهم بالكامل كحركة”.

تم النظر في قضية الثلاثي أمام القاضي زوليليمانجيزي، وشهدت معارضة المدعية العامة للدولة دانيت كول طلب الإفراج بكفالة، كما تم تمثيلهم من قبل الحامي جيمي هوس الذي قال إن القضية غير عادية.

20 مايو/ أيار 2021: انضم الناس إلى مكافيلي بونونو وهو يهتف بأغنية المقاومة الشعبية من زمن الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ، Ayeza amaguerilla (رجال الكفاح قادمون).

وقالت المدعية العامة إن “المؤامرة لارتكاب جريمة قتل ليست مجرد ادعاء” ولكنها “قضية خطيرة تتعلق بحياة الشهود ولا يمكن تجاهلها”، ورفضت الإفراج بكفالة، وقالت إن شهود الدولة سيكونون في خطر إذا تم إطلاق سراح بونونو والآخرين.

وقدم محامي المتهمين طلبا بإطلاق سراحهم مضيفا: “إن الحبس الاحتياطي كشكل من أشكال العقوبة التي يفرضها القانون بكافة أشكاله، كان موضع استياء وهو أمر لا يجب القيام به إلا في الحالات القصوى، كما أنه مطلوب من المحكمة إثبات احتمال أن يتدخل المتهمون الثلاثة في الشهود في القضية المعنية. في الوقت الحالي، مازال مصدر المزاعم هو مجرد إشاعات، فهل تحرم الدولة المتهم من حريته لمجرد أقاويل؟.

إفراج بكفالة

وأخيرا تم في 20 ماي/ أيار إطلاق سراح بونونو وغاسيلا بكفالة، لكن تم التحفظ على ميا، الذي كانت لديه قضية معلقة قبل انضمامه إلى الحركة. تمتأجيل القضية إلى 16 يوليوز/ تموز.

شهد قرار إطلاق سراح بونونو وغاسيلا فرحة كل من كان في قاعة المحكمة، كماأطلقت الحشود المتحمسة خارج المحكمةالعنان لفرحتها في جو احتفالي أثناء خروجهم من مبنى المحكمة. حملت موجة من الأيدي بونونو وهو يخرج وسط هتافات مهللة.

وقال بونونو متحدثًا أمام الحشود المتواجدة خارج المحكمة: “عندما تكون ناشطا تكرس كل إرادتك لمحاربة ممارسات النظام فيجب أن تكون مستعدا لتشويه سمعتك ووصمك بالمجرم”، مضيفا: “لقد نجح الدعم الذي تلقيناه منذ اعتقالنا في إبقائنا أقوياء داخل الزنازين المظلمة في سجن ويستفيل. لم نكن قادرين على النوم، كان جسدي على وشك الاستسلام لأنني أصبحت ضعيفا بسبب الوضع المتدهور في السجن .. في كل مرة عندما كانت حافلة السجن تقلنا ​​إلى المحكمة كنا نرى ونسمع هتافات رفاقنا، وذلك ما جعل نصمد”.

20 مايو/ أيار 2021: بعد إطلاق سراحه ، قال مكافيلي بونونو أمام الحضور: “في كل مرة كانت حافلة السجن تنقلنا إلى المحكمة ، كنا نرى ونسمع هتافات التحرير، [فـ] اتقدت نار النضال”.

واحتفلت أباهلالي قاعدة مجندولو في أكتوبر 2020 بمرور 15 عاما من النضال “من أجل الأرض والسكن والكرامة”، وتضم الآن أكثر من 100000 عضو في 86 فرعا عبر خمس مقاطعات، بالإضافة إلى الدعم التي تلاقيه من قبل الدعم شخصيات مثل فيليب، التي فكت عنها نوعا ما العزلة التي كانت مفروضة عليها.

قال نوموساسيزاني، الأمين العام للحركة: “منذ تشكيل حركتنا عام 2005، واجهنا قمع الدولة بلا هوادة. لقد تم تجريم كفاحنا وواجهنا عمليات قتل واغتيالات وتهديدات ومئات من الاعتقالات غير المشروعة. لكن على الرغم من أنهم يجرمون نضالنا إلا أننا لم نتوقف أبدا عن نضالنا الحالي، كما أن التضامن النابع من رفاقنا في جميع أنحاء جنوب أفريقيا وحول العالم هو مصدر قوتنا في الأوقات الصعبة”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة