الأرجنتين حضرت لغزو فنزويلا عسكريا سنة 2019

مشاركة المقال

مدار: 17 شباط/ فبراير 2022

مصدر الوثائق: El Cohete a la Luna

هز تحقيق صحافي، الأوساط السياسية والإعلامية بالأرجنتين والقارة الأمريكية اللاتينية، بعد أن كشف عن استعدادات سابقة للجيش الأرجنتيني من أجل غزو فنزويلا والإطاحة بحكومة نيكولاس مادورو، نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية.

التحقيق الذي نشرته منصة “El Cohete a la Luna” استند إلى وثائق سرية تخص تدريبات عسكرية، أجراها الجيش الأرجنتيني، وتحاكي عملية عسكرية متعددة الجنسيات ضد فنزويلا.

الخطط العسكرية التي كانت تحاك ضد فنزويلا، شملت انخراط الجيش الأرجنتيني، في ظل الرئيس اليميني السابق ماوريسيو ماكري، في دعم الاستراتيجية العسكرية الأمريكية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

ونفذت القوات المسلحة الأرجنتينية سبع دورات تدريبية في حامية كامبو دي مايو بتنسيق عبر تقنية الفيديو مع لواء قرطبة للمظليين، واللواء الميكانيكي العاشر في لا مابا، وقوة كوماندوس قرطبة للعمليات الخاصة أيضا، في إطار مناورات عرفت باسم “بوما” بين أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز 2019، كانت تحاكي غزو فنزويلا.

وحسب التحقيق الذي أجراه الصحافي  هوراسيو فيربتسكي، ونشر يوم الأحد، فإن الجنرال خوان مارتن باليو، الذي كان حينها قائدا لقوات الانتشار السريع، هو الذي كان يقود العملية، وأصبح في شهر مارس/ آذار 2020، رئيسا لهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة.

جدير بالذكر أن هذه العمليات، تزامنت مع المرحلة التي كثفت فيها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لما أسمته حملة “الضغط القصوى” ضد فنزويلا، والتي تضمنت فرض عقوبات أحادية الجانب من طرف واشنطن وحلفائها ضد كاراكاس، بغرض زعزعة استقرار هذا البلد، صاحبته حملات إعلامية مظللة بقيادة الاحتكارات الإعلامية العالمية، كما تم الكشف عن مخططات لاغتيال مادورو، فشلت واحدة منها على الأقل.

وخلال تولي ماكري للرئاسة في الأرجنتين، أعرب عن دعمه لسياسة البيت الأبيض ضد فنزويلا.

مناورات “بوما” العسكرية، كانت تحاكي غزو فنزويلا عبر قوة متعددة الجنسيات، يتم إحداثها بموجب قرار “افتراضي” للأمم المتحدة، يوضح التحقيق نفسه، مضيفا أنها كانت تهيئ لتوغل بري بدعم من الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالمشاركة الأرجنتينية في المخطط المعادي لفنزويلا، كان قائد القيادة الجنوبية الأمريكية الأسبق الأدميرال كريج فالر، أجرى زيارة إلى بوينس آيرس، وحذر من تهديد الصين وفنزويلا، وذلك خلال جلسة مع طلاب كلية الحرب المشتركة للقوات المسلحة.

وكتب فيربتسكي، “بغض النظر عن القيمة السياسية والأخلاقية لخطة غزو فنزويلا، التي يقوم فيها الجنود الأرجنتينيون بالعمل القذر لصالح الولايات المتحدة، من وجهة نظر تكتيكية، بعد مرور أكثر من عامين على انتهاء تمرين ‘بوما’ ، تم إثبات عدم صحة الافتراضات التي استندت عليها”.

وأضاف الصحافي الأرجنتيني أن “الوضع في فنزويلا استقر، والأمم المتحدة لم تأمر بأي قوة تدخل متعددة الجنسيات، والقوى السياسية من الحزب الحاكم والمعارضة تسوي خلافاتها في صناديق الاقتراع”.

وتفاعلا مع ما كشفه هذا التحقيق، وصف الرئيس الفنزويلي هذه المزاعم بـ “الخطيرة للغاية”، وطالب الأرجنتين بتقديم توضيحات.

وفي السياق ذاته، قالت الحكومة الأرجنتينية، أمس الأربعاء، إنها فتحت تحقيقا رسميا في الموضوع.

وقال وزير الدفاع الأرجنتيني خورخى تايانا لوكالة أنباء “تيلام” إنه طلب ” تقريرا شاملا ومفصلا ‘لتحديد’ ما إذا كان قد تم الالتزام بالقوانين الحالية وقانون المخابرات والدفاع والأمن الداخلي وكذا طبيعة وأهداف المناورة المذكورة “.

وأضاف الوزير نفسه إن حكومة الرئيس ألبرتو فرنانديز، “دافعت دائما عن احترام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتسوية السلمية للنزاعات والتكامل الإقليمى والحفاظ على أمريكا الجنوبية كمنطقة سلام ” .

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة