صورة: DR
مدار + مواقع: 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
وسط صمت مطبق، دخل إضراب الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس (49 عاماً) عن الطعام يومه الثمانين؛ وأصبح يتهدده خطر الموت، بعد أن بلغ مرحلة صحية حرجة.
ويرقد الأسير الأخرس في مشفى “كابلان” الإسرائيلي في وضع صحي سيئ للغاية، إذ يعاني من الإعياء والإجهاد الشديدين، وآلام في المفاصل والبطن والمعدة، وصداع دائم، إضافة إلى فقدان حاد في الوزن والقدرة على النطق والسمع والحركة، وحالة عدم اتزان؛ كما باتت وظائف الأعضاء الحيوية لجسده مهددة، وحياته عرضة للخطر بشكل مفاجئ وفي أي لحظة، حسب الإعلام المحلي.
وفي هذا الإطار قالت زوجة الأسير: “إنه يعاني من ألم في القلب وتشنجات ويدخل أحيانا في غيبوبة، إذ يشرب الماء، لكن يرفض تناول الطعام”.
وفي السياق نفسه، تتصاعد حركة التضامن الشعبي والجماهيري والمؤسساتي لإنقاذ حياة الأسير وتسليط الضوء على سياسة الاعتقال الإداري المخالفة للقانون الدولي، فقد شرع أكثر من 30 أسيرا في سجن “عوفر”، الإثنين 12 تشرين الأول/أكتوبر، في إضراب مفتوح عن الطعام، إسنادا للأسير الأخرس، كما تواصل زوجته إضرابها عن الطعام منذ نحو أسبوع أمام المستشفى الذي يقبع فيه كخطوة تضامنية مع زوجها. وفي مدينة غزة، اقتحم 20 شاباً مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقرروا الاعتصام الدائم فيه حتى الإفراج عن الأسير.
وفي مدن البيرة وطولكرم وجنين، تواصلت الاعتصامات التضامنية مع الأسير الأخرس، وطالب المشاركون فيها المؤسسات الدولية والدول الصديقة بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسير الفلسطيني بشكل فوري.
وقالت جماعة “بتسيلم” الإسرائيلية الحقوقية، التي تتابع حالة الأسير، في بيان: “مسؤولية ما سيحدث تقع على عاتق من يمكنهم تجنب تدهور حالته أو حتى موته”.
واستجابة لدعوة إلكترونية أطلقتها منصة “ميديا تقدمي”، عبر “إنستغرام”، أعلن الثلاثاء أكثر من مائة شابة وشاب في موريتانيا دخولهم في إضراب عن الطعام لمدة يوم تضامنا مع الأسير الفلسطيني.
وفي إطار حملة التضامن نفسها أصدرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الثلاثاء 13 تشرين الأول/ أكتوبر، وهي مجموعة مغربية تتكون من هيئات وأحزاب مغربية، بيانا جاء فيه أنها “تتابع بقلق كبير وغضب شديد هذه الجولة الجديدة من معركة الأمعاء الخاوية التي صارت سلاح الحركة الأسيرة في فلسطين على مدى محطات ومحطات من الملاحم البطولية”.
وجددت المجموعة المغربية إدانتها الشديدة لـ”جرائم الكيان الصهيوني المتواصلة، التي تنضاف إليها جريمة الهجوم الهمجي على الأسرى العزل في سجن “ايشل” الإثنين وتكبيلهم والتنكيل بهم في سياق تطورات جد خطيرة للحالة الصحية للأسير البطل ماهر الأخرس، قد تنذر بالأسوأ باستشهاده..وبانفجار الوضع واشتعال الميدان كما هددت بذلك فصائل المقاومة الفلسطينية”، حسب المصدر ذاته.
يشار إلى أن ماهر الأخرس، المزداد في الثاني من آب / غشت عام 1971م، في جنين، سبق أن تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لأول مرة عام 1989م، حيث استمر اعتقاله لمدة سبعة شهور، والمرة الثانية عام 2004 لمدة عامين، ثم أُعيد اعتقاله عام 2009، وبقي معتقلاً إدارياً لمدة 16 شهراً، ومجدداً اُعتقل عام 2018 واستمر اعتقاله لمدة 11 شهراً، وفي تاريخ 27 يوليو/ تموز 2020 اعتقل مجدداً وحولته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور، وجرى تثبيتها لاحقاً؛ ولجأت المحكمة مؤخراً إلى تجميد اعتقاله، الذي لا يعني إنهاءه، في محاولة للالتفاف على الإضراب.
ويقصد بالاعتقال الإداري ذلك الذي يصدر دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام، بحيث يكون بناء على ملفات سرية تنجزها الاستخبارات، أو بسبب عدم وجود أو لنقص الأدلة ضد متهم ما.
ويمارس الكيان الصهيوني هذا النوع الاعتقال بشكل خاص في الأراضي الفلسطينية، حيث يعتقل الفلسطينيين دون أن يوجه لهم تهما معينة، ويلجأ إلى تجديد مدة الاعتقال في خرق سافر للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
كلمات الأسير “نحن لا ندعوكم للتضامن معنا كحالة إنسانية وإنما ندعوكم للانتصار لأخلاقكم وإنسانيتكم”