مدار: 17 أغسطس/غشت 2020
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس 13 أغسطس/غشت 2020، في حسابه على “تويتر”، عن “توقيع اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والإمارات”.
وجاء في تصريح مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات، نشره ترامب أن بعثتي الدولتين ستلتقيان خلال الأسابيع المقبلة لأجل توقيع اتفاقيات حول الطيران المباشر، وقضايا أمنية وأخرى متعلقة بالاتصالات والطاقة والسياحة والرعاية الصحية، وغيرها.
وأورد محمد بنزايد، من جهته، في “تغريدة” على “تويتر”: “في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية”، وأضاف في “التغريدة” نفسها: “اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا الى علاقات ثنائية”.
وقالت السفارة الإماراتية في واشنطن إن إعلان التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين هو “انتصار للديبلوماسية وللمنطقة، وسيتيح خفض درجة التوتر ويخلق طاقة جديدة لتغيير إيجابي”.
وقال بنيامين نتنياهو إن “اتفاق السلام مع الإمارات مختلف لأنه قائم على مبدأ السلام مقابل السلام والسلام من خلال القوة، وبموجب ذلك لا يطلب منا الانسحاب من أي أرض”. وأضاف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن “الاتفاق ينص على بسط سيادتنا على مساحة واسعة من يهودا والسامرة ولم يطرأ أي تغيير على الخطة”.
وذكر أول رد فلسطيني رسمي، في بيان أصدره المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء يوم الخميس، 13 أغسطس/غشت، أن الأخير “يرفض ويستنكر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل”. وجاء في نص البيان: “تعلن القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، المفاجئ… مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها”. وأضاف البيان نفسه أن الاتفاق “خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.
وأعلن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، أنه “بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس تم استدعاء السفير الفلسطيني لدى دولة الإمارات بشكل فوري”، وذلك عقب إعلان تطبيع العلاقات بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.
وقال صائب عريقات: “إذا لم يدن الأمين العام لجامعة الدول العربية الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي فعليه أن يستقيل”. وأضاف كبير المفاوضين الفلسطينيين أن “الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي مكافأة للاحتلال”.
وأعربت “القيادة الفلسطينية” عن رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي، المفاجئ، حول تطبيع كامل للعلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات العربية المتحدة، مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها، وفي ظل إصرار دولة الاحتلال على تكريس احتلال وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية وبالذات مدينة القدس، وانتهاك حرمة المقدسات الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك”؛ وأردفت بأن “هذه الخطوة نسف للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدوان على الشعب الفلسطيني، وتفريط بالحقوق الفلسطينية والمقدسات، وعلى رأسها القدس والدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967”.
ورفضت حركة حماس الاتفاق، على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، قائلة: “هذا الاتفاق مرفوض ومدان ولا يخدم القضية الفلسطينية ويعتبر استمرارا للتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني”. وأضافت الحركة: “الخطوة الجبانة اعتداء صارخ على حقوقنا في فلسطين وطعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني”، وشددت على أن “اتفاق الإمارات مع إسرائيل خروج عن التوافق العربي والإسلامي وضرب للأمن القومي العربي”.
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن “التطبيع استسلام وخنوع ولن يغير من حقائق الصراع، بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهابا”. وشجبت الحركة “الاتفاق الذي أعلن بين الإمارات وإسرائيل”.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: “توقيع الإمارات وإسرائيل اتفاق سلام خيانة ومؤامرة جديدة”، وأكدت أن “الإعلان عن تطبيع كامل العلاقات بين دولة الامارات والكيان الصهيوني هو طعنة جديدة في خاصرة شعبنا وقضيته الوطنية، ومؤامرة جديدة على أمتنا العربية ستمهّد لمزيدٍ من الحرب العدوانية والتوسّع الصهيوني والتهويد والاستيطان لأرضنا بمباركة إماراتية هذه المرة”.
وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من محاولات “الاحتلال تسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي، مستغلاً حالة التطبيع العربي الرسمي، التي كان آخر فصولها السوداوية اتفاق العار الإماراتي– الصهيوني”.
وأدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين “ما توصلت له دولة الإمارات العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، برعاية ووصاية أميركية، من اتفاق على حساب القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية ومصالح الشعوب العربية وحقوقها القومية”. ودعت “الديمقراطية” إلى “طرد دولة الإمارات من المنظومتين العربية والمسلمة إن لم تتراجع عن اتفاقها مع إسرائيل”، واعتبرت أن “خطوة دولة الإمارات من شأنها أن تقدم النموذج المشين، على الصعيد الإقليمي والدولي، للتعامل مع دولة الاحتلال، وأن تشجع دولاً أخرى على أن تحذو حذوها بما سيلحق الضرر الفادح والكوارث بالقضية والحقوق الوطنية الفلسطينية ومصالح الشعوب العربية”.
وقال تيسير خالد، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وعضو الهيئة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطيني: “اتفاق التطبيع بين الإمارات العربية وإسرائيل أطلق موجة جديدة من المشاريع الاستيطانية”.
واعتبر حزب الشعب الفلسطيني أن “الاتفاق المذل الذي جرى التوصل إليه برعاية أمريكية بين دولة الإمارات العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما يمثل طعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني وتضحياته، وتنكرا مرفوضا لحقوقه العادلة، بالإضافة إلى أنه يأتي تنفيذا لصفقة ترامب – نتنياهو (صفقة القرن)”، وأضاف أن “هذه الطعنة الغادرة تأتي تتويجاَ لسلسلة من الخطوات التطبيعية التي تقوم بها دولة الإمارات منذ مدة طويلة مع دولة الاحتلال، في ظل استمرار الأخيرة في مواصلة العدوان والاستيطان والتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وقالت الحركة العربية للتغيير داخل الخط الأخضر إنها “ترفض الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات”، وأضافت أن “التطبيع مرفوض من أساسه”. وصرّح حزب التجمّع الوطني الديمقراطي داخل الخط الأخضر بأن “اتفاق إسرائيل والإمارات طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”.
ودعت القيادات الدينية الفلسطينية، في مؤتمر صحافي نظمته بـ “البيرة”، وتضم رجال دين مسلمين ومسيحيين وسامريين ويهود، (دعت) دولة الإمارات إلى التراجع عن الاتفاق الذي أبرمته مع دولة الاحتلال برعاية أميركية، معتبرة أن “أي محاولة منفردة من أي جهة عربية أو إسلامية لإقامة علاقات مع إسرائيل هي محاولة لطعن الشعب الفلسطيني في الظهر، وطعنة في قلب القدس”.