إضرابات عمالية تعم جنوب إفريقيا وتتوج بمسيرة وطنية في جوهانسبورغ

مشاركة المقال

مدار + مواقع: 05 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

يوم حافل بالاحتجاجات تشهده جنوب إفريقيا، حيث يخوض القطاع الهندسي للعمال في مجال المعادن إضرابا وطنيا كبيرا اليوم الثلاثاء، تتجه إليه الأنظار على المستوى الدولي.

صورة: مسيرة عمال الصلب والحديد بجوهانسبورغ، جنوب إفريقيا. دوروثي مابليبيلي.

وأعلن الاتحاد الوطني لعمال المعادن في جنوب إفريقيا- قطاع الهندسة والتعدين (نومسا) عن إضرابات في مختلف المصانع، مع تنظيم مسيرة في اتجاه مجلس التفاوض في جوهانسبورغ، الذي كان شاهدا على سلسلة من الاجتماعات التفاوضية.

ويأتي الإضراب كرد على تعنت أرباب العمل في إبرام اتفاق يوم الأحد الماضي، بعد شهر من إعلان “نومسا” أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.

صورة: مسيرة عمال الصلب والحديد بجوهانسبورغ، جنوب إفريقيا. دوروثي مابليبيلي.

هذا ويعتبر القطاع محركا رئيسيا في الانتعاش الذي عرفه النشاط الاقتصادي مؤخرا عبر تسجيل فائض في الميزان التجاري، إذ تعمل مناجم الدولة على تغذية الطلب العالمي على السلع الأساسية.

خلفيات الإضراب وتصريح الاتحاد

في خضم المفاوضات التي جمعت “نومسا” بأرباب العمل، طالب الاتحاد بزيادة في الرواتب بنسبة 8% في ظرف عام واحد (2021)، وتعديل في معدلات تضخم الاستهلاك، بالإضافة إلى زيادة بـ 2% للعامين المواليين.

وترى “نومسا” أن هذه الزيادة في الرواتب يجب أن تزيد عن 6%، خصوصا في ظل توقعات البنك الاحتياطي أن متوسط التضخم من المتوقع أن يصل إلى 4.2 و4.5% عامي 2022 و2023 على التوالي.

صورة: مسيرة عمال الصلب والحديد بجوهانسبورغ، جنوب إفريقيا. دوروثي مابليبيلي.

وكانت “نومسا” طالبت قبل مدة طويلة، في حالة ما انخفض مؤشر قياس الاستهلاك (CPI+) إلى أقل من 6%، أصحاب العمل بتقديم زيادات تزيد عن 6% أو إعادة فتح باب المفاوضات.

وفي إطار تعاطي اتحاد الصناعات الفولاذية والهندسية، الجانب المفاوض مع النقابات، عرض اتفاقية لثلاث سنوات، تضم زيادة بـ4.4% لعام 2021، وتعديل في التضخم بـ0.5% لعام 2022، بالإضافة إلى زيادة في مؤشر أسعار المستهلك بـ1% لعام 2022.

وفي مؤتمر صحافي لـ”نومسا”، قال الأمين العام، إيرفن جيم، إن العرض المقابل كان بمثابة تهميش للعمال، بعد أن قاموا بتجميد الأجور عام 2020.

وأضاف جيم: “أظهر لنا أرباب العمل ‘إصبعا وسطا’، فهم لا يقدمون أي عرض. هذا على الرغم من حقيقة أنه عندما ننظر في مالية مختلف الشركات، نجد أنهم حققوا أرباحا”.

وفي معرض إجابته عن الإجراءات الاحترازية وما إلى ذلك، قال جيم: “سيكون العمال في خط الإضراب، سوف نحاول قدر الإمكان الالتزام بالبروتوكول والتباعد الاجتماعي، لكن ما هو مؤكد أن العمال سينزلون إلى الشارع، لأننا لم نشهد قط عمالا يضربون من منازلهم”.

الإضراب ودعوة النقابات الأخرى للالتحاق

بدأت “نومسا” إضرابها الوطني بمسيرات في المراكز الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى المسيرة الرئيسية، وقد دعت النقابات الأخرى والجمهور بشكل عام إلى دعم الإضراب.

وعبر الاتحاد الوطني لعمال المناجم (Num)، الذي له أيضا وجود في قطاع المعادن والهندسة، عن دعمه لإضراب “نومسا”، واعتبر أن الدعم هو أقل شيء، خصوصا أن العاملين في هذه القطاعات عانوا بشكل كبير لضمان إبقاء الشركات أو الصناعة على قدميها، أثناء الفترة الصعبة التي مرت على البلاد.

صورة: مسيرة عمال الصلب والحديد بجوهانسبورغ، جنوب إفريقيا. دوروثي مابليبيلي.

وأضاف منسق قطاع المعادن في الاتحاد، ماونجا مادولو: “لقد تحملوا تضحيات جسيمة، ولذلك نقول إن العرض يجب أن يتم تحسينه. إن نسبة 4.4٪ ليست كافية إذا أخذنا في الاعتبار محنة العمال”.

في غضون ذلك، يستعد مؤتمر نقابات عمال جنوب إفريقيا (كوساتو) أيضًا للإضراب هذا الأسبوع؛ وقد تم تخصيص يوم واحد لذلك، الخميس، ويهدف إلى التضامن مع عمال “نومسا” والضغط أيضا على الحكومة لعكس التخفيضات الحادة في الميزانية لصالح الإنفاق الاجتماعي.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة