مدار + بيبل ديسباتش: 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
كان الوضع الحالي في فلسطين محوريًا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث لمعضلات الإنسانية في جوهانسبرج.
استهل المؤتمر الدولي الثالث لمعضلات الإنسانية أشغاله اليوم السبت 14 أكتوبر/ تشرين الأول، بحضور حوالي 500 مشارك من أكثر من 70 بلدا، ومن ضمن مواضيعه الرئيسية النضال من أجل تحرير فلسطين وضد الإمبريالية.
بدأ هذا الحدث الضخم، الذي ينعقد في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، بحلقة نقاش حول العدوان الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني حاليًا، في خضم الهجوم القائم على الإبادة الجماعية الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
شارك في هذه الجلسة الافتتاحية كل من ليلى خالد، عضوة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وناليدي باندور، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، وأروى أبو هشهش، عضوة حزب الشعب الفلسطيني، وكلوديا دي لاكروز عن حزب الاشتراكية والتحرر في الولايات المتحدة، وروني كاسريلز، وزير سابق في جنوب أفريقيا.
أشارت المناضلة الفلسطينية ليلى خالد في مداخلتها إلى أن: “نحن شعب يتمتع بالقوة والإرادة والكرامة والإنسانية، نحن ندافع عن الإنسانية في فلسطين. إذا استمر احتلال فلسطين فلن يكون هناك سلام في العالم. فلسطين ليست للفلسطينيين فقط، بل هي قضية إنسانية”.
كما تطرقت ليلى خالد إلى تصاعد العدوان الأخير ضد قطاع غزة، مستنكرة ذلك من خلال تعبيرها على أن: “الإمبريالي، الاستعماري والرأسمالي، لا يزالون يمارسون نفس الأكاذيب حول أرضنا”، مضيفة أن “شعبنا لم يقبل ذلك”.
وفي السياق نفسه، عبرت أروى أبو هشهش عن أن “القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة، تواصل دعم وتبرير العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين”.
وقالت: “لقد حاولت القوى الصهيونية تصوير فلسطين على أنها أرض بلا شعب… آلة القتل الإسرائيلية مستمرة، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى تعزيز تصميمنا على مواصلة المقاومة”.
وبالنسبة لوزيرة خارجية جنوب إفريقيا، فقد تطرقت إلى أن الوضع في جميع أنحاء فلسطين يشبه محنة الأفارقة وغير البيض خلال فترة الفصل العنصري، التي شهدتها بلادها خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وخلال كلمتها، ربطت باندور أيضا النضال من أجل تحرير الشعبين.
ومن ضمن ما جاء في كلمتها: “ضل قطاع غزة على طيلة 16 عاما تحت الحصار، في ظل كفاح شعبه من أجل البقاء. يُمنع الفلسطينيون من الخروج والدخول، وهو نفس الأمر الذي كان علينا التعامل معه هنا في جنوب أفريقيا من خلال المداخل المنفصلة. لقد مررنا بذلك أيضا”.
أدى الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين إلى تفاقم الاستقطاب الذي يحدث اليوم على المستوى العالمي، حيث تعتبر القوى التقدمية معقلا للدفاع عن الشعب الفلسطيني، في مقابل الدعم الذي يتلقاه الاحتلال من والإمبريالية المتمثلة في القوى الغربية المتحالفة مع النظام الإسرائيلي.
في هذا السياق انطلق المؤتمر الدولي الثالث حول معضلات الإنسانية بهدف مناقشة – ومحاولة إيجاد حلول – للمشاكل الرئيسية التي تواجه الإنسانية اليوم، والمستمدة بشكل رئيسي من الرأسمالية والإمبريالية.
ردا على هذه التساؤلات، أشارت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إلى الصعوبات التي تواجهها الحركات التقدمية في العالم في مواجهة الرأسمالية. وقالت وزيرة الخارجية: “لقد تم اختطاف القيم التقدمية، ومن الصعب الآن العثور على صوت اليسار، ونحن بحاجة إلى أن نولد من جديد، وننظم، ونكون أذكياء واستراتيجيين”. وشددت على أن “الخطابات الجميلة لا فائدة منها. قد أشعر أنني بحالة جيدة، ولكن إذا لم يؤدي خطابي في اليوم التالي إلى أفعال، فسيكون كلامي عديم الفائدة”
ومن جوهانسبرج، أدانت المرشحة للرئاسة الأمريكية عن حزب الاشتراكية والتحرر، كلوديا دي لا كروز، نظام الهيمنة والإمبريالية الذي تصدره حكومة بلادها إلى بقية العالم، وقالت إنه من الضروري مواجهته.
وقالت دي لاكروز “إن أي ضربة في أي مكان ضد الإمبريالية الأمريكية هي خطوة نحو الحرية. نحن بحاجة إلى هزيمة الرأسمالية قبل أن تدمرنا”.
وحول سياسة الإبادة الجماعية التي يواجهها قطاع غزة، أكدت دي لا كروز أنه “ليس هناك وجهان للقصة، هناك جانب واحد فقط: جانب العدالة، أي الجانب الفلسطيني”.
سيشارك القادة التقدميون والمثقفون وأعضاء المنظمات الشعبية إلى غاية 18 أكتوبر/ تشرين الأول، في الاجتماع الدولي الذي سيتناول أيضا قضايا مثل بناء الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين، تنظيم الطبقة العاملة، الدفاع عن الحياة والطبيعة، السيادة الوطنية ومعاداة الإمبريالية، والوضع الاجتماعي والسياسي الحالي في أفريقيا.