أيقونة مناهضة التطبيع واليسار المغربي سيون أسيدون يغادر دنيا الناس

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مدار: 07 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

توفي المناضل الحقوقي المغربي البارز سيون أسيدون، صباح الجمعة 7 تشرين الثاني/ نونبر 2025، عن عمر يناهز 77 عاماً، بعد دخوله في غيبوبة دامت قرابة ثلاثة أشهر. 

ووفقاً لمقربين منه، جاءت الوفاة نتيجة عدوى رئوية حادة تفاقمت على جسده الذي أضعفته الإصابات السابقة، لتضع حداً لحياة حافلة بالمواقف الصلبة.

بدأت الأزمة في شهر آب/ أغسطس الماضي، إثر “حادث داخل منزله” استدعى نقله إلى مصحة خاصة قبل إيداعه قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة بالدار البيضاء. 

وبعد إلحاح من الحركة المناضلة في المغرب، فتح القضاء في الدار البيضاء تحقيقا لا تزال نتائجه طي الكتمان، مما دفع أصدقاء الراحل إلى التشديد على “الحاجة الملحة لتوضيح أسباب هذا الوضع”، مطالبين بدعم نتائج التحقيق بتقارير من أطباء شرعيين.

ولد أسيدون في مدينة آسفي عام 1948 لعائلة أمازيغية يهودية. كما كان من الرعيل الأول لليسار الماركسي ومن مؤسسي منظمة “23 مارس”، وهو ما كلفه ثمناً باهظاً؛ حيث قضى أكثر من 12 عاماً، بين 1972 و1984، في السجن السياسي خلال فترة “سنوات الرصاص”، بسبب مواقفه المعارضة ودفاعه عن الديمقراطية.

بعد خروجه من السجن، لم يتوقف نضاله، بل تحول من العمل السياسي السري إلى العمل المدني المنظم. فكان من مؤسسي جمعية “ترانسبارنسي المغرب” لمكافحة الفساد، مؤمناً بأن المعركة من أجل الشفافية جزء لا يتجزأ من تحقيق العدالة الاجتماعية. لكن القضية التي ارتبطت باسمه أكثر من غيرها كانت التضامن فلسطين ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

بصفته منسق “الحركة المغربية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” (BDS Maroc)، تحول أسيدون إلى أحد أبرز الأصوات اليهودية في العالم المدافعة عن القضية الفلسطينية.

كان يرى في مواقفه تكريساً لمبادئ العدالة التي آمن بها، معتبراً أن القضية الفلسطينية “قضية إنسانية وأخلاقية تتجاوز الانتماءات الدينية والسياسية”. 

برحيل سيون أسيدون، يفقد المغرب صوتاً حراً نادرا، ظل حتى أيامه الأخيرة مخلصاً للمبادئ التي دفع من أجلها سنوات من عمره.

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on twitter
Share on email

مقالات ذات صلة