مدار+ مواقع: 01 نيسان/ أبريل 2021
عرفت أستراليا هذا الشهر أمطارا غزيرة، ووصف المطلعون على تاريخ المناخ في أستراليا أن كمية الأمطار التي شهدتها مختلف مدن البلاد في ستة أيام توازي ما كانت تشهده أستراليا في عام كامل. تنضاف هذه الكارثة إلى سلسلة حرائق الغابات المدمرة التي ضربت البلاد أواخر 2019 وبداية 2020 بالإضافة إلى سنوات الجفاف الطويلة، الأمر الذي أصبح يطرح أكثر من علامة استفهام لدى الأستراليين حول آثار التغيرات المناخية.
أشارت التقارير التي تتناول التغيرات المناخية في العالم، أن أستراليا تعتبر هي النقطة الصفر بالنسبة للتغيرات المناخية المقبلة من موجات حر وحرائق وفيضانات، وأشارت الدراسات العلمية على أن هناك روابط متينة بين أحداث هطول الأمطار الغزيرة والتي أصبحت شائعة وبين ارتفاع درجة حرارة المحيط والغلاف الجوي، لا سيما وأنه مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن كمية الرطوبة التي يمكن أن يحملها الهواء ترتفع أيضا.
تعرف أستراليا في الفترة الفاصلة بين أواخر 2019 وعام 2020 الآن باسم الصيف الأسود – وهي أشهر الصيف في نصف الكرة الجنوبي – بسبب كل الدمار الذي تسببت فيه حرائق الغابات. لكن تزداد إلى ذلك هذه الفترة التي تعتبر في الدولة الأوقيانوسية أوج التساقطات المطرية خصوصا في السنين الأخيرة مما يزيد من المشاكل التي عليها تجاوزها بسبب المناخ.
وعبّر ويل ستيفن، المتحدث باسم مجلس المناخ في أستراليا في وقت سابق على أنه “بالنسبة للعديد من المجتمعات التي تتعامل مع الفيضانات في الوقت الحالي، يعد هذا هو الأحدث في سلسلة من الأحداث المناخية القاسية التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، بما في ذلك الجفاف وحرائق الغابات في الصيف الأسود وموجات الحر الحارقة”.
ووفقا للإحصائيات التي تم رصدها بعد الفيضانات الأخيرة فقد أجبر ما يقرب من 20 ألف أسترالي على إخلاء مناطق سكنهم، كما أغلقت أكثر من 150 مدرسة، وتم إنجاز 5000 عملية إنقاذ في ظروف قاسية نظرا لانقطاع ما يقارب 500 كيلومتر من الطرقات التي تربط سيدني بكوينزلاند.
وفي العام الماضي اندلعت حرائق حوّلت أستراليا إلى ما يشبه الجحيم، وهذا العام شهدت أمطارا شردت الآلاف، كما أنها كانت سببا في ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والسدود إلى مستويات غير مسبوقة منذ الستينات وكل هذا في ستة أيام من الأمطار فقط.