مدار+ مواقع: 20 نيسان/ أبريل 2021
اختتم الحزب الشيوعي الكوبي، مؤتمره المنعقد بالعاصمة هافانا، بالإعلان عن سكرتير اللجنة المركزية للحزب ميغيل دياز كانيل برموديز، يوم 19 نيسان/ أبريل 2019، وهو التاريخ الذي تحتفل فيه كوبا بالذكرى الستين للانتصار الذي حققه الشعب الكوبي على المرتزقة الذين سلحتهم وموّلتهم الولايات المتحدة في بلايا خيرون (خليج الخنازير).
وصباح أمس بالتوقيت الكوبي، في قصر المؤتمرات بهافانا، تم الإعلان عن اللجنة المركزية للحزب الحاكم والمكتب السياسي وأمانة التنظيم.
وفي تقريره الذي قدمه أمام 300 مؤتمر، قال القائد راؤول كاسترو إن دياز اختيار مدروس، إنه شاب ثوري تتوفر فيه خصال تسلم المنصب الأعلى.
وشغل القائد الجديد عدة مناصب خلال مساره السياسي الحافل، وانتخب قبل 15 سنة أمينا للحزب في مقاطعتي فيلا كلارا وهولغوين، وبعد ذلك وزيرا للتعليم العالي، ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ونائبا أول لرئيس مجلسي الدولة والوزراء.
وقال دياز كانيل في كلمته الختامية للمؤتمر العام الثامن للحزب إن “الشيء الأكثر ثورية في الثورة هو الدفاع دائما عن الحزب، تماما كما يجب أن يكون الحزب أعظم مدافع عن الثورة”.
وخفضت الهيئة التنفيذية للجنة المركزية، عدد أعضائها من 17 إلى 14، وتتألف من ثلاث نساء وإحدى عشرة رجلا يبلغ متوسط أعمارهم 61.6 سنة. ودياز كانيل، هو مهندس تدريب إلكتروني، وأول مدني يقود الحزب، وكانت خبرته العسكرية الوحيدة هي ثلاث سنوات من الخدمة في وحدة الصواريخ المضادة للطائرات.
وأوضح راوول كاسترو، أنه راض عن المهام التي أنجزها كأمين أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، وقال: سأواصل النضال في صفوف الحزب كثوري، على استعداد لتقديم مساهمتي المتواضعة حتى نهاية حياتي.
وكان كاسترو قد قال في المؤتمر السابق للحزب الشيوعي في 2016، إنه سيكون آخر مؤتمر يقوده “الجيل التاريخي” الذي حارب للإطاحة بدكتاتور مدعوم من واشنطن في ثورة عارمة عام 1959.
وبالتغييرات الجديدة في رأس الهرم القيادي للحزب الشيوعي الكوبي، يكون هذا الأخير قد استطاع أن يسلم زمام الأمور من جيل الثورة إلى جيل الشباب، رافعا الشعار الذي أطر أشغاله، “الكونغرس من أجل الاستمرارية التاريخية للثورة الكوبية”.
وفي خطابه الأول كزعيم للحزب أوضح دياز كانيل أنه سيواصل التشاور مع راؤول كاسترو حول ” القرارات الاستراتيجية لمستقبل الأمة “.
وأمام القيادة الجديدة، تحديات هائلة، خصوصا في ظل تداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على البلد الكاريبيي، واستمرار الحصار الدولي على الثورة الكوبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين؛ كما سيكون عليها أن تركّز أكثر مما سبق على التطورات الجديدة التي تعصف بالقارة الأمريكية، وتنامي مناورات اليمين المتطرف بشكل أدق.
ويبدو أن التغييرات في ظل الاستمرارية التي همت الحزب الحاكم قد استلهمت خطاب الراحل فيديل كاسترو الذي قال سنة 1997، “لا يستطيع الحزب أن يتحمل فشل قيادته في يوم من الأيام لأن الثمن غير قابل للسداد”، إذ أكد المؤتمر الثامن، على الاستمرار في نهج الثورة التي قادها المعلم كاسترو.